زينة المرأة قديماً.. حشمة وجمال

  • 9/21/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: فدوى إبراهيم اتسمت المرأة الإماراتية قديماً بحشمتها وبما يتلاءم والعادات والتقاليد السائدة، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تكون جميلة تهتم بنفسها بما هو متاح من الوسائل والأدوات، بل كانت تبتكر ما يجملها وتخلق لنفسها السبل لذلك، وفي ذلك كانت تخيط ملابسها وتصنع عطورها وتركب الخلطات التي تعطر بها شعرها وتهتم ببشرتها، كل ذلك بما جادت به الطبيعة، مع زينة المرأة الإماراتية كان لنا إبحار.تحدثنا المختصة في التراث من مركز الحرف الإماراتية في الشارقة موزة عبدالله والملقبة بأم عزان قائلة: كان الكحل من أبرز ما يمكن أن تتجمل به المرأة الإماراتية قديماً، وكان في الغالب يأتينا على نوعين، الأثمد والصراي، وكان الأثمد يأتي من السعودية ويتكحل به حتى الرجال وكبار السن كونه يحمي العين، وكانت المرأة آنذاك تعتمده لسواده الداكن وتضع منه طبقتين وأكثر بواسطة «المرود» وهي أداة التكحيل التي كانت تصنع من محار البحر، وكان الأثمد يأتي ككتل فنقوم بنقعه في ماء زمزم أو ماء المطر ومن ثم يجفف ويطحن بالرحى أو بأداة خاصة أي «مسحنة» ومن ثم يتم تصفيته أو نخله بواسطة قطعة قماش ذات مسام واضحة مثل الشيلة. أما الصراي فهو مادة مستخرجة من الدخان يجمع في «طاسة» ويخلط بالزبدة الطبيعية الحيوانية ليمنح طراوة .وحول أبرز النباتات التي كانت تستخدم للتعطير ولتغذية الشعر والبشرة ومنحه طيب ولمعان تقول أم عزان: الياس والبضاعة والورس والنيل هي من أبرز النباتات التي كانت تستخدم سابقاً للتجميل، فكان الياس يجفف في الشمس ثم يطحن ويوضع على الشعر وبعضهم يخلطه بزيت الشعر أو مع الياسمين ويمنح شعر المرأة عطرا مميزا وجميلا، أما البضاعة فهو ورد مطحون يضاف له إضافات خاصة مثل جوز الهند ويطحن مع الزعفران ويخلط بعطور ويوضع على الشعر وقد يضاف له المحلب أيضاً، ويستخدم في الغالب للعجفة والعقوص وهي طرق تجميل شعر النساء .ومن الطرق الأخرى للتجميل بحسب أم عزان، هي استخدام النيل للبشرة بفرك الوجه بها، ولأن لونها داكن تغطي المرأة وجهها ويبقى لأيام ثم يغسل، وكذلك الكركم والورس، كما أن هناك نباتا يشبه عيدان القرفة كان ينظف به الأسنان وبنفس الوقت يمنح الشفاه لوناً زهرياً.الدكتورة كريمة الشوملي أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة، وثقت في أطروحة الدكتوراه معلومات شاملة عن البرقع الإماراتي وقدمت إصداراً تحت عنوان «البرقع الإماراتي: شاهد على تاريخ وثقافة الإمارات»، وأوضحت الشوملي أن البرقع كان جزءا لا يتجزأ من ثقافة المرأة الإماراتية قديماً، لدرجة أن بعضهن كن لا ينزعنه إلا وقت النوم، وتختلف أشكال البرقع عن بعضها البعض ببعض التفاصيل البسيطة والمهمة.ورغم أن الجدات ما زلن حتى اليوم يرتدين البرقع بالعادة، كونهن نشأن عليه ويمثل لهن سترا ووسيلة ليعكس هويتهن الإماراتية، إلا أنه بات قطعة تباع للسياح لتعبر عن ثقافة المرأة الإماراتية، وحول أجزاء البرقع تقول الشوملي: يتكون البرقع من جبهة وهي قطعة مستطيلة تغطي الجبين والحاجبين ويمتد في ارتفاعه 1 سم ونصف للنساء الصغيرات، ومن 3-5 سم للكبيرات، وتستخدم غرزة الشلالة لخياطة جبهة البرقع وتزين بعضهن الجبهة بجنيهات ذهبية في الجزء العلوي منه، وعادة ما ترتدي المزين العروس والنساء الثريات في المناسبات.وتشير الشوملي إلى أن البرقع كان له مسميات تعود إلى شكله في الغالب، فبرقع «بومجيلة» هو لكبيرة السن ويخفي عيوب الوجه، والبرقع«العيناوي» ويبرز أكبر مساحة من العين للخد، وبرقع«بو لفة» هو برقع نساء دبي، وبرقع «المنكوس» يجلس على الأنف وليس على الجبهة،والبرقع المرصع بالليرات عند الجبهة هو البرقع«الريسي» وهو لذوات المكانة الاجتماعية العالية وكذلك«بو نجوم».

مشاركة :