تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس المتعلقة باستعداده للتفاوض مع إسرائيل أثارت حفيظة حركة حماس التي انتقدته لاستعداده لحوار سري أو علني مع إسرائيل، مشيرة إلى أن عباس ما زال يتعامل بشكل بائس مع الاحتلال، حسب تعبيرها. انتقدت حركة حماس الفلسطينية السبت (22 أيلول/ سبتمبر 2018) إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استعداده لإجراء مفاوضات مع إسرائيل. وقال الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، في تصريح نشره على صفحته على موقع "فيسبوك" إن "إعلان عباس استعداده لاستئناف المفاوضات، حتى بشكل سري، يؤكد أن هذه القيادة مصرة على مواصلة الطريقة البائسة في التعامل مع الاحتلال". وكان الرئيس عباس قد قال إنه مستعد لإجراء أي محادثات - سرية أو علنية - مع الإسرائيليين، وذلك في تصريحات للصحفيين أمس الجمعة في باريس عقب اجتماعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. واعتبر قاسم أن "إجراء المفاوضات بالسر يؤكد أن هناك دائماً ما يخفيه عباس عن الشعب الفلسطيني ومكوناته السياسية، وعلى الاستعداد للتنازل في القضايا الوطنية". وقال الناطق باسم حماس إن "على قيادة السلطة الفلسطينية أن تنحاز لخيارات الشعب الفلسطيني المتمسك بثوابته، وأن تبادر لتطبيق اتفاق المصالحة، وهي الصيغة الأمثل لمواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها ما يسمى صفقة القرن الأمريكية". على صعيد آخر، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق إيهود أولمرت، بعد لقاء عقده مع الرئيس الفلسطيني في باريس ليل الجمعة، أن محمود عباس هو الشخص الوحيد القادر على تحقيق السلام مع الإسرائيليين، كما أورد "تلفزيون فلسطين". وظهر أولمرت جالساً إلى جانب الرئيس الفلسطيني في مقر إقامة عباس في العاصمة الفرنسية ويتحدث مباشرة الى تلفزيون فلسطين الرسمي، الذي بث حديثه السبت على موقعه الإلكتروني. وقال أولمرت: "على كل واحد في أمريكا وأوروبا، وبالتأكيد في إسرائيل، أن يفهم أمرين: الأول أنه لا بديل عن حل الدولتين لحل الصراع التاريخي الفلسطيني الإسرائيلي، والثاني أن هذا الحل ممكن والشيء الثالث وربما الأول أن الرئيس محمود عباس هو الوحيد القادر على إنجازه". وأضاف أن عباس "أثبت في الماضي أنه ملتزم بالكامل في تحقيقه ولهذا أنا أحترمه كثيراً، فهو الشخص الأكثر قدرة لهذه العملية في المستقبل". وأضاف أولمرت، الذي ترأس الحكومة الإسرائيلية بين عامي 2006 و2009 وقاد المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين على مدى أشهر في السابق، أن عباس "قائد سياسي عظيم والشخص الأكثر أهمية للتطورات المستقبلية والعلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين". يذكر أن أولمرت أخلي سبيله في أواخر حزيران/ يونيو الماضي بعد أن أمضى 16 شهراً في سجن إسرائيلي بتهمة الفساد، رغم أن الحكم الذي صدر بحقه كان لمدة 27 شهراً، ليسجل كأول رئيس وزراء إسرائيلي يودع السجن. وتابع أولمرت: "أرى أن من المهم جداً القول والتأكيد أن الرئيس عباس لم يرفض خطتي - لم يقل "لا" مطلقاً، وكررت هذا على مدار السنوات التسع الماضية في كل مكان ذهبت إليه". وأكد أن "الرئيس عباس لم يقل "لا" ولم يقل "نعم"، ولكن لو بقيت رئيساً للوزراء وقتاً أطول لكان بمقدورنا تحقيق السلام، كما يقول الرئيس عباس اليوم وهذه حقيقة". ح.ع.ح/ ي.أ (د.ب.أ/أ.ف.ب)
مشاركة :