أزمة الاقتصاد الروسي تمتد إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة

  • 1/1/2015
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

تحولت العاصفة النقدية في روسيا إلى أزمة اقتصادية عميقة في كل دول الاتحاد السوفياتي السابق من دفاتر الطلبيات الفارغة في أرمينيا إلى حالة ذعر في مكاتب صرف العملة في بيلاروسيا وتراجع تحويلات المغتربين إلى طاجيكستان. وبحسب الفرنسية"، فقد ذكر مانفيل جاسباريان المتعهد الأرميني الذي يصدر مصنع الأحذية الذي يملكه 90 في المائة من إنتاجه إلى روسيا إن انهيار الروبل الذي خسر 40 في المائة من قيمته مقابل الدولار منذ بداية العام وتراجع أسعار النفط كان لها تأثير كبير عليه. وأضاف رجل الأعمال أن أسعار منتجاتنا التجارية ترتفع، بينما ينخفض دخل السكان، والطلب يتراجع بشكل مذهل، وفي مواجهة انخفاض قيمة العملة وهي الدرام بنسبة 11 في المائة وتراجع بنسبة 20 في المائة (بالدولار) لتحويلات المغتربين المقيمين في روسيا، اضطر هذا البلد الواقع في القوقاز لإعادة النظر في طموحاته المتعلقة بالنمو لهذه السنة، الذي تراجع إلى 3.3 في المائة بدلا من 4.1 في المائة في تقديرات سابقة. ويعتقد أشوت أراميان الخبير الاقتصادي أن هذا الأمر ليس غريبا لأن الشركات الروسية هي التي تسيطر على قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والنقل في السكك الحديدية والاتصالات. وأوضح إيجور نيكولاييف الخبير الاقتصادي من المكتب الاستشاري "إف بي كا" في موسكو أن المنطق هو نفسه من بيلاروس إلى آسيا الوسطى مرورا بالقوقاز، مشيراً إلى أن المبادلات التجارية مع روسيا وتحويلات الأموال من قبل المغتربين تتراجع مع انخفاض سعر الروبل. وخيبة الأمل كبيرة لأرمينيا، التي تخلت خلال 2013 في اللحظة الأخيرة عن تقارب مع الاتحاد الأوروبي لتلتفت إلى موسكو واتحادها الجمركي مع بيلاروس وكازاخستان، وأدى القرار المماثل في أوكرانيا إلى الأزمة السياسية قبل أن يغرق شرقها في حرب. ويعتبر الشركاء الأوفياء لموسكو هم الأكثر تضررا، بينما يفترض أن تتحول منطقة التبادل الحر بين هذه البلدان في الأول من كانون الثاني (يناير) إلى أوسع اتحاد أورو- آسيوي. وفي أوج تراجع الروبل منتصف كانون الأول (ديسمبر)، هرع سكان بيلاروس الذين عاشوا أزمة مالية حادة في 2011، إلى مكاتب صرف العملات، وفرض المصرف المركزي إجراءات عاجلة مثل رسم على صرف العملة، بينما أقال الرئيس ألكسندر لوكاشنكو الذي يعتبر الأكثر تفردا بالسلطة في أوروبا، رئيس الوزراء. أما في كازاخستان الغنية بالمحروقات فتمثل أثر تراجع الروبل بإغراق السوق الداخلية بمنتجات روسية أصبحت أكثر أهمية على حساب منتجات محلية، وكان هذا البلد قرر منذ شباط (فبراير) الماضي خفض قيمة عملته بنسبة 16 في المائة بسبب ضعف العملة الروسية، وعبر بخيت سلطانوف وزير المالية عن قلقه من مخاطر تراجع الصادرات وبالتالي تباطؤ الاقتصاد. وفي تعبير عن ابتعادهما عن موسكو التي باتت تعاني عزلة من قبل الغربيين، زار الرئيس لوكاشنكو ورئيس كازاخستان نور سلطان نزرباييف كييف الأسبوع الماضي، حيث دعوا إلى احترام استقلال أوكرانيا، وذهب نزرباييف إلى حد القول أن الاتحاد الأورو-آسيوي العزيز على قلب بوتين يتعرض لمخاطر كبيرة جدا. وفي آسيا الوسطى تعتمد الجمهوريات السوفياتية السابقة على الأموال التي يرسلها المغتربون من روسيا، التي تمثل نصف إجمالي الناتج الداخلي لطاجيكستان الفقيرة جدا، ويحصل المغتربون الذين يعملون في روسيا في وظائف بسيطة وبدون ترخيص، على أجورهم بالروبل، وهم يواجهون اليوم ارتفاع الأسعار في مقر إقامتهم (أكثر من 10 في المائة). وأشار كرامات شاريبوف ممثل الطاجيك في موسكو لموقع أوبن- روسيا. أورج"، إلى أننا سنجد أنفسنا مضطرين للعودة لبلدنا، فيما صرح المحلل المستقل ألكسي كاراسين أن قرغيزستان شهدت تراجع التحويلات بالدولار بنسبة 70 في المائة. وخسرت العملة المحلية السوم 17 في المائة من قيمتها، وحذر توكتوتول عبديغولوف حاكم البنك المركزي في قرغيزستان من أن مؤسسته لن تتمكن من إنقاذ السوم لفترة طويلة، نظرا للاحتياطات القليلة المتوفرة. وفي بقية المنطقة، تبدي أذربيجان وتركمانستان مقاومة في الوقت الحالي بفضل احتياطاتها الكبيرة من المحروقات، لكن في مولدافيا وجورجيا بدأ السكان يشعرون بآثار الصعوبات الروسية مع أنهما ابتعدتا عن موسكو لمصلحة الاتحاد الأوروبي. وحتى في أوكرانيا وعلى الرغم من الهوة مع الجارة الروسية، اعترفت فاليريا جونتاريفا رئيسة البنك المركزي بأن الصعوبات التي تواجهها موسكو عززت الركود الذي يعيشه الاقتصاد الأوكراني، وكمواطنة يسرني ما يحدث بالروبل لكن كرئيسة للبنك الوطني هذا أمر لا يسر لأن روسيا تبقى أحد شركائنا التجاريين الرئيسيين.

مشاركة :