الأزمة الخليجية لم تؤثر على قوة العلاقات القطرية الصينية

  • 9/24/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كتب- إبراهيم بدوي: أكد سعادة السيد لي تشن سفير الصين لدى الدولة على تنامي العلاقات القطرية الصينية على كافة المستويات وعدم تأثرها بالأزمة الخليجية الراهنة لافتاً إلى وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 5.467 مليار دولار أمريكي، بنسبة نمو ٧٠٪ مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. وأشاد السفير لي تشن بتعامل قطر مع الأزمة الخليجية وقدرتها على تطوير علاقاتها الدولية وفتح طرق تجارية جديدة .. وقال "يسرنا أن نرى أن التعاون القطري الصيني لم يتأثر من الأزمة، لا سياسياً ولا اقتصادياً، بل يزداد حجم التعاون في مجالات التجارة والمال والسياحة بشكل كبير". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده السفير الصيني بمناسبة اليوم الوطني لبلاده الذي تحتفل به السفارة الصينية بالدوحة غداً الثلاثاء. وأشار السفير الصيني، إلى أن مفاوضات منطقة التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي تأثرت بالأزمة معرباً عن أمله في استئنافها قريباً، فيما أعرب عن سعادته بتزامن اليوم الوطني لبلاده مع احتفالات هذا العام بمرور ٣٠ عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين قطر والصين التي تأسست عام ١٩٨٨ وأيضاً الذكرى الـ ٤٠ لبدء سياسة الإصلاح والانفتاح التي حققت لبلاده طفرة هائلة بارتفاع الناتج المحلي ٢٢٠ مرة ما بين عامي ١٩٧٨ و٢٠١٧، إضافة إلى الاحتفال بمرور خمس سنوات على مبادرة "الحزام والطريق" لإحياء طرق التجارة القديمة بين الصين ودول العالم. وأكد السفير لي تشن في بداية حديثه على أن عام 2018 يصادف ذكرى مرور 30 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين قطر والصين. وعلى مدار هذه السنوات، وتحت الرعاية والدعم من قيادتي البلدين بمختلف المراحل، استمرت العلاقات القطرية الصينية وصمدت أمام اختبارات المتغيرات الدولية وواصلت التطور السلس والسليم. وقال: الصداقة بين قطر والصين تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، حيث تواصل الشعبان عبر طريق الحرير القديم منذ سنوات طويلة. وتأسست العلاقات الدبلوماسية في 9 يوليو 1988، ومنذ ذلك الحين ظلت علاقات البلدين تتطور بشكل سريع وتعمقت الثقة السياسية المتبادلة وتعززت التبادلات على كافة المستويات والأصعدة. وأشار إلى نجاح الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى الصين عام 2014م، واتفاق الجانبين على إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية ما دفع العلاقات إلى مرحلة جديدة من التطور السريع. وأكد على استعداد الصين لمواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة مع قطر وتقاسم المنفعة اقتصادياً والاستفادة المتبادلة ثقافياً. وأعرب عن ثقته في أن علاقة الشراكة الاستراتيجية بين قطر والصين مليئة بالفرص وستمضي قدماً نحو آفاق مستقبلية أرحب بما يخدم الشعبين الصديقين.     إشادة بدعم قطر لمبادرة الحزام والطريق   جدد السفير الصيني إشادته بالدعم القطري لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقها قبل خمس سنوات الرئيس الصيني شي جين بينج لافتاً إلى توقيع أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية على وثائق تعاون مع الصين في إطار المبادرة، وبلغ حجم تجارة الصين للبضائع مع الدول على طول الحزام والطريق 5.5 تريليون دولار.     استعداد لتعاون قطري صيني في أفريقيا   قال السفير الصيني لي تشن إن هناك استعداداً من قطر والصين لتنفيذ مشاريع ثلاثية تنموية في دول نائية، بما فيها أفريقيا لافتاً إلى أن الصين قدمت قروضاً ميسرة وبدون فوائد وأسقطت ديوناً مستحقة عن العديد من الدول الأفريقية. وشدد على أن الصين لا تفرض إملاءات على الدول ولا تتدخل في شؤونها وإنما تنقل الخبرة والمشاريع والتكنولوجيا وليس فقط المال، مثل إنشاء خط جديد بين جيبوتي وأثيوبيا وما له من مردود اقتصادي على كافة الأطراف. وقال إن الصين لا تنافس أحداً في أفريقيا بل تتعاون للمصلحة المشتركة، والنشاط والتعاون الاقتصادي مع الصين جعل موقف دول أفريقية أقوى، وأشاد زعماء أفارقة خلال مشاركتهم في القمة الصينية الأفريقية في بكين الشهر الجاري بهذا التعاون وقالوا إنه يفتح نماذج جديدة للتعاون الدولي.     تأثير قطر فريد في المنطقة   شدد السفير الصيني على أن قطر دولة ذات تأثير فريد في المنطقة، ومعروفة بجهودها في الوساطة لحل النزاعات الدولية والإقليمية ومساعدة الدول في التنمية وقدمت مساعدات إنسانية وإنمائية للعديد من الدول والشعوب. وتابع: قطر غنية بالطاقة وتستثمر مواردها في البناء الاقتصادي والثقافي والتعليمي والصحي وقبل كل ذلك الاهتمام ببناء الإنسان القطري، ووضعت القيادة القطرية "رؤية قطر الوطنية 2030" وهي برنامج تنموي طموح اقتصادياً واجتماعياً.     عقود استراتيجية تعزز التعاون   اكد السفير الصيني ان امدادات الغاز القطري الى بلاده لم تتاثر بازمة الحصار لافتا الى توقيع عقود استراتيجية تعزز التعاون القطري الصيني مثل توقيع عقد طويل الأمد بين شركة بتروتشاينا وشركة قطرغاز، لتزويد الصين بحوالي 3.4 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا. كما شهدت المشاريع الاستراتيجية القطرية التي شاركت فيها الشركات الصينية، كميناء حمد وملاعب كأس العالم 2022، تقدما سلسا. وتساهم الشركات الصينية مساهمة كبيرة في تطوير مشاريع البنية التحتية في قطر. وبالإضافة إلى ذلك، أصبح التعاون المالي بين الصين وقطر نقطة مضيئة لامعة في مسيرة علاقاتهما.     قطر دولة فاعلة في مكافحة الإرهاب   قال لي تشن سفير الصين لدى الدوحة إن قطر دولة فاعلة في مكافحة الإرهاب على المستويات الإقليمية والدولية، وتقوم بالتعاون مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب. وإن الصين تحرص على تعزيز التواصل والتعاون مع قطر في مكافحة الإرهاب، حيث وقع البلدان العام الماضي اتفاقية التعاون في المجال الأمني وإنفاذ القانون. ويتعاون البلدان في إقامة آلية طويلة الأمد للتعاون الأمني وتعزيز الحوار بشأن السياسات وتبادل المعلومات الاستخباراتية وإجراء التعاون الفني وتدريب الأفراد ومواجهة التهديدات الإرهابية الدولية والإقليمية بشكل مشترك.     الإعفاء من التأشيرة يعكس قوة علاقاتنا   عن تنفيذ اتفاقية الإعفاء من التأشيرة لمواطني البلدين قال السفير الصيني إن الإعفاء شمل دولاً قليلة مع قطر ما يعكس قوة علاقاتنا واستعداد البلدين لتطويرها وتشجع التبادل الثنائي بما في ذلك قدوم الشركات الصينية، وتم التوقيع على اتفاقية بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول لمواطني البلدين في يوليو الماضي، والآن جارٍ استكمال الإجراءات القانونية اللازمة.     ٤٥ ألف سائح صيني زاروا الدوحة العام الماضي   أكد السفير لي تشن على زيادة التواصل الإنساني بين شعبي البلدين وتقدم التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة لافتاً إلى النجاح الكبير الذي حققه العام الثقافي القطري الصيني- 2016 وما أعطاه من زخم للتبادل الثقافي بين البلدين. وأعرب عن سعادته بتوقيع مذكرة تفاهم بين المكتبتين الوطنيتين في قطر والصين وزيادة عدد الطلاب الصينيين الذين يأتون للدراسة في قطر. وأشار إلى أن دراسة اللغة والثقافة الصينية تشهد ترحيباً متزايداً من قبل القطريين. أما على الصعيد السياحي، فبلغ عدد السائحين الصينيين الزائرين لقطر في عام 2017م أكثر من 45 ألف سائح بزيادة بلغت 26%، وهذه الأرقام قابلة للزيادة بشكل كبير نظراً للأعداد الهائلة من السياحة الصينية إلى الخارج.     قطر نجحت في التعامل مع الأزمة الخليجية   قال السفير الصيني لي تشن إن قطر تعاملت بحكمة وضبط النفس مع الأزمة الخليجية، وظلت تتمسك بالحوار والتفاوض لتسويتها، واستطاعت تفعيل علاقات دولية واسعة، شملت دولاً أوروبية وآسيوية وأفريقية، وفتحت خطوط تعاون جديدة مع هذه الدول اقتصاديا. كما سعت قطر إلى تعزيز الاعتماد على النفس في الصناعة والزراعة، وحققت قدراً كبيراً من التقدم. ونجحت قطر في التعامل مع الأزمة وتخفيف الآثار السلبية. ويسرنا أن نرى أن التعاون الصيني القطري لم يتأثر من الأزمة، لا سياسياً ولا اقتصادياً، بل يزداد حجم التعاون في مجالات التجارة والمال والسياحة بشكل كبير. وأضاف: ظلت الصين تتابع الوضع في منطقة الخليج. ونرى أن استقرار المنطقة والحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي وتوحيد جهود الخليج في مكافحة الإرهاب يتفق والمصلحة المشتركة للمنطقة والعالم.     نمو التبادل التجاري   حول العلاقات الاقتصادية والتجارية قال السفير لي تشن إنه خلال الثلاثين عاماً الماضية، حقق التعاون بين قطر والصين إنجازات كبيرة في كافة المجالات على أساس المنفعة المتبادلة حيث ازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين من 50 مليون دولار عند بداية تأسيس العلاقة الدبلوماسية، حتى وصل إلى أكثر من 10.3 مليار دولار عام 2017، محققاً نمواً بحوالي 200 ضعف. وفي السنوات الأخيرة، إلى جانب تعزيز التعاون في المجالات التقليدية كالطاقة والتجارة ومشاريع البنية التحتية، سعت قطر والصين إلى توسيع التعاون ليشمل مجالات جديدة كالاتصالات والمال والاستثمار والصناعة، وكذلك تطوير التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب والمجال العسكري، مما دفع التعاون بين البلدين إلى مستوى جديد. وفي النصف الأول من 2018، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 5.467 مليار دولار أمريكي، مسجلاً نمواً بنسبة حوالي 70 في المئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. واحتلت الصين ترتيبها كثالث أكبر شريك تجاري لقطر وثاني أكبر مصدر لوارداتها وتعد قطر ثاني أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المسال للصين.

مشاركة :