تعيش الحركة الرياضية في مركز الحيانية التي تبعد 180 كم والتابعة لمحافظة حوطة بني تميم بمنطقة الرياض واقعا محزنا لغياب الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية الأمر الذي جعل الشباب والأهالي يتوجهون للجلسات في الأودية وكثبان الرمال وسط مغامرة الصحراء معرضين أرواحهم للخطر. وأكد جابر جار الله أحد أبناء مركز الحيانية أن المركز يزخر بالمواهب الرياضية حيث كانوا في السابق يلعبون في أندية رياضية معروفة ولكن مع استمرار غياب الاهتمام من الجهات المختصة في إنشاء الملاعب وتوفير الحاضنة الرياضية والثقافية جعل معظمهم يعزفون عنها باحثين عن ما يسليهم من صيد ومغامرات الصحراء. ويرى عيد المصارير أن مركزهم يعاني من انعدام المواقع والأماكن الترفيهية والاجتماعية الثقافية كما يعاني من نقص عدد من الخدمات الأخرى، بالإضافة إلى انعدام الملاعب والصالات الرياضية مما جعلهم يمارسون هواياتهم على ملاعب ترابية أو بين أزقة الشوارع والحارات، الأمر الذي جعلهم يقطعون أكثر من 240 كم في الإجازات الأسبوعية من أجل الذهاب إلى ملاعب المحافظة للعب واللهو وقضاء أوقاتهم في ممارسة موهبتهم. وأضاف فهد جار الله أنهم يغامرون بتجهيز الملاعب بأموالهم الخاصة في أراض مملوكة لأشخاص فبعضهم يمنعونهم بمجرد تجهيز الملعب، والبعض الآخر يتركونهم يمارسون رياضتهم المحببة حتى يجيء الوقت الذي يحتاجون فيها للأرض فيأخذونها، ليبدأ مسلسل البحث عن أرض أخرى. وأشاروا إلى أن تهيئة الملاعب تتم من جهدهم الخاص ومن مالهم، حيث أصبح تنظيم الدورات الرياضية سواء في أوقات الدراسة أو الإجازات الرسمية أو الدورات الرمضانية أمرا شبه مستحيل، كما أننا نعاني من غياب أندية الأحياء في المركز والتي قد يحل وجودها بعض الأمور، مبينا أن هناك أيضا معاناة من غياب دور مكتب رعاية الشباب في دعم المواهب، مما أجبر البعض على العزوف عن ممارسة رياضة كرة القدم واليد والطائرة والسلة وألعاب القوى، وبالإضافة إلى عدم توفر أراض مخصصة لممارسة الرياضية وغياب الممشى في المركز منذ سنوات أعاق تسارع الحراك الرياضي في عدد من المجالات وتحقيقها عددا من النجاحات في رياضات مختلفة. وأشار إلى أن مطالبهم تتجسد في إنشاء ملاعب ومضمار خاص، من أجل دعم النشاطات سواء الرياضية أو الاجتماعية أو الثقافية لهم، ليكون متنفسا لهم وملاذا آمنا من رفقاء السوء، وحتى يسهم في صقل مواهبهم وقدراتهم الجسمية والعقلية، ولقضاء أوقات فراغهم في الشيء الصحيح.
مشاركة :