سؤال يبحث عن إجابة: لماذا افتقر أداء سيتي أمام ليون للإبداع والصرامة؟

  • 9/22/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

خسر مانشستر سيتي مباراته الافتتاحية في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم أمام ليون الفرنسي، بهدفين مقابل هدف وحيد. ويمكن القول إن ما حدث هو مجرد خسارة لمباراة في بداية دور المجموعات، وإنه ما زال هناك متسع من الوقت أمام الفريق الإنجليزي لكي يعود إلى الطريق الصحيح.ورغم الأداء الباهت لمانشستر سيتي في تلك المباراة، تشير الإحصائيات إلى أن تسديدات الفريق الإنجليزي على المرمى كانت أكثر من ضعف تسديدات نظيره الفرنسي، وهو ما كان يعني أنه كان من الممكن أن يحقق مانشستر سيتي الفوز في تلك المباراة. ومع ذلك، هذا لا يعني أنه لا توجد أسباب تدعو للقلق. وقد يكون الشيء الأكثر إثارة للقلق هو المشكلات المتكررة. لقد قيل لنا إن المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، قد عمل على إيجاد طرق جديدة للعب في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم من أجل اختراق دفاعات الفرق المنافسة. وكان مانشستر سيتي قد بدأ كل مباراة من المباريات الخمس التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم بشكل مختلف. ويبدو أن الهدف من ذلك هو العمل على إيجاد مزيد من المرونة ومزيد من الخيارات في المباريات أمام الأندية الكبرى.وقد يكون من الطبيعي أن يستغرق الأمر بعض الوقت لكي يستوعب اللاعبون هذه الطرق الجديدة. ونظراً لأن الأندية التي أشرف غوارديولا على تدريبها كانت تصل لأفضل مستوياتها في بداية الموسم، ثم تبدأ تعاني بداية من شهر مارس (آذار)، فإن بداية الفريق للموسم بهذا الشكل المتواضع قد لا يكون بمثابة مؤشر دقيق على مستوى الفريق طوال الموسم. لكن هناك جانبين يثيران القلق بشكل خاص: الأول هو الإحساس بأن الفريق الحالي لمانشستر سيتي يمكن أن يواجه مشكلات كبيرة أمام الفرق التي تعتمد على اللعب السريع، والدليل على ذلك أن الهدفين اللذين أحرزهما نادي ليون جاءا من تحولات سريعة من جانب لاعبي النادي الفرنسي، بعد خسارة مانشستر سيتي للاستحواذ على الكرة.صحيح أن ليون لم يظهر قوة ليفربول نفسها، عندما أطاح بمانشستر سيتي من دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، لكن هذه المباراة أثبتت أن مانشستر سيتي، الذي يبدو غير قابل للهزيمة عندما يكون في أفضل حالاته، يمكن أن يواجه مشكلات كبيرة أمام الفرق التي تلعب بشكل هجومي منظم. ويمكن لبعض الفرق أن تستغل طريقة اللعب التي يعتمد عليها مانشستر سيتي، من خلال ترك الاستحواذ حتى يتقدم مانشستر سيتي للأمام ويضغط بكل قوة، وهو ما يعني ترك مساحات شاسعة في خط دفاعه يمكن استغلالها على الفور بمجرد قطع الكرة، والتحول السريع للعب الأمامي، بالشكل نفسه الذي لعب به هيدرسفيلد تاون هذا الموسم.وحتى لو فشلت الطرق الجديدة التي يسعى غوارديولا لتطبيقها في تحقيق النتائج المرجوة، فإن عودة نجم خط وسط الفريق كيفن دي بروين في غضون شهرين من الآن ستعيد للفريق توازنه بكل تأكيد. أما الشيء الثاني المثير للقلق، فهو عدم وجود قائد حقيقي لمانشستر سيتي داخل الملعب. ويعد غوارديولا أحد أكثر المديرين الفنيين نشاطاً وتحركاً على خط التماس، حيث يقف دائماً على حافة المنطقة الفنية ليوجه لاعبيه باستمرار. ولا يزال المدير الفني الإسباني هو العقل الذي يحرك لاعبيه من الناحية التكتيكية من خارج الملعب، لكنه لا يملك لاعباً في مانشستر سيتي قادراً على القيام بالدور نفسه الذي كان يقوم به هو شخصياً مع برشلونة، عندما كان يلعب تحت قيادة يوهان كرويف، أو الدور الذي كان يقوم به تشافي عندما كان غوارديولا يشرف على تدريب النادي الكاتالوني.ويمكن التغلب على هذا الأمر ما ظل غوارديولا قادراً على الوجود بجوار خط التماس لتوجيه لاعبيه داخل الملعب، لكن في المباراة الأخيرة أمام ليون، ونتيجة لإيقافه منذ مباراة فريقه أمام ليفربول في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، اكتفى غوارديولا بالوجود في المدرجات بسبب إيقافه، ولم يتمكن من توجيه لاعبيه. وتتفاقم هذه المشكلة بسبب متطلبات الفلسفة التي يتبعها غوارديولا، التي تفرض على لاعبيه التأقلم مع نظام الفريق، ولا تعطي مجالاً كبيراً للحلول الفردية. هذا لا يعني أن الفريق بحاجة للاعب مهاري مثل نيمار لا يتوقف عن المراوغات، ولا يكترث بأداء واجباته الدفاعية، لكن قد يعني هذا في بعض الأحيان أن يفتقر الفريق إلى الشخصية القوية داخل الملعب، خصوصاً في حال غياب فينسنت كومباني.وقد وصف النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، في سيرته الذاتية، نادي برشلونة تحت قيادة غوارديولا بأنه مجموعة من تلاميذ المدارس المطيعين. ويعني هذا أن هؤلاء اللاعبين يكونون دائماً بحاجة إلى معلم، يوجههم ويرشدهم، وهو ما قد يعقد الأمور بعض الشيء لأنك تطلب من 11 لاعباً أن يلعبوا كوحدة واحدة، ويعني أنه عندما تسوء الأمور، فإنك لن تجد الحل الفردي القادر على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. ولم يعانِ مانشستر سيتي من انهيار تام كما حدث للفرق التي تولى غوارديولا تدريبها في بعض الأحيان، ولم تهتز شباك الفريق بـ3 أهداف في غضون 20 دقيقة مثلاً، لكن من الواضح أن الفريق كان يعاني من غياب الدافع بشكل غريب في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، وعدم اللعب بكل قوة وشراسة، على عكس المتوقع في مثل هذا التوقيت والفريق يعاني من الخسارة.لكن هذه هي مشكلة الطريقة التي يلعب بها غوارديولا، والتي قد تعني في بعض الأحيان أن الفرق المنافسة باتت تحفظ هذه الطريقة، وتفكر دائماً في طرق مضادة لمواجهتها، والتغلب عليها. وكان هذا هو السبب الذي جعل المدير الفني السابق لبرشلونة يوهان كرويف يتعاقد مع لاعب من نوعية مختلفة مثل البلغاري خريستو ستويتشكوف، من أجل أن يضيف إلى الفريق الأشياء التي يفتقدها، والتي تتمثل في الشراسة والقوة والقدرة على الارتجال وتقديم حلول جديدة من خارج الصندوق.قد يكون الأمر سخيفاً أن نبحث عن الأخطاء في أداء الفريق الذي فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي بعدد قياسي من النقاط، لكن يتعين علينا أن تتساءل في بعض الأوقات عما إذا كان يجب على مانشستر سيتي أن يستفيد من المواقف الصعبة التي تواجهه، ويفكر في كيفية إيجاد حلول مختلفة، حتى لا يواجه المشكلة نفسها مرة أخرى.ولا شك أن المشهد كان غريباً على مقاعد بدلاء مانشستر سيتي في الهزيمة أمام ليون، في ظل إيقاف غوارديولا، وإجباره على مشاهدة المباراة من المدرجات، وتولي مساعده ميكل أرتيتا المسؤولية. وأياً كان السبب في هذا الأمر غير المعتاد، الأداء الغريب لسيتي، الذي افتقر للإبداع والصرامة حيث عانى لكسر صمود دفاع الفريق الفرنسي، فسيظل مجرد افتراضات، ولم يكن أرتيتا في حالة مزاجية للحديث عنه.وقد أبلغ المدرب الإسباني الصحافيين: «لا أعلم. الحقيقة أن بيب لم يكن موجوداً، وخسرنا المباراة. لا أستطيع القول ماذا كان سيحدث لو كان موجوداً». وشدد أرتيتا، الذي ارتبط اسمه بتدريب آرسنال بعد رحيل أرسين فينغر، على أن سيتي كان جاهزاً للمباراة، وقال: «كنا على دراية بنقاط قوة وضعف ليون. كنا مستعدين. لم نكن مستعدين للتأخر (2 - صفر) في الشوط الأول، لكن يجب عليك أن تظهر رد الفعل. لا يوجد أي مجال للخطأ في دوري الأبطال، وعندما ترتكب خطأ تتعرض للعقاب، عندما لا تفوز في المواجهات الثنائية وتلعب بسهولة ستعاني. ما حدث كان مثالاً».وقد بدا سيتي بعيداً تماماً عن المستوى الذي ساعده على كسر الأرقام القياسية في الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي. وأضاف أرتيتا الذي أشار إلى أن لاعبيه كانوا متحمسين للمواجهة، إذ يرغبون في تحسين سجلهم في البطولة، بعد الهزيمة أمام ليفربول في دور الثمانية في الموسم الماضي: «لم نشعر بالسلاسة في أداء الفريق: افتقرنا للتمريرات الصحيحة، ولم نحافظ على مستوانا. كنا نشعر بالخطر في كل مرة فقدنا فيها الكرة، وهذا يتسبب في تراجع الثقة. كنا مستعدين للمباراة، ونريد بداية ناجحة لمشوارنا في دوري الأبطال، لأن طريقة خروجنا الموسم الماضي كانت مؤلمة».وتابع: «اللاعبون لا يمكنهم الوصول إلى مرحلة الكمال. وفي بعض الأحيان، يمرون بأوقات سيئة، وأخرى جيدة. لا يمكنني أن أخطئ عند النظر إلى الجهد الذي بذله الفريق. لن أحكم على اللاعبين لأننا خسرنا».

مشاركة :