الدوحة - إبراهيم بدوي وقنا: يترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفد دولة قطر في اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تعقد في مقر المنظمة بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. وسيلقي سمو الأمير خطاباً في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الموافق 25 سبتمبر الجاري. وتؤرخ سجلات التعاون بين دولة قطر ومنظمة الأمم المتحدة لشراكة استراتيجية موثقه ولا غنى عنها للمنظمة الدولية الأكبر في العالم لإرساء الأمن والسلم الدوليين ولمواجهة العديد من الأزمات والكوارث من صنع البشر والطبيعة على حد سواء. وتبرز الشراكة القطرية الأممية في العديد من الملفات الشائكة وأهمها مكافحة التطرف والإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي ودعم برامج التنمية في مناطق النزاعات وإعادة إعمار المناطق المنكوبة بفعل إكراهات الطبيعة عبر اتفاقيات نوعية أو جهود قطرية مباشرة للأعمال الإغاثية والإنسانية بما يخفف من أعباء المنظمة الأممية والشعوب المتضررة. وترصد الراية الشراكة الراسخة بين قطر والأمم المتحدة بالأرقام والإحصائيات بالتزامن مع انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 73 الثلاثاء المقبل. وبعيدًا عن المهاترات السياسية والإعلامية التي حاولت عبثا دول الحصار ترويجها ضد الدوحة، يحفل سجل التعاون القطري الأممي بمحطات فارقة تؤكد أن قطر شريك أساسي ّلا غنى عنه للمنظمة الأممية في مكافحة الآفة العالمية الأخطر المتمثلة في التطرف والإرهاب. ويبرز في هذا السجل المشرف اشتراك منظمة الأمم المتحدة مع الدوحة في استراتيجية عام ٢٠٠٦ لمكافحة الإرهاب التي تعتمد على ٤ ركائز أساسية وهي معالجة الظروف المؤدية للإرهاب، والإسهام في منع حدوث الإرهاب، وبناء قدرات الدول لمكافحته، واحترام حقوق الإنسان بوصفه الركيزة الأساسية لمنع نمو روح التطرف. ويؤكد واقع الأحداث أن قطر شريك أساسي في عمليات مكافحة التطرف والإرهاب وليست متهمًا بتمويله كما تزعم دول الحصار، إذ تنطلق أكثر من نصف عمليات الحرب على تنظيم الدولة "داعش" من دولة قطر بحسب إحصائيات وزارة الخارجية. وتعتمد ٤ أحلاف دولية على الجهود القطرية لاقتلاع التطرف وهي التحالف الدولي ضد داعش ومركز استهداف تمويل الإرهاب والصندوق العالمي لمكافحة الإرهاب والصندوق العالمي لإشراك المجتمعات ومساعدتها على الصمود. كما تعد قطر من أكبر المانحين في العالم لصندوق الانخراط المجتمعي والمرونة وهي الدولة العربية الوحيدة التي تشارك في هذا الصندوق الذي يعمل على الحد من تفاقم آثار التطرف. وتبرز الدوحة باعتبارها أسرع أعضاء الأمم المتحدة استجابة لمبادرات مجلس الأمن في مجال اقتلاع التطرف. دارفور نموذجاً تعاون قطري أممي لاستعادة السلام المفقود يتواصل التعاون القطري مع المنظمة الأممية لاستعادة السلام المفقود في العالم خاصة في منطقتنا التي تعج بالأزمات والصراعات. ويتجسد ذلك في اعتراف دولي وأممي بدور الدوحة المتميز كوسيط نزيه لإرساء السلام والاستقرار في العديد من بقاع الأرض عبر جهود الوساطة والمساعدات الإغاثية والتنموية الضرروية لاقتلاع جذور التطرف من فقر وجهل وبطالة. ويؤرخ للدوحة دورها الأساسي في استعادة السلام إلى إقليم دارفور جنوب السودان على سبيل المثال لا الحصر وتحويل دفة الحرب والصراع إلى التنمية والاستقرار ولم شمل الأسر والعائلات بعد سنوات من التيه والاقتتال. ويذخر تاريخ التعاون القطري الأممي بالعديد من اتفاقيات التعاون لصالح دارفور والتي يصعب حصرها ومنها توقيع قطر والأمم المتحدة ومفوضية نزع السلاح وإعادة الدمج السودانية، اتفاقا لإعادة دمج 1400 مقاتل في دارفور، بتمويل من صندوق قطر للتنمية قدره ٨٠٠ ألف دولار في فبراير ٢٠١٧. موقف أممي مشرف ضد أكاذيب دول الحصار يسطر تاريخ أزمة الحصار الجائر المفروض على دولة قطر، موقفاً مشرفاً للأمم المتحدة ضد أكاذيب وافتراءات دول الحصار. وفور إصدار دول الحصار قوائمها العبثية بالأشخاص والمؤسسات القطرية التي تتهمها بدعم وتمويل الإرهاب وبينها قطر الخيرية، أكدت الأمم المتحدة في تصريح رسمي أنه يربطها شراكة قوية مع قطر الخيرية وأنها لا تعترف بهذه القوائم. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة في ٩ يونيو ٢٠١٧: إن علاقات المنظمة الدولية قوية مع قطر الخيرية، وإن لها مشاريع مشتركة معها في اليمن وسوريا والعراق. وإن الأمم المتحدة تلتزم بقوائم التصنيفات الإرهابية التي تصدرها مؤسساتها وليس أي جهة أخرى. وكشفت أكذوبة دعم الإرهاب عن النوايا الخبيثة وراء الحصار التي لم تخرج عن كونها محاولة فاشلة لتغيير النظام وتنصيب قيادة موالية لنهب ثروات البلاد ولكن سرعان ما تحطمت هذه المحاولات على صخرة وعي وصمود الشارع القطري والتفاف الشعب حول قيادته الرشيدة. فقد جددت الأمم المتحدة، موقفها الرافض لقائمة الإرهاب التي أصدرتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وأدرجت فيها 59 شخصًا، و12 كيانا على صلة بقطر. ومن نيويورك، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحفيين بعد أيام من فرض تلك الدول حصارًا جائرًا على قطر: إن "أي قوائم غير تلك الصادرة عن إحدى وكالات الأمم المتحدة هي قوائم غير ملزمة لنا" . ترفض ربطه بالإسلام أو استغلاله لأهداف سياسية رؤية قطرية نزيهة لمكافحة الإرهاب قدم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى رؤية قطر النزيهة والشاملة لمكافحة آفة التطرف والإرهاب على العديد من المنابر الدولية وأبرزها منبر الأمم المتحدة. وتميزت الرؤية القطرية بنزاهة المعالجة لمحاربة أسباب التطرف واقتلاع جذوره، بالتأكيد على رفض ازدواجية المعايير في التعامل مع هذه الآفة العالمية أو الربط الجائر بين الإرهاب والإسلام. واللافت أنه بينما ترفض قطر الربط بين الإرهاب والإسلام، تتطرف بعض قيادات العالمين العربي والإسلامي في إظهار ولائها للحرب على الإرهاب بالتماهي مع ادعاءات متطرفة تربط بين الإرهاب والإسلام رغم أن أغلب ضحايا الإرهاب هم من المسلمين أنفسهم، كما تستغل بعض هذه القيادات فزاعة الإرهاب لقمع معارضيها لأهداف سياسية. وقال صاحب السمو في أحد خطاباته على منبر الأمم المتحدة "إنه في الوقت الذي نجدد فيه إدانتنا لكافة أشكال التطرف والإرهاب فإننا نرفض التعامل بمعايير مزدوجة مع هذه الظاهرة حسب هوية مرتكبيها أو ربطها بعرق أو دين وحضارة أو ثقافة أو مجتمع". ويبرز في جهود الدوحة استنادها إلى أسس ومعايير إنسانية وقيم ومبادئ عالمية لا تحيد عنها في مواجهة التطرف والإرهاب فيما تستغل بعض الدول الاتهامات بالإرهاب لخدمة أجندات سياسية للقضاء على الخصوم والمعارضين أو للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بدعوى مكافحة الإرهاب والتطرف. دعم جهود التحالفات الدولية لمحاربة التنظيمات المتطرفة مبادرات قطرية فاعلة لاقتلاع جذور الإرهاب تتميز الاستراتيجية القطرية في مكافحة الإرهاب باستنادها على ركيزتين أساسيتين أولاهما دعم جهود التحالفات الدولية لمحاربة التنظيمات المتطرفة من جهة ودعم البرامج التنموية لاقتلاع جذور الإرهاب من جهل وفقر وبطالة وغيرها من مسببات التطرف من جهة أخرى. وتسير الدوحة في مسارين متوازيين ومتزامنين بمكافحة التنظيمات المتطرفة وتعزيز أسس السلام والاستقرار في مناطق النزاعات التي تشكل أرضاً خصبة للأفكار المتطرفة ومعامل تفريخ للإرهابيين. وتؤكد الأرقام والإحصائيات أن قطر لم تكتف بالأقوال، وتملك خطة عمل واضحة الملامح لمكافحة الإرهاب، واتخذت قطر ولا تزال العديد من المبادرات التي من شأنها معالجة بعض أسباب التطرف بالعلم والتنمية لا القمع والرصاص وذلك بدعمها برامج تنموية توفر تعليماً جيداً وتوظف الشباب لتجفيف منابع الإرهاب الناتج عن البطالة فضلا عن سن تشريعات فعالة لمحاربة الإرهاب. . ومنها على سبيل المثال لا الحصر إعلان صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، عن نجاح برنامج "علم طفلاً" التابع للمؤسسة، في بلوغ هدفه وإعادة إلحاق 10 ملايين طفل بالمدارس في العالم. وأيضاً جهود صندوق قطر للتنمية التابع لوزارة الخارجية الذي احتل المركز السادس عالمياً في 2017، كأكبر المانحين دولياً في تصنيف مكتب صندوق الائتمان للشركاء المتعددين التابع للأمم المتحدة، بإجمالي مساعدات بلغت 46,836,706 دولارات. وأيضاً مؤسسة صلتك التي وقعت في أبريل ٢٠١٨، ثلاث اتفاقيات نوعية مع هيئة الأمم المتحدة لتمكين المرأة والشباب في الصومال والمغرب والسودان. وتسعى الاتفاقيات الثلاث إلى توفير حلول بديلة ومبتكرة في مكافحة التهميش والبطالة والتطرف والإرهاب، إضافة إلى تعزيز الأمن الغذائي وتمكين المرأة اقتصادياً. وستوفر صلتك 2 مليون وظيفة للشباب العربي بحلول 2020. إضافة إلى جهود إغاثية وإنسانية يصعب حصرها للمنظمات والجمعيات الخيرية القطرية.
مشاركة :