رحب تيار الغد السوري بالاتفاق، الذي تم إبرامه بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بشأن إدلب، لكنّه في الوقت ذاته اعتبر أن التفاؤل يظل «تفاؤلاً حذراً» خاصة في ظل ما يشهده الملف السوري من تعقيدات، وأقر التيار بإيجابية الاتفاق وبكونه قد يسهم في إطلاق العملية السياسية وإحداث تقدم في تشكيل اللجنة الدستورية المرتقبة. وقال الناطق باسم تيار الغد السوري منذر أقبيق، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، إن تياره يرحب بالاتفاق الروسي التركي حول إدلب، الذي أدى إلى إلغاء هجوم النظام وحلفائه على المحافظة مقابل ترتيبات أمنية، ومناطق منزوعة السلاح، إضافة إلى التزام تركيا بحل مشكلة جبهة النصرة (فتح الشام) عن طريق تفكيكها وإخراجها من البلاد. وأوضح أن هذا الاتفاق له أهمية كبرى ويعتبر تطوراً هاماً جداً، ذلك أنه يوقف تمدد النظام على حساب مناطق المعارضة عند حدود إدلب، ومن المرجح أنه أيضاً يفتح المجال أمام إعادة إطلاق العملية السياسية بعد تعثرها ومراوحتها في المكان لسنوات. وتوقع أقبيق أن تشهد المرحلة المقبلة حدوث تقدم في تشكيل اللجنة الدستورية المنوط بها إنجاز إصلاح دستوري عميق في البلاد، وكان قد تم إقرار تشكيلها خلال مؤتمر سوتشي للحوار الوطني، وكانت روسيا وتركيا أهم رعاة ذلك المؤتمر ومخرجاته. (وكان تيار الغد السوري قد توقع أن يتم تشكيل اللجنة الدستورية، وأن تبدأ عملها فعلياً قبل نهاية العام الجاري 2018). واستطرد أقبيق: «نحن نرى أن الاتفاق الذي تم يبن تركيا وروسيا بشأن إدلب، جدّي إلى حد بعيد، وتم إبرامه على مستوى القمة في البلدين»، كما توقع أن يصمد ويكون له تبعات إيجابية فيما يتعلق بالمسار السياسي، بعد أن حقق بالفعل نتائج إيجابية على الصعيد الإنساني بعد أن جنّب أهلنا في إدلب كارثة إنسانية فيما لو حصل الهجوم الذي كان مزمعاً. واختتم أقبيق تصريحاته قائلاً: ويبقى التفاؤل حذراً بطبيعة الحال، ودائماً عندما نتكلم في الشأن السوري الغاية قي التعقيد وصعوبة التنبؤ في مآلاته، ولكن إذا أوفت تركيا بتعهداتها بشأن الإرهابيين من جبهة النصرة و الفصائل المماثلة لها، فإن الاتفاق لن ينهار. وكان الرئيسان الروسي والتركي قد اتفقا، الأسبوع الماضي، في قمة ثنائية عقداها في مدينة سوتشي الروسية، على تأمين فتح طريقي حماة حلب واللاذقية حلب في سوريا قبل نهاية العام الجاري عبر انسحاب فصائل المعارضة من هذين الطريقين ليصبحا تحت الحماية الروسية التركية وتجنيب المنطقة حملة عسكرية موسعة كانت قوات النظام تتحضر لها.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :