العالم السري للدروس الخصوصية في الجامعة

  • 9/24/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - إبراهيم صلاح : تصاعد خلال الفترة الماضية جدل واسع في الوسط الجامعي حول انتقال عدوى الدروس الخصوصية إلى الحرم الجامعي. ورصدت  الراية  حملات التسويق التي يقوم بها أساتذة ومعيدون غير تابعين لجامعة قطر لاستقطاب طلاب الجامعة للدروس الخصوصية في مختلف الكليات والتخصصات مقابل مبالغ تتراوح ما بين 250 إلى 500 ريال في الساعة. وفي مغامرة صحفية قررنا اقتحام العالم السري للدروس الخصوصية بالجامعة، عبر التواصل المباشر مع الأساتذة والمعيدين المجهولين ، والذين لم يترددوا في وضع أرقام هواتفهم في المجموعات التي تجمع طلاب الجامعة على مواقع التواصل الاجتماعي.  وخلال رحلة حجز أساتذة الدروس الخصوصية بالجامعة، فوجئنا بتحول بعض الطلاب والخريجين بالإعلان عن مهاراتهم في التدريس وعمل الأبحاث والمشروعات الأكاديمية، بالتواصل معهم عبر الهاتف أكدوا أنهم حصلوا على تقديرات مرتفعة تؤهلهم لمساعدة الطلاب على النجاح والتفوق مقابل 100 ريال في الساعة .. أما الأبحاث الأكاديمية فتتراوح ما بين 2000 و7000 ريال حسب التخصص ونوع البحث وما يحتاجه من جهد أكاديمي .. أما مشاريع التخرج فيكون السعر حسب الاتفاق. أسعار الدروس وخلال المكالمات المكثفة وسؤال عشرات الأساتذة عن أسعار الدروس الخصوصية لمواد (الإنجليزية وعلم الاجتماع و الاقتصاد الكلي و مبادئ العلاقات العامة والتكاليف والمدخل لدراسة القانون، بالإضافة إلى مقررات اللغة العربية 213، 218) تبين أن سعر الحصة ما بين 250 إلى 300 ريال. وتعتبر كلية الهندسة الأعلى سعراً للحصة الواحدة، خاصةً لمادة "الفيزياء" 2، و التي يواجه الطلبة صعوبة كبيرة في فهم المادة، حيث بلغت نصيب الطالب الواحد خلال مجموعة مكونة من 3 أفراد 350 ريالاً للحصة الواحدة، و500 ريال للطالب بصورة منفردة . وفي المرتبة الثانية حلت مادة التاريخ التابعة لكلية التربية وبرزت حاجة العديد من الطلبة للجوء للدروس الخصوصية والاعتماد على المدرس الخصوصي ما تسبب في رفع أسعارها لتتراوح ما بين 400 إلى 500 ريال للساعة الواحدة . وفي المرتبة الثالثة حلت مواد المحاسبة بأنواعها المختلفة (المالية والحكومية والإدارية) كالأعلى سعراً بين مختلف المواد حيث إن سعر الساعة الواحدة للطالب بـ 350 ريالاً للحصة . دخلاء المهنة وقد حاولنا تعقب الأساتذة الجامعيين الذين يعلنون عن أنفسهم، وتبين أن كثيرًا منهم معلمون حاليون وسابقون في المرحلة الثانوية، أو محاسبون وعاملون في مجالات مهنية ذات صلة بالتخصصات الجامعية إلا أنهم غير متخصصين ولا ينتمون لكادر التدريس بالجامعة، حيث تتضمن اللائحة الداخلية للجامعة عقوبات صارمة ضد أي عضو من أعضاء هيئة التدريس يقوم بإعطاء دروس خصوصية للطلاب. ويعتمد تجار الدروس الخصوصية في أوساط الجامعة على استغلال حاجة الطلبة وتقديم خدماتهم التعليمية بمقابل مادي، بغرض رفع مستواهم الدراسي ولذلك فهم يستهدفون الطلبة الذين اعتادوا النجاح عبر الدروس الخصوصية في المرحلة الثانوية وارتبط النجاح و التفوق لديهم بمساعدة المدرس الخصوصي. وسائل التواصل وقد تحولت الصفحات المتخصصة لطلبة جامعة قطر إلى منصة لترويج الدروس الخصوصية في مجتمع الطلبة الداخلي، حيث تحولت الصفحات التي أنشأها الطلبة أنفسهم للتعاون الدراسي في نقل الدروس وتبادل الملازم المختلفة والامتحانات السابقة والمقررات الدارسية إلى ساحة لعروض الدخلاء على مهنة التدريس الجامعي، وسط تصاعد المطالبات بوضع حد لتلك المخالفات، وتشديد الرقابة وتفعيل القانون لمواجهة تلك الظاهرة. وأكد عدد من الطلاب لـ  الراية ، أن الدروس الخصوصية لطلبة الجامعة أصبحت تجارة يستغلها الكثيرون من أجل الكسب على حساب الطالب، لافتين إلى أن معظم هؤلاء الأساتذة غير مؤهلين لتدريس مقررات الجامعة ولا يعرفون طبيعة سير الدراسة بالجامعة، لافتين إلى أن سعر الساعة في الدرس الخصوصي يرتفع في مواسم الاختبارات. أنظمة جامعية وتوفر جامعة قطر برنامج نظام الدروس الخصوصية للطلاب في البرنامج التأسيسي لدعم طلاب البكالوريوس وما بعد التأسيسي أكاديميًا ومساعدتهم على تحسين مهاراتهم اللغوية وكذلك تساعد في تحسين درجاتهم في محطات الدعم، فضلاً عن تحديد الطلاب المعرضين لخطر الرسوب استنادًا إلى نتائج اختبار تحديد المستوى أو الاختبار التشخيصي في بداية الفصل الدراسي وإحالتها إلى النظام، ويشمل البرنامج توفير ورش عمل لتحسين اكتساب المهارات في اللغة الإنجليزية. وأنشأت العديد من الكليات مراكز دعم الطلاب المتفوقين لأقرانهم خاصة في مرحلة التأسيسي .. فقد أنشأت كلية الإدارة والاقتصاد مركزاً لدعم الطلاب منذ 5 سنوات بعد زيادة أعداد الطلبة بشكل واضح في السنوات الأخيرة، حيث ينقسم إلى قسمين خاصين بالبنين والبنات، ويهدف لتوفير الدعم الكافي للطلبة في مواد التخصص التي تطرحها الكلية لتحسين مستواهم الدراسي وتحسين نوعية التعليم المقدمة لهم والعمل على رفع الضغط النفسي في محتوى المواد من أبحاث ومشاريع وامتحانات. ومواعيد الدراسة التي يطرحها المركز مرنة جدًا ومتوفرة على مدار اليوم الدراسي من السابعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، بحيث يتمكن كل الطلبة من اختيار الوقت المناسب لهم حسب محاضراتهم. طالبات يحاربن الظاهرة كما أطلقت مجموعة من طالبات جامعة قطر مطلع العام الجاري موقعًا إلكترونيًا خاصًا للحد من الدروس الخصوصية، ولمساعدة الطلبة في الاعتماد على أنفسهم خلال أدائهم واجباتهم الأكاديمية، تحت اسم (نوتاتي). ويضم الموقع ملخصات شاملة لكافة التخصصات الجامعية بحيث يمكن للطلبة الاستفادة منها والاطلاع عليها وتم إطلاق صفحات عبر فيسبوك وتويتر وانستجرام لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الطلاب الاستفادة من خدمات الموقع.     توفر المراجع والظروف التعليمية المتميزة .. طلاب وأكاديميون لـ  الراية : جامعة قطر تعلن الحرب على الدروس الخصوصية الجامعة توفر ساعات مكتبية ودروس تقوية لدعم المستوى الدراسي للطلاب الواجبات موجودة على صفحة المقرر الإلكترونية وباستطاعة الطالب مراجعتها   كتبت - هناء صالح الترك: تعج وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة مع بداية العام الدراسي بطلبات طلاب وطالبات الجامعة لمدرسين خصوصين لشرح بعض المواد التي تصعب عليهم ويتناقل الطلاب أسماء بعض المعلمين. وأكد عدد من الأساتذة الأكاديميين والطلاب بجامعة قطر لـ  الراية ، رفضهم للدروس الخصوصية التي بدأت تجد طريقها إلى طلبة الجامعة مؤخراً، لافتين إلى أن سعي بعض الطلاب إلى أخذ دروس خصوصية في المقرّرات الجامعية، ليس مبرّراً ومرفوض من وجهة نظر أكاديمية. وأعربوا عن رفضهم لفكرة التدريس الخصوصي، لإنها عدوى يراد لها أن تنتقل من مراحل التعليم الثلاث إلى التعليم الجامعي، ما يقلل من هيبة المدرّس ومن مهنة التعليم، وتصبح مهنة تجارية. وأكدوا أن الجامعة بكلياتها المختلفة توفر للطالب ظروفاً تعليمية متميزة وتضع بين يده الكثير من الوسائل النظرية والعملية لتمكينه من التحصيل العلمي بأعلى درجة ممكنة، داعين الطلاب إلى التواصل مع الأساتذة في الأوقات المناسبة والساعات المكتبية، والعودة إلى مكتبات الجامعة بما تحتويه من كم كبير من المراجع العلمية والمجلات الرصينة، فضلاً عن الكتب الإلكترونية والاستفادة من الدعم التعليمي والمرشدين بما يوفر عليهم الدروس الخصوصية، وكما أن الواجبات موجودة على صفحة المقرّر الإلكترونية وباستطاعة الطالب مراجعتها.     د. لطيفة المغيصيب: ساعات مكتبية للرد على استفسارات الطلاب   أكدت الدكتورة لطيفة المغيصيب عضو هيئة التدريس بكلية التربية، أن الطالب الجامعي وصل لمرحلة لابد أن يعتمد فيها على ذاته في جمع وتحصيل المعلومات والتمكن من كافة المهارات التي يحتاجها في بيئته الجامعية بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام، خاصة أن الجامعة تطرح مقرّرات خاصه لذلك وتوفّر مرشدين للطلاب بالإضافة إلى مركز دعم تعلم الطلاب والذي يقدّم خدمات تتعلق بالدعم الأكاديمي. من خلال البرامج التي يقدّمها المركز مثل برنامج تدريس الأقران، ومعمل تطوير الكتابة باللغة الإنجليزية، وورش عمل النجاح الأكاديمي والاستشارات الفردية. كما أن لكل دكتور ساعات مكتبية يستقبل فيها طلابه ليجاوبهم عن استفساراتهم وتقديم العون لهم.   د. صلاح زين الدين: الدروس الخصوصية غير مبررة   قال الدكتور صلاح زين الدين، أستاذ القانون التجاري والبحري بكلية القانون: بعض الطلبة الذين يسعون إلى أخذ دروس خصوصية في المقرّرات الجامعية التي يدرسونها في مختلف التخصصات، وهذا غير مبرر، بل مرفوض من وجهة نظر أكاديمية ، خاصة أن الجامعة بكلياتها المختلفة توفر للطالب، أياً كان تخصصه، ظروفاً تعليمية متميزة وتضع بين يده الكثير من الوسائل النظرية والعملية لتمكينه من التحصيل العلمي بأعلى درجة ممكنة. وتابع لذلك يجدر بالطالب أن يسعى لتحصيل علمه من خلال تلك الوسائل وبالطريقة العلمية الصحيحة والاحتكاك مع الأساتذة في الأوقات المناسبة والعودة إلى مكتبات الجامعة بما تحتويه من كم كبير من المراجع العلمية والمجلات الرصينة.     حمد حافظ: التحصيل الأكاديمي بالاعتماد على النفس   أكد الطالب حمد مولانا حافظ من كلية الهندسة، أنه يرفض فكرة المدرّس الخصوصي لطلبة الجامعة، لافتاً إلى أنه على الطالب الاعتماد على النفس في تحصيله الأكاديمي، وتعزيز ثقته بنفسه والبحث والاطلاع في مراجع الكتب ومتابعة الأستاذ المُحاضر في الساعات المكتبية في حال تعثر عليه فهم أي معلومة.     آسيا العوضي: تُعوِّد الطالب على الاتكالية   قالت آسيا العوضي طالبة إعلام سنة ثالثة، بعض أعضاء هيئة التدريس يقوم بقراءة الدرس فقط، وهنا يشعر الطالب بعدم الفهم ما يدفعه إلى طلب المساعدة واللجوء إلى المدرس الخصوصي لتسهيل المعلومات عليه، خاصة أن بعض الطلبة يشعرون بالحرج من الذهاب إلى مراكز الدعم لوجود أقرانهم المدرسين المتفوقين، والفكرة الأكثر شيوعاً أن الطالب تعوّد على المدرس الخصوصي والاتكالية منذ مرحلة التعليم الأولى.   أحمد فايد: موقع لعرض فيديوهات المُحاضرين   قال أحمد فاروق فايد، طالب كلية الهندسة سنة أولى، أنا لست مع الطلاب الذين يُطالبون بمدرسين من أجل إعطاء دروس خصوصية في المنزل، فالجامعة توفر موقعاً إلكترونياً خاصاً لعرض فيديوهات الأساتذة أثناء المُحاضرة حتى يتسنى للطلاب إعادة الاطلاع عليها والتمكن من فهمها، وعلى الطالب الاعتماد على نفسه في البحث والمطالعة ومتابعة مرشده الأكاديمي لتوجيهه نحو الخطة الدراسية المطلوبة.     سالم اليافعي: الجامعة وفرت وسائل الدعم   قال الطالب سالم صالح اليافعي: أنا لا أحبّذ الدروس الخصوصية لأن على الطالب أن يعتمد على نفسه في هذه المرحلة التعليمية، خاصة أن الجامعة وفّرت وسائل دعم مختلفة منها الساعات المكتبية لأعضاء هيئة التدريس، ومراكز لدعم الطلاب ومساندتهم في شتى التخصصات.     عبد الله الحلحلي: الاجتهاد أساس النجاح   قال الطالب عبد الله أحمد الحلحلي، من كلية الإدارة والاقتصاد: إن الجامعة لم تقصّر بتوفير مراكز لدعم الطلاب في المواد والمقرّرات التي يجد الطالب صعوبة فيها، وأعضاء هيئة التدريس يقومون بواجباتهم التدريسية على خير ما يرام، لذلك على الطالب الاجتهاد والرجوع إلى مراكز الدعم الطلابي بدلاً من اللجوء إلى الدروس الخصوصية.     د. أحمد الساعي: تحول التعليم إلى مهنة تجارية   قال الدكتور أحمد الساعي أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة قطر، أنا ضد فكرة التدريس الخصوصي الجامعي، وهي عدوى يراد لها أن تنتقل من التعليم العام إلى التعليم الجامعي، وهذا خطأ كبير يقلل من هيبة الأستاذ ومن مهنة التعليم وتصبح مهنة تجارية، فالطالب الجامعي عليه أن يبحث ويلجأ إلى أستاذ المقرّر وإلى المصادر المتعدّدة لفهم المحتوى سواء من خلال الإنترنت أو ما يوفره الأساتذة على "اليوتيوب" أو من خلال قراءات من مصادر مكتوبة. وأضاف د. الساعي: نحن مع دروس التقوية التي توفرها الجامعة، ومع مراجعة الطالب للأستاذ خلال الساعات المكتبية والخروج بأسئلة، والاعتماد على النفس وليس الاتكال على الغير، وعليه أن يقرأ ويفهم ما بين السطور، داعياً الطلاب إلى الابتعاد عن الدروس الخصوصية حتى في مرحلة التعليم العام، وتعود الاعتماد على الذات ليكون جاهزاً للقيام بعمله وخدمة مجتمعه، ونصح الطلاب بالتنبه إلى توصيف المقرر وتأدية الواجبات في أوقاتها، لافتاً إلى أن الكثير من الواجبات موجودة على صفحة المقرّر الإلكترونية، وباستطاعة الطالب مراجعتها في أي وقت شاء.     محمد المري: الساعات المكتبية ضرورة   قال الطالب محمد المري: الساعات المكتبية ضرورة كونها تساعد الطالب كثيراً على توضيح بعض المعلومات، إنما أحياناً يصادف أن يكون الطالب يتابع محاضرة ما، فهنا عليه التوجه إلى مركز الدعم الذي يقدّم خدمة طيّبة للطلاب بتقديم المساعدات بكل الطاقات الإيجابية وهذه من الأشياء الجيدة التي تحسب لجامعة قطر، مؤكداً على ضرورة الابتعاد عن الاتكالية، وتعزيز الثقة بالنفس.     فيصل أبوغزالة: البحث ينمي القدرات الأكاديمية   قال الطالب فيصل أبو غزالة، من قسم الحاسب الآلي بكلية الهندسة: بشكل عام على الطالب الجامعي المتوسط التحصيل العلمي الابتعاد عن الدروس الخصوصية والاعتماد على تنمية الذات من خلال الاطلاع الشخصي والبحث، وممكن للطلاب الذين يواجهون مشاكل في الفهم والحفظ الاستعانة بالطلاب زملائهم أو الذين سبقوهم و مراجعة الأستاذ في الساعات المكتبية، والأساتذة يعرضون محاضرات وفيديوهات تعليمية في الموقع الخاص بالجامعة.

مشاركة :