ترامب يهاجم كريستين فورد لاتهامها مرشحه للمحكمة العليا بالاعتداء عليها

  • 9/21/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

شن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هجوما مباشرا، الجمعة، على كريستين بلاسي فورد، التي تتهم مرشحه للمحكمة العليا القاضي بريت كافانو بالتعدي عليها، مستغربا صمتها على الحادثة لثلاثين سنة. وتقول الباحثة الجامعية بلاسي فورد (51 عاما)، إن كافانو (53 عاما) اعتدى عليها جنسيا خلال سهرة في ضاحية واشنطن قبل 36 عاما، وهو ما ينفيه القاضي قطعا. وبعدما لزم ترامب موقفا معتدلا في هذه القضية حتى الآن، كتب على تويتر، “لا شك لدي بأنه لو كان الهجوم على الدكتورة فورد بالعنف الذي تقوله، لكانت قُدمت شكوى على الفور إلى السلطات المحلية هي أو أهلها المحبون”، مشككا لأول مرة في مصداقية الباحثة في علم النفس. وتابع “أطلب أن تبرز هذه الشكوى حتى نعلم بتاريخ وساعة ومكان” الوقائع، مثنيا مرة جديدة على مرشحه، الذي وصفه بأنه “رجل جيد ذو سمعة ممتازة”، هو ضحية “هجوم من اليسار الراديكالي”.  وبالرغم من أطباعه النزقة، امتنع ترامب حتى الآن عن توجيه انتقادات مباشرة إلى بلاسي فورد، حرصا منه على مراعاة الناخبات قبل بضعة أسابيع من انتخابات تشريعية تنطوي على مخاطر كثيرة للجمهوريين. وركز البيت الأبيض سهامه على الديمقراطيين، فاتهمهم باستغلال هذه القضية لتأخير تثبيت القاضي المحافظ في منصبه. وبعدما لزمت الصمت سنوات، وجهت بلاسي فورد في يوليو/ تموز رسالة طي الكتمان إلى العضوة الديمقراطية في مجلس الشيوخ ديان فاينستاين تتهم فيها القاضي الذي بدأ التداول باسمه لعضوية المحكمة العليا، غير أن نص الرسالة لم ينقل إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) إلا الأسبوع الماضي. وما أتاح كشف الرسالة، أن بلاسي فورد قررت إثر تسريبات الخروج من الظل وكشف هويتها في مقابلة نشرت الأحد. وتقول بلاسي إن كافانو وصديقا له حاصراها في غرفة خلال سهرة وهما “ثملان تماما”، وتابعت أن كافانو ثبّتها على السرير بالقوة وقام بملامستها وحاول نزع ملابسها، لكنها تمكنت من الإفلات منه والهرب من الغرفة. “ليست قضية جنائية” وفي اليوم التالي، قامت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ المكلفة النظر في ترشيح كافانو لعضوية المحكمة العليا مدى الحياة، باستدعاء الطرفين لجلسة استماع الإثنين. وأعلن القاضي كافانو على الفور استعداده للإدلاء بإفادته، وبعد أربعة أيام من التردد، أعلنت بلاسي فورد أنها توافق على تقديم شهادتها في مجلس الشيوخ إنما بشروط. فهي لا تود الحضور إلى مجلس الشيوخ، الإثنين، في التاريخ الذي تم تحديده بصورة “اعتباطية”، وتريد أن تجري جلسة الاستماع في ظروف “عادلة”، مؤكدة مرة جديدة أنها “تفضل” أن يحقق الإف بي آي في القضية قبل الإدلاء بإفادتها. وطالبت أخيرا بضمان أمنها، إذ توكد أنها تلقت “تهديدات بالقتل” منذ أن عرفت عن نفسها، واضطرت إلى الانتقال من منزلها في كاليفورنيا. وردت مستشارة البيت الأبيض كيليان كونواي، الجمعة، معتبرة أن هذا المطلب الأخير يمكن فهمه، لكنها استبعدت أي تحقيق للإف بي آي. وقالت كونواي “ليست هذه آلية جنائية، بل جلسة تثبيت للقاضي كافانو” داعية إلى عدم تشبيه القضية بالفضائح التي أسقطت عشرات الرجال في مواقع السلطة منذ عام بتهم التعدي الجنسي. وقالت “دعونا لا نخلط بين حركة مي تو (أنا أيضا) وما حصل أو لم يحصل في صيف 1982”. وإذا ما تمكنت بلاسي فورد من بث الشكوك لدى أعضاء اللجنة، فقد تطيح بعملية تثبيت القاضي وتمني ترامب بنكسة كبرى. لكن الجمهوريين الذين يتمتعون بالغالبية في مجلس الشيوخ يبدون مصممين على منع ذلك، وأكد رئيس الغالبية في مجلس النواب ميتش ماكونيل الجمعة أنه “في مستقبل قريب جدا، سيكون القاضي كافانو جالسا في المحكمة العليا”. فالرهان يتخطى اللعبة السياسية إذ أن تعيين كافانو سيرجح كفة المحافظين لسنوات مديدة في المحكمة العليا، التي تبت في القضايا الاجتماعية الكبرى مثل حق الإجهاض وزواج المثليين وحيازة الأسلحة النارية الفردية.

مشاركة :