رئاسة العراق تشق الصف الكردي للمرة الأولى

  • 9/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

للمرة الأولى منذ 15 عاماً، تخسر أربيل موقعها الذي بقيت تحتفظ به بوصفها «بيضة القبان» في التوازنات السياسية في العراق. منصب رئيس الجمهورية الذي لا يتمتع بأي صلاحيات تنفيذية هو الذي فجّر هذا الزلزال غير المسبوق في البيت الكردي الذي كان «يفتخر بقوة موقفه أمام بغداد الشيعية والسنية»، مثلما يقول النائب السابق للبرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي. وقال شوان داودي القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، والنائب في البرلمان العراقي، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الديمقراطي الكردستاني» يريد أن يكون رئيس العراق موظفاً عند مسعود بارزاني، مشيراً إلى أن «فؤاد حسين هو مدير مكتب مسعود بارزاني». هذا السجال الكردي - الكردي على صفحات «الشرق الأوسط» له ما يقابله على أرض الواقع بوجود وفدين كرديين رفيعي المستوى في بغداد؛ الأول يترأسه رئيس حكومة الإقليم ونائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجيرفان بارزاني والآخر برئاسة المرشح الرسمي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح. وبينما يفترض أن يصب زلزال البيت الكردي في مصلحة بغداد، مثلما يرى المراقبون السياسيون، فإن بغداد، هي الأخرى، منقسمة على نفسها شيعياً عبر النزاع المحتدم بين كتلتين كل منهما تدعي أنها الأكبر؛ «الإصلاح والإعمار» و«البناء». وأمام هذا الانقسام يقدم كلا الوفدين الكرديين تنازلات منفردة لكل كتلة من هاتين الكتلتين من أجل ترجيح كفتها على حساب الأخرى لكي يظهر منها المرشح لرئاسة الحكومة. بارزاني واصل على مدى يومين مباحثاته في بغداد والنجف، بينما صالح بدأ تواً مباحثاته لكن للغرض نفسه، إذ يسوق بارزاني لفؤاد حسين، وصالح والوفد الاتحادي الذي معه يسوق لنفسه (برهم صالح). وبعد أن استكمل بارزاني لقاءاته في بغداد، زار النجف والتقى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وفي مؤتمر صحافي عقب اللقاء، قال بارزاني: «بحثنا مع الصدر تشكيل الحكومة والتوافقات بين الكتل، خصوصاً رئاسة الوزراء». وأضاف بارزاني: «إننا نسعى لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء». الصدر من جانبه وطبقاً لبيان صادر عن مكتبه، أكد لبارزاني «ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة أبويّة ووطنية، وألا تفرق بين مكونات الشعب العراق، وأن تصب اهتمامها على تلبية طموحات الشعب وتوفير الخدمات وتحسين أوضاعه العامة». إلى ذلك، أكد الدكتور قحطان الجبوري الناطق الرسمي باسم تحالف «سائرون» المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الميزة التي ينطلق منها دائماً تحالف سائرون، وفي ضوء ما يعبر عنه مقتدى الصدر هي التأكيد على ثوابته التي أعلنها منذ البداية، وهي أن تتشكل الحكومة العراقية المقبلة طبقاً لإرادة عراقية خالصة بعيدة عن أي تدخلات أو إملاءات من أي طرف إقليمي أو خارجي». وأضاف أن «من بين أهم الثوابت التي يتبناها تحالفنا هو أن تكون الحكومة أبوية، وذلك من منطلق أساسي وهو المنطلق الوطني الذي لا يفرق بين مكونات الشعب العراقي على أسس عرقية أو مذهبية أو حزبية»، مبيناً أن «ذلك يعني أن تجعل الحكومة نصب أعينها مصالح الشعب العراقي برمته عن طريق تلبية كل ما يريده المواطن العراقي من حياة حرة كريمة من خلال توفير الخدمات الأساسية التي تحولت إلى مظاهرات واحتجاجات لا تزال مستمرة بسبب التقصير الواضح من قبل الجميع». وأوضح الجبوري أن «أبوية الحكومة المقبلة ليست مجرد شعار بقدر ما هي برنامج يستند إلى أولويات ذات طابع شعبي - خدمي بالدرجة الأساسية، وهو ما نعمل عليه ونتحرك بموجبه مع جميع شركائنا في الوطن من أحزاب وقوى سياسية وكتل نيابية».

مشاركة :