أكدت دولة الكويت أن الأوضاع الإنسانية في اليمن في صورة عامة وفي محافظة الحديدة في شكل خاص، «وصلت للأسف إلى مراحل لا سابق لها من المعاناة اليومية»، بسبب ممارسات ميليشيات جماعة الحوثيين. أتى ذلك في كلمة ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي، خلال جلسة عقدها مجلس الأمن ليل الجمعة- السبت، لمناقشة الوضع في اليمن. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن العتيبي قوله إن هذه المعاناة تسبب بها «استغلال الميليشيات الطرق الخاصة بمسارات المساعدات الإنسانية، من خلال نشرها المكثف لنقاط تفتيش عسكرية، في إعاقة واضحة ومتعمدة لإيصال المساعدات إلى الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يعانون شبح الجوع وخطر انتشار الأوبئة». وأكد أنه «في سبيل الوصول الآمن للمساعدات إلى محتاجيها، نفذت القوات اليمنية وبدعم من التحالف العربي، عمليات نوعية تجلّت في إغلاق موقت للطريق الرئيس الذي يربط صنعاء بالحديدة». وكشف أن الأمن اليمني تواصل من خلال «لجنة الإجلاء والعمليات الإنسانية» في الرياض، مع جهات إنسانية دولية فاعلة، لإبلاغها بطرق بديلة لوصول المساعدات من الحديدة إلى صنعاء. وزاد: «جرى التأكيد أن الطريق البديل سيفتتح في أقرب وقت ممكن، بعد إزالة الألغام ونقاط التفتيش المنتشرة التي ساهمت في إعاقة مسار الإغاثة وتبديد الجهود الدولية الرامية إلى تخفيف حدة المعاناة الإنسانية والتي كان أحدثها مؤتمر المانحين في شأن الأوضاع الإنسانية في اليمن، والذي عقد في جنيف في نيسان (أبريل) الماضي». وأفاد السفير الكويتي بأن اجتماع مجلس الأمن لمناقشة تدهور الأوضاع الإنسانية في الأراضي اليمنية، «نتيجة متوقعة لتعثر الجهود السياسية للأزمة والتي كان سببها عدم حضور وفد الحوثيين لجولة المشاورات التي كانت مقررة في السادس من الشهر الجاري». وأكد أن التحالف» يدعم الجهود الدولية الساعية إلى تغليب الحل السياسي المستند لقرارات الشرعية الدولية». وأشار إلى أنه (التحالف) «عمل لمنح الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة الوقت والفرصة الكافيين لإعادة الأطراف اليمنيين إلى طاولة الحوار، على رغم التحديات الأمنية المحدقة والمتمثلة في استمرار الميليشيات في ممارستها المهددة للسلم والأمن الإقليميين من خلال سيطرتها على موانئ مدينة الحديدة وتهديدها لسلامة الملاحة البحرية». وشدد على أنه «لا يمكن القبول أو التهاون مع استمرار الهجمات الصاروخية الباليستية على دول الجوار، وكذلك تهديد مسارات الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر، والذي سيكون له الأثر السلبي على السلم والأمن الإقليميين والدوليين». وشدد على «رفض استخدام المدنيين دروعاً بشرية واستغلال المنشآت المدنية والموانئ البحرية كقواعد لانطلاق عمليات عسكرية، والاستمرار في تجنيد الأطفال التي تعد كلها جرائم حرب». وجدد دعم الكويت جهود الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث.
مشاركة :