طالب مواطنون بدور اجتماعي وثقافي أكبر للأندية الرياضية التي تقوم بدورها علي أكمل وجه في الجوانب البدنية والمنافسات الرياضية، لافتين إلي أن الجانبين الثقافي والاجتماعي لهذه الأندية لا يزالان بعيدين عن أجندة عمل هذه الأندية، وإن تواجَدَا فإنهما يقتصران علي فعاليات محدودة ولا تكاد تذكر. ودعا مواطنون إلي تنفيذ حملة توعية بدور هذه الأندية في المجتمع، موضحين أن هذا الدور يكاد يكون غائباً في كثير منها، وأن العلاقة بين الأندية والمجتمع ضعيفة للغاية، مطالبين إدارات الأندية بأن تلفت نظر اللاعبين إلى مسؤوليتهم تجاه الشباب، وبأن يتصفوا بما يجعلهم في موضع المسؤولية. وقالوا في حديثهم لـ «العرب»: إن الجانب الاجتماعي والثقافي مغيّب بالأندية الرياضية، مما يجعل أولياء الأمور لا يشجعون أبناءهم على الانضمام إليها، أو التفاعل معها، موضحين ضرورة أن تركز الأندية على هذا الجانب، وأن تكون لها رسالتها التي تؤثر في المجتمع، وأن تقيم الفعاليات والأنشطة التي تجذب الشباب لتكون الخيار الأول لديهم. فجوة مع المجتمع وقال خالد النعمان: «يوجد نوع من الفجوة بين المجتمع والأندية الرياضية إلاّ أننا نُحمّل الأندية المسؤولية قبل أن نحملها لأولياء الأمور؛ لأن الجانب الاجتماعي والثقافي غائب، ولا يجد أولياء الأمور ما يشجع أبناءهم على الحضور والمشاركة بهذه الأندية. وأضاف: إن الجانب الرياضي يكاد يكون مقتصراً على أعضاء الفرق مثل لعبة كرة القدم، فليس هناك برامج رياضية تتوفر في هذه الأندية تستقطب جميع فئات الشباب، كما أنه لا يستبعد أن يكون أولياء الأمور لا يجدون القدوة التي تجعلهم يطمئنون لوجود أبنائهم، منوهاً بأن العلاقة بين المجتمع والأندية ضعيفة لتلك الأسباب، مبيناً أن غياب القدوة في الأندية الرياضية يأتي من عدم وجود من يساعدون على تشكيل النموذج الجيد للاعب بداخل الأندية، وقال: «حتى في بعض المخالفات التي تصدر من لاعبين تعطي مؤشراً على أخلاقياتهم، وتظهرهم بشكل غير مقبول وإن كانت تلك الصورة لا تعمم على الجميع. كما أكد غياب الدور الحقيقي للأندية التي تركز على أن يكون هناك لاعب متألق ونجم في الملعب دون اهتمام باللاعب القدوة، خاصةً بأن الكثير من المشاهير من اللاعبين يشكلون اليوم قدوة للشباب، مشدداً علي ضرورة لفت نظر اللاعبين ليلتفتوا إلى مسؤوليتهم تجاه الشباب وبأن يتَّصفوا بما يجعلهم في موضع المسؤولية وبما يتفق مع القيم العربية والإسلامية. رفض أسري وقال علي العتيبي طالب في المرحلة الثانوية: «إنه حاول كثيراً إقناع أُسرته بأن يلتحق بنادي لكرة القدم إلاّ أنها أصَرَّت بشكل قاطع على رفض الفكرة « مضيفاً، تحفَّظ والداي على الأجواء بالنوادي الرياضية، كما أن الصورة الذهنية عن تلك النوادي لا زالت مرتبطة بتلك الفترة التي كانت بوجود لاعبين سلكوا طريقاً أوصلهم إلى انحرافات أدَّت إلى الإدمان، حسب قوله. وأضاف: إن والده كثيراً ما يردد بأنه لا ينشغل بالنوادي الرياضية ولا يلتحق بها إلاّ الفاشل في دراسته، متمنياً تغير هذه النظرة عن النوادي الرياضية. وقال: «إنه لا يؤيد تحفظ الأسر على الذهاب للنوادي الرياضية لأن ما يتداول عن وجود سلبيات قد يكون غير حقيقي»، داعياً إلي حملة توعية بالأندية الرياضية ودورها في المجتمع، وأن تتولي المدارس والجامعات تبني هذه الحملة. ارتقاء بالرياضة وتابع: إن الأسرة حينما تجد بأن ابنها يتعلم ويتفوق ويمارس رياضته المحببة في ظل تلك المؤسسة التعليمية التي تقوم بالتنظيم والحماية فإنها تشعر بالاطمئنان، وتبارك الرياضة التي ستدخل ضمن دراسات وبحوث وإعداد المؤسسات التعليمية، مطالباً الأندية بأن تقوم بدورها بالحفاظ على كل من يلتحق بها، وأن تتخطي دورها المنحصر في خلق نجم في الملاعب إلى خلق إنسان يرتقي بمفهوم الرياضة وليس العكس. تغيير الصورة النمطية من جهته طالب محمد اليماني بوجود حالة من التصالح بين المجتمع والأندية الرياضية عن طريق تغيير الصورة النمطية عند المجتمع؛ لأن واقع الأندية الرياضية تَغيَّر، وأصبح هناك مبادرات جيدة، موضحاً أن هناك نوادي لها مبادرات في استقطاب كوادر كإداريين متخصصين، يشكلون نماذج جيدة في النادي ويكونون قدوة، وهم مؤهلون بشكل رائع، مضيفاً أنهم يجدون الكثير من الاستحسان من قبل أولياء الأمور الذين يأتون بأبنائهم إلى النادي من أعمار صغيرة وكبيرة. وتابع: أصبح هناك تركيز على التحصيل التعليمي ومتابعته حتى لا يتراجع، موضحاً بأن النجومية التي تمنح اللاعب يجب أن لا تكون من منطلق مستواه المهني فقط بل يجب أن يكون نجماً متكاملاً، من حيث المستوى والخلق، فالنجم الخلوق يمثل إدارة جذب؛ لذلك فإنه من المستبعد أن يكون النجم منفِّراً للمجتمع إذا ما اتصف بالصفات السلوكية والمهنية الجيدة. مبادرات مجانية أشار أن النوادي أصبحت لها مبادرات بالمشاركة المجانية معهم، مضيفاً أن التوجس الموجود لدى بعض أفراد المجتمع يأتي من المستقبل، وأن لاعب كرة القدم عليه أن يحرص على استكمال تعليمه؛ لأنه ليس كل لاعب سوف يصبح نجماً ويستطيع أن يُحسِّنَ وضعه المالي. وتابع: إن الأرقام الخيالية التي يتم الإعلان عنها وتتعلق بديون الأندية الرياضية تمثل حالة مخيفة للأسر، مبيناً أن الجانب الثقافي مهم وأن قرب النادي من المجتمع أهم،ً داعيا هذه الأندية إلي تحمُّلِ مسؤولياتها تجاه المجتمع، وقال: «لابد أن تكون هناك رسالة يؤديها النادي للمجتمع ولابد أن يكون الخيار الأول لكل منزل من أي شريحة سواء رياضياً أو ثقافياً».;
مشاركة :