انحراف مسار الأزمة السورية

  • 9/21/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بينما كان المجتمع الدولي يتحدث عن تكتيكات الضربة ودورها في شل قدرة النظام السوري على استخدام أسلحته الكيماوية والثقيلة ضد المدنيين الآمنين، إلا أن تراجعا دوليا لافتا طرأ على مسار الأزمة، لتنحصر الأزمة فقط في انتزاع السلاح الكيماوي وترك جوهر القضية، وهي أن شعبا يتعرض لمذبحة منظمة على يد نظام مارق خارج عن الشرعية الشعبية وحتى الدولية. أمر مؤسف أن تنحصر الجهود الدولية اليوم فقط في نزع السلاح الكيماوي فقط من الأسد دون التطرق إلى آلية حل الأزمة السورية، التي تتجلى في رحيل النظام وكل المتورطين في الدم السوري. إن حصر الأزمة السورية في كيماوي الأسد، ليس إلا جزءا من كل، وليس إلا خروجا عن السياق الحقيقي للأزمة، وهذا الانحراف يجب ألا يفوته كذلك حقوق الشعب السوري في العيش بحرية وكرامة بعيدة عن أدوات العنف التي لا يتورع النظام عن استخدامها. ومع ذلك، ورغم التحول غير المفيد في الأزمة السورية، فما من ضمانات حقيقية لاستجابة النظام لنزع أسلحته الكيماوية، فهو نظام مراوغ دائما ما يراهن على مسألة الوقت، وخلط الأوراق وتداخل المصالح الدولية، التي أخرت حسم الأزمة السورية. القاعدة الشهيرة، تقول إن التشخيص الحقيقي لأية حالة ينتج عنه معالجة حقيقية، وهذا ما تحتاجه الأزمة، فالمشكلة في نظام مجرم دموي مراوغ يقتل شعبا أعزل، وإن نفد الكيماوي فهناك أدوات أخرى للقتل.

مشاركة :