تداول نشطاء إيرانيون صورا ومقاطع فيديو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تشير إلى عودة إضراب الشاحنات مجددا إلى الواجهة في نحو 10 مدن إيرانية، في ظل التراجع الاقتصادي، وانهيار قيمة العملة المحلية لأدنى مستوياتها. وأعلن سائقو الشاحنات في مدن كبرى مثل كرج، وأصفهان، ومشهد، وقزوين، ودزفول، وبروجرد، وبندر عباس، ويزد إضافة إلى شيراز إضرابهم عن العمل اعتراضا على سوء المعيشة وتدني الدخل الشهري. وأعرب أغلب المشاركون في "إضراب الشاحنات"، بحسب مقاطع مصورة متداولة، عن تذمرهم من التجاهل الحكومي لمطالبهم السابقة، والتي أبرزها التأمين، وكذلك موجات الغلاء بسوق قطع الغيار والإطارات. وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على نطاق واسع، سائقو الشاحنات يعطلون سياراتهم على جانبي الطرقات السريعة، في الوقت الذي أبدوا اعتراضهم عبر إصدار أصوات من أبواق الشاحنات. وكشف إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي أن احتجاجات سائقي الشاحنات تتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، وسط عجزهم عن تلبية متطلبات أبنائهم بسبب التدهور الاقتصادي دون أدنى حلول حكومية. وانتشر إضراب عارم لسائقي الشاحنات في مايو الماضي على مستوى البلاد، وشمل حينها نحو 31 محافظة إيرانية، احتجاجا على تدهور المعيشة، وتدني أجور الشحن مقارنة بارتفاع التكاليف اللوجستية، والتي من بينها عمليات الصيانة الدورية. وشنت الأجهزة الأمنية الإيرانية طوال الأشهر الأخيرة حملات اعتقالات عشوائية طالت عددا من السائقين المضربين، فيما هددت السلطات القضائية بتوقيع عقوبات مغلظة ضد المحتجين منهم، في الوقت الذي سيرت مليشيات الحرس الثوري شاحنات تابعة لها بهدف كسر الإضراب.
مشاركة :