الشارقة: أمل سرور العقد الذي يربط بين شخصين يعني أنهما أصبحا يشكلان مايعرف بالأسرة، ولا بديل لبنوده سوى التفاهم والاحترام المتبادل، والصدق والتعاون ليبقى الحب عمود تلك البنود بل أهمها على الإطلاق. مسؤولية جسيمة تقع على عاتق طرفي المعادلة الإنسانية منذ قديم الأزل، ومهمات ثقيلة عليهما إنجازها بجدارة وإتقان، ليتخطيا مشاكل ومحناً ليصلا بأسرتهما إلى بر الأمان.مؤسسة الزواج بكل تفاصيلها تشغل الجميع ممن يعيشون على أرض هذا الكون، وتستحوذ على اهتمام إدارة مراكز التنمية الأسرية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، التي تقدم العديد من المبادرات الأسرية والمجتمعية التي تهم الكيانات الأسرية. وتأتي مبادرة «مودة» في القمة، وهي تتضمن مجموعة من البرامج التوعوية تستهدف المقبلين على الزواج والمتزوجين، وعينها في النهاية على المجتمع كاملاً، إذ تقدم دوماً مجموعة من الدورات التخصصية، وورش عمل متنوعة تشمل جميع الجوانب الشخصية و النفسية والاجتماعية والصحية والقانونية لتوعيتهم بكيفية بناء أسرة مستقرة واعية، ورفع ثقافتها و تعزيز القيم الاجتماعية و النفسية للوصول إلى مجتمع آمن ومستقر.«صندوق مودة» عنوان تجربة فريدة وجديدة تعد الأولى من نوعها، لم تستهدف تلك المرة المتزوجين أوالمقبلين على الزواج مباشرة، بل قررت أن تتوجه إلى الوسيط الأشهر في إتمام الزواج، وهو المأذون الذي يوثق البدايات السعيدة.17 مأذوناً من كل أنحاء الدولة اجتمعوا أخيراً ليتلقوا مجموعة من التدريبات والورش على يد د.عبد العزيز حمادي، مستشار مبادرة «مودة»، ويطلعوا على الصندوق المفترض تسليمه للمأذونين في كل إمارات الدولة لتكون هدية لأي اثنين يعقدان قرانهما.عن الصندوق ومحتواه، يجيب د. حمادي بالقول: فكرة رائدة من نوعها وهي جزء من مبادرة «مودة» المعنية بمناقشة أدق الأمور والتفاصيل التي تخص حياة أبدية بين الزوجين. ولعل فكرة وصولنا إلى طرفي المعادلة في منزلهما أمر شغلنا كثيرا، وتعددت برامج «مودة» وخرجنا بفعاليتنا إلى المراكز التجارية لنلتقي بالجمهور وجهاً لوجه. ولأن مراكز التنمية الأسرية سباقة ورائدة في مجال عملها جاءت فكرة «صندوق مودة» الذي يحمل الكثير من المعلومات والحلول للمشكلات والأسرار، ذلك الصندوق الذي سنعطيه للمأذونين الشرعيين في الشارقة لكي يمتد الأمر بعدها لكافة إمارات الدولة، وهم سيقومون عقب عقد كل قران بإهدائه إلى الزوجين بعد أن يتحدثوا معهما على ما يتضمنه الصندوق، وهو لا يحوي كتيبات ورقية فحسب، بل إنه يأتي مواكباً لتحديات العصر والتكنولوجيا التي غمرت عالمنا لذا فإن المعلومات التي يتضمنها الصندوق تتنوع ما بين المكتوب من خلال بعض من الكتيبات البسيطة والموجزة، والمسموعة عبر وحدة الذاكرة «الفلاشات» التي يمكن لهما أن ينصتا إليها في السيارة، والمرئية عبر مجموعة من الأقراص المدمجة التي يمكن أن يشاهدوها عبر التلفاز.المأذون الشرعي سالم عبدالله الكندي حضر الدورة وتسلم «صندوق مودة» يقول: فكرة جديدة وأمر مختلف لم يسبق لنا تطبيقه من قبل، ولكنني أرى أنه سوف يلاقي نجاحاً عريضاً من قبل الزوجين، بل أرى ضرورة تعميم تلك الفكرة في كافة إمارات الدولة ولا يقتصر الأمر على إمارة الشارقة، واستكمل الكندي حديثه بالقول: إنها فكرة تسهم كثيراً في الحد من المشكلات التي يقع فيها الزوجين، خاصة في بداية حياتهما الزوجية وسوف تحد من نسب الطلاق التي تقع بكثرة خاصة ما بين المتزوجين حديثاً.وصف المحكم الأسري والمأذون الشرعي حسن محمد المرزوقي «صندوق مودة» بالسهل الممتنع قائلاً: الكتيبات والمعلومات التي يتضمنها الصندوق غاية في البساطة والأهمية، ولخصت أمور كثيرة وتعرضت لها بالمناقشة بدءا بالاتفاق الضمني بين الطرفين على تحديد لغة للحوار بينما، وحتى الاتفاق بفن على الاختلاف إذا وقع بينهما، وهو أمر وارد حدوثه، وأتوقع أن يحقق «صندوق مودة» نتائج مرجوة.المحكم الشرعي حسين آل علي يرى أن «صندوق مودة» يهدف إلى الوصول الآمن والأكيد بالزوجين إلى بر الأمان في الحياة الأسرية، ولأن المأذون الشرعي له هيبة ومكانة خاصة في القلوب خاصة في المجتمع الإماراتي، فإن اختياره من قبل تلك المبادرة ليلعب دور الوسيط والناصح بشكل غير مباشر، فكرة جيدة أعتقد أنها سوف تلاقي قبولاً كبيراً في مجتمعنا، ويكمل آل علي قائلاً: شهدنا في محتويات الصندوق لغة جديدة ومختلفة، وربما تكون غير مألوفة لنا خاصة أن الكثير من مواقع التواصل تتحدث عن المشاكل والخلافات التي يتعرض لها الزوجان بشكل تقليدي.
مشاركة :