القاهرة/ الأناضول- يصعد شاب ثلاثيني نخلة ضمن عشرات منتشرة في قريته، وسط مصر، بسلاسة تدرب عليها خلال سنوات عمله في جني ثمار النخيل، يقطف عناقيد البلح، فهي رزقه الذي يتساقط خلال هذه الأيام من العام على الأرض. وفي سبتمبر/ أيلول وحتى أكتوبر/ تشرين أول من كل عام، تتزين أشجار النخيل بأشكال وألوان متعددة من ثمرة "البلح". فيما ينتشر العشرات من العمال بمزارع النخيل، فمنهم من يتسلق النخيل ويُنزل عناقيد "البلح"، وآخر يُغلف بعض عناقيد البلح بأكياس بلاستيكية لحمايتها من الحشرات ومنعها من السقوط على الأرض، ومنهم من يحملها على كتفيه ويذهب بها إلى حيث مكان تجميعه. وكذلك هناك من يقوم بتعبئته بالصناديق المخصصة له، وآخر ينشر أنواع أخرى منه على مفارش كبرى تمهيدًا لتجفيفه، بينما يقوم عُمّال آخرون برص صناديق البلح فوق سيارة أجرة تمهيدًا لنقله إلى التجار وتوزيعه على الأسواق المختلفة. وتشتهر قرية "فانوس"، التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم (وسط)، والتي تبتعد ما يقرب من 70 كم جنوبي العاصمة القاهرة، بكثرة مزارع النخيل فيها. فما أنّ تدخل القرية تجد أشجار النخيل منتشرة على يمينك ويسارك، ولا يخلو أي منزل بالقرية من وجود نخلة أو أكثر أمامه، حتى تقابلك لوحة تُرشدك إلى مزارع النخيل. محمد علي عبد اللطيف (41 عامًا/ تاجر)، يقول إنّ محافظة الفيوم تضم ما يقرب من مليون نخلة، تُنتج أصنافًا مختلفة من البلح أبرزها "السيوي" الذي يُصنّع منه العجوة (ما يُخلط من التمر ببعضه)، و"الحياني" ويُباع "جافًا" قبل أنّ يصبح رُطبا، و"الزغلول" وهو البلح الأحمر الطويل ويباع جافًا. وأوضح أنّ النخلة الواحدة تطرح ما بين 75 إلى 125 كيلوجرامًا حسب نوع النخل وتستمر في طرح البلح لمدة (50 عامًا)، وأنّ الفدان الواحد (4200 م٢) يطرح ما بين 4.5 طنا إلى 6 أطنان كل عام. ولفت إلى أنّ أصحاب مزارع البلح لا يستفيدون من بيع البلح فقط، ولكنهم أيضًا يبيعون "جريد النخيل والسعف" إلى صُنّاع "الخوص" ليصنعوا منها السلال والأطباق ومنتجات كثيرة أخرى. أمّا "لوف (ورق) النخيل" فيتم بيعه لبعض العُمّال الذين يصنعون منه الحبال ويبيعونها للفلاحين ليستخدموها في ربط الماشية والخراف في المنازل أو في المراعي الخاصة بهم. وفي يونيو/ حزيران الماضي، كشف وزير التجارة والصناعة السابق، طارق قابيل، أنّ مصر تُنتج 17 نوعًا من التمور، وأنها الأولى على مستوى العالم بإنتاج مليون ونصف مليون طن سنويًا، حيث تمثل 17.7% من حجم الإنتاج العالمي البالغ 7 ملايين طن ونصف الطن. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :