لندن – أشارت صحيفة صنداي تايمز إلى أن مساعدين لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بدأوا يضعون خططا طارئة لإجراء انتخابات مبكرة في نوفمبر القادم للمساعدة في إنقاذ بريكست وكذلك منصب رئيسة الوزراء، فيما يأمل حزب العمال المعارض في تخطي خلافاته حول بريكست لتشكيل جبهة موحّدة ضد المحافظين والإطاحة بحكومتهم. وبدأ حزب العمال البريطاني الأحد، مؤتمره السنوي الذي يمتد 4 أيام في ليفربول، آملا في إثبات جاهزيته للإطاحة بحكومة المحافظين برئاسة تيريزا ماي على الرغم من الانقسام في صفوفه بشأن بريكست. ويمتلك زعيم الحزب جيريمي كوربن فرصة ذهبية للاستفادة من ضعف موقف ماي بعدما رفض قادة الاتحاد الأوروبي الخميس في قمة سالزبورغ خططها لبريكست، لكن على كوربن أولا أن ينجح في وضع خلافات حزبه الداخلية بشأن بريكست جانبا من أجل تعزيز حظوظه كمرشح جدّي لرئاسة الحكومة. وسعى الزعيم العمالي إلى تفادي الخوض في الموضوع الخلافي، محاولا بدلا من ذلك التمسك بأجندة اجتماعية مكّنته من تجريد ماي من الأغلبية البرلمانية في الانتخابات النيابية الأخيرة، لكن مع قرب موعد انتهاء مفاوضات بريكست، يبدو أعضاء الحزب مصرّين على فرض نقاش وتصويت في المؤتمر للدفع باتجاه إجراء استفتاء ثان، الأمر الذي يعارضه كوربن. وبدلا من ذلك، يأمل كوربن في الدفع لإجراء انتخابات من خلال معارضة مقترحات ماي بشأن الخروج في البرلمان والفوز بأصوات بمساعدة المعارضين داخل المحافظين، حيث يأمل حزب العمال أن تؤدي هذه الاستراتيجية لخسارة ماي تصويت بالثقة، مما يؤدي لإسقاط حكومتها والاضطرار لإجراء انتخابات مبكرة.وقال الأحد، إن الحزب يفضّل إجراء انتخابات جديدة على استفتاء آخر بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي مما يزيد الضغوط على رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي تعثرت خططها للخروج من التكتل. ويقاوم كوربن حتى الآن دعوات إلى مساندة إجراء “تصويت شعبي” أو إجراء استفتاء جديد على قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن الساحة السياسية تغيّرت منذ أن تربّص الاتحاد الأوروبي بماي الخميس، بشأن خططها للخروج من الاتحاد الذي يعدّ أكبر تحوّل في السياسة البريطانية منذ نحو نصف قرن. جيريمي كوربن: أفضل إجراء انتخابات جديدة على استفتاء آخر بشأن بريكستجيريمي كوربن: أفضل إجراء انتخابات جديدة على استفتاء آخر بشأن بريكست ويتعرّض حزب العمال لضغوط للبدء في وضع برنامج الخروج من الاتحاد الأوروبي مع الحديث عن إجراء انتخابات جديدة بعدما كادت خطة ماي التي يطلق عليها اسم “تشيكرز”، أن تُمزّق تماما خلال قمة للاتحاد الأوروبي في النمسا الأسبوع الماضي ومع تصاعد احتمالات خروج بريطانيا من الاتحاد دون خطة. وأضاف لبرنامج “أندرو مار شو” على هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “تفضيلنا سيكون لانتخابات عامة، وعندئذ يمكننا التفاوض على مستقبل علاقتنا بأوروبا، لكن دعونا نرى ما الذي سيسفر عنه المؤتمر”، مؤكدا أن حزب العمال مستعد للتصويت ضد أي اتفاق. وتابع “سنصوّت ضده إذا لم يستطع اجتياز اختباراتنا من أجل إعادة الحكومة، إذا كانت لا تزال في السلطة، مباشرة إلى طاولة التفاوض وإذا أجريت انتخابات عامة وتولينا السلطة فإننا سنتوجه مباشرة إلى طاولة التفاوض”. ويعتقد محللون أن كوربن سيسعى في خطابه الأربعاء إلى التمسّك بأسلوبه المعهود، والتركيز على أولوية الإطاحة بالحكومة بدلا من محاولة وقف بريكست، فيما قال توم واتسون نائب زعيم الحزب الأحد إن حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي على شفا الانهيار وقد يتم إجراء انتخابات عامة في البلاد قريبا. وأضاف واتسون “هذه الحكومة على شفا الانهيار وقد نجري انتخابات عامة أخرى تدور أساسا حول الخروج من الاتحاد الأوروبي”. ويسيطر هاجس الإطاحة برئيسة الوزراء على أجندة وزير الخارجية السابق بوريس جونسون الذي لا يخفي طموحه في خلافة ماي على رأس الحزب، حيث دأب بانتظام، منذ استقالته من منصبه، على مهاجمة خطة رئيسة الحكومة بشأن بريكست. وتبادل القادة الأوروبيون والمملكة المتحدة المجتمعون في سالزبورغ الخميس، رسائل راوحت بين التشدد والليونة في المرحلة الأخيرة من مفاوضات بريكست والتي لا تزال تصطدم بخلافات حول الملف الأيرلندي، فيما تلقى المطالبون بإجراء استفتاء ثان حول بريكست جرعة دعم غير مسبوقة من مسؤولين أوروبيين أعلنا تأييدهما الأخذ مجددا برأي البريطانيين أملا بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. وأكد رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات أن قادة الاتحاد الأوروبي يؤيدون “بشبه إجماع″ إجراء استفتاء مماثل بعد استفتاء يونيو 2016 الذي أفضى إلى قرار بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد بغالبية 52 بالمئة من الأصوات. وقال موسكات “هناك وجهة نظر تحظى بإجماع أو بشبه إجماع حول الطاولة، مفادها أننا نود أن يحصل ما هو شبه مستحيل، أن تجري المملكة المتحدة استفتاء آخر”. وقال نظيره التشيكي أندريه بابيش “نأمل في نهاية المطاف التوصل إلى اتفاق، ولكن بشكل عام أنا مستاء جدا لخروج المملكة المتحدة، من هنا، قد يكون من الأفضل إجراء استفتاء آخر فربما يغير الناس رأيهم”، معتبرا أن ذلك سيتيح “حل المشكلة سريعا”. ومن المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مارس المقبل. وبعد أسابيع من إدلاء الطرفين بتصريحات إيجابية بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق خروج وشراكة تجارية مستقبلية احتدت النبرة في سالزبورغ بالنمسا الأسبوع الماضي، عندما تقدم زعماء الاتحاد الأوروبي واحدا تلو الآخر لانتقاد خطة ماي. ويتخوّف محللون من الأثر الاقتصادي لمثل هذا الانفصال لبريطانيا مع أقرب حلفائها التجاريين، إضافة إلى مخاوف بشأن مخاطر ذلك على السلام الهش في أيرلندا الشمالية وإقامة نقاط تفتيش حدودية مع أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي. ووفقا للتوقعات الأكثر تشاؤما، يمكن أن يكون السبت 30 مارس 2019 من أكثر الأيام فوضى في تاريخ أوروبا لما بعد الحرب، إذا تركت بريطانيا الاتحاد الأوروبي دون وجود اتفاق، حيث كان ينظر إلى حدوث هذا الأمر على أنه مستحيل عمليا، لكن الوقت ينفد.
مشاركة :