اعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج أن الحشود العسكرية الكبيرة لميليشيات الحوثي الإرهابية في محافظة الحديدة وانتهاكاتها للهدنة الأممية فاقمت الأزمة الإنسانية. وأدان ليندركينج في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» التواجد العسكري لميليشيات الحوثي في محافظة الحديدة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تراقب بحذر الوجود العسكري للميليشيات في المحافظة التي من المفترض أن تكون خارج مظاهر التسليح والعسكرة. وأجرت الميليشيات الإرهابية في وقت سابق عرضاً عسكرياً ضخماً في محافظة الحديدة في انتهاك صارخ لكافة القرارات والمواثيق الدولية المتعلقة بمحافظة الحديدة. وقال المبعوث الأميركي إن «الولايات المتحدة تدعو ميليشيات الحوثي إلى التمسك ببنود اتفاق استوكهولم والهدنة الجارية بوساطة الأمم المتحدة، والتوقف عن ممارسة الانتهاكات التي من شأنها تقويض مساعي الهدنة». وأشار إلى أن الإجراءات التصعيدية للميليشيات الحوثية أدت إلى تفاقم المعاناة وقوضت التحسينات التي أدخلتها الهدنة على حياة الشعب اليمني، بما في ذلك تدفق المساعدات الإغاثية المنقذة للحياة. ولاقت الحشود العسكرية للميليشيات الإرهابية في محافظة الحديدة، تنديداً أممياً في وقت سابق. وقالت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة «أونمها»: إن «البعثة لاحظت بقلق بالغ التواجد العسكري الكبير في مدينة الحُديدة خلال الأيام الماضية». وأضافت: «يجب أن تبقى الحُديدة خالية من المظاهر العسكرية، كما تم الاتفاق عليه في استوكهولم»، وحثت البعثة الأممية الميليشيات الإرهابية على احترام بنود اتفاق الحُديدة والامتناع عن الأعمال التي قد تسهم في التصعيد. إلى ذلك، تسببت الحرب المفروضة من قِبل الميليشيات الإرهابية بأكبر كارثة إنسانية للشعب اليمني يشهدها العالم حديثًا. وقالت الأمم المتحدة: إن 23 مليون شخص في اليمن باتوا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية الفورية بعدما يقرب من 8 سنوات من الصراع ومع تزايد الكوارث المناخية. وأفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن الملايين من اليمنيين خسروا منازلهم وانهار الاقتصاد، والنظام الصحي بالكاد يعمل. وأشار الصندوق إلى أكثر من ثلاثة أرباع النازحين، البالغ عددهم 4.3 مليون نازح داخل اليمن، من النساء والأطفال، هناك حوالي 1.3 مليون امرأة حامل حاليًا، منهن ما يقرب من 200 ألف، معرضات لخطر الإصابة بمضاعفات تهدد الحياة. وأوضح أنه منذ أبريل، دمرت الفيضانات المفاجئة البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الطرق ومصادر المياه ومراكز الرعاية الصحية. وطبقًا للصندوق الأممي، فإن أكثر من نصف الأشخاص الذين تضرروا من حالة الطوارئ هذه والبالغ عددهم أكثر من 300 ألف شخص، من النساء والفتيات، وكثير منهم قد نزحوا بالفعل عدة مرات وهم في حالة بدنية ونفسية ضعيفة. وفي سياق آخر، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد محمد العليمي، أمس، بسفراء اليمن لدى أوروبا على هامش زيارته الحالية لألمانيا. وأكد العليمي حرص مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة على اعتماد سياسة خارجية متوازنة تحقق المصالح الوطنية العليا لليمن، والتعاون البناء مع الأسرة والمجتمع الدولي. وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في هذا السياق على دور الدبلوماسية اليمنية في رعاية مصالح الشعب اليمني والدفاع عن قضيته وتحقيق تطلعاته في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي، واستئناف مسار السلام وفقا للمرجعيات الدولية. تحرير أكبر معقل لـ «القاعدة» في اليمن أعلنت القوات اليمنية أمس، السيطرة بالكامل على أكبر معاقل تنظيم «القاعدة» الإرهابي في اليمن. وقال المقدم محمد النقيب في تصريح صحفي: إن «القوات المسلحة تمكّنت الأحد من اقتحام معسكر عومران الاستراتيجي بمديرية مودية شرقي زنجبار عاصمة محافظة أبين والسيطرة عليه بالكامل». وأوضح النقيب: «يُعد معسكر عومران أكبر معسكرات تنظيم القاعدة في الشرق الأوسط، واستخدمه التنظيم لاجتياح عاصمة أبين زنجبار في مايو 2011». وأضاف: «جعلت العناصر الإرهابية المعسكر مركزا للتدريب ومنطلقًا لتنفيذ هجماتها الإرهابية ضد القوات المسلحة في محافظتي شبوة وأبين جنوبي البلاد». وتابع: «خلال عملية السيطرة على المعسكر قتل جنديان من قواتنا المسلحة، وجرح آخرون، بينهم قائد اللواء الثامن صاعقة العميد الخضر حمصان». وبدأت القوات المسلحة في وقت مبكر أمس، هجوماً واسعاً على معاقل الجماعات الإرهابية في بلدة «عومران» والجبال المحيطة بعد تفكيك شبكات الألغام والعبوات التي زرعتها العناصر الإرهابية في الجبال المحيطة بالمعسكر شديد التحصين. وقال مصدر عسكري: إن وحدات عسكرية تمركزت في مناطق على أطراف مديرية «المحفد» في محافظة أبين لقطع الإمدادات عن التنظيمات الإرهابية في «عومران» من جهة بلدة «لحمر» في أبين. وأشار المصدر إلى تواصل عمليات التطهير وتأمين المواقع في الوادي للبحث عن أي خلايا نائمة أو عناصر إجرامية، وكذلك التعامل مع العبوات الناسفة التي زُرعت في أطراف الوادي وبمداخله الشرقية وبالاتجاه الغربي. وأوضح المصدر أن العمليات تسير وفقا للخطط الموضوعة للعملية العسكرية بهدف الانتشار في باقي مناطق ما بعد «وادي عومران» و«المحفد» والمناطق الحدودية مع محافظة البيضاء التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي الإرهابية. وفي 11 سبتمبر الجاري، أعلنت القوات اليمنية السيطرة على مواقع مهمة لـ«القاعدة» في أبين هي: «واديا النسيل وموجان»، حيث تتواجد معاقل لعناصر التنظيم الإرهابي فيما تُعرف بسلسلة «جبال المراقشة». وفي 6 سبتمبر الجاري، قُتل 22 جندياً في هجوم إرهابي على نقطة أمنية شرقي زنجبار.
مشاركة :