كتب - محمد سمير: انتقلت آفة الدروس الخصوصية من المدارس إلى طلاب جامعة قطر، لا سيما بين الطلاب الذين يدرسون الهندسة والتخصصات العلمية المختلفة، فيما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وحسابات طلبة الجامعة على تويتر وفيس بوك والمنتديات الطلابية بالبحث عن مدرسين خصوصيين، تاركين مراكز دعم التعلم التي توفرها الجامعة لتقديم دروس إضافية مجانية في المقررات التي تكثر شكاوى الطلاب منها، الأمر الذي يؤثر على المستوى الأكاديمي للطلاب، نتيجة عدم إلمام الكثير من المدرسين الخصوصيين بطرق التدريس والمقررات الجامعية، لاتخاذهم الدروس الخصوصية وسيلة للربح غير آبهين بالرسالة الأكاديمية. وأكد عدد من الطلاب لـالراية، أن الدروس الخصوصية لطلبة الجامعة أصبحت تجارة يستغلها الكثيرون من أجل الكسب على حساب الطالب، بل إن الكثيرين قد لا يكونون مؤهلين لتدريس مقررات الجامعة ولا يعرفون طبيعة سير الدراسة بالجامعة، فضلا عن الزيادة المبالغ فيها في أسعار الدروس، حيث تصل سعر الساعة الواحدة إلى 500 ريال وأكثر حسب طبيعة المقررات وما إذا كانت المواد علمية أم أدبية، فيما يفرض بعض المدرسين أسعاراً مبالغاً فيها مستغلين حاجة الطلاب، خاصة في فترات الضغط مثل مواسم الامتحانات. يحيى عبدالحكيم: مدرسو المنازل يجهلون المقررات الجامعية قال يحيى عبد الحكيم العوه الطالب بتخصص إدارة ونظم معلومات إدارية إن الدروس الخصوصية تختلف من طالب لآخر، فهناك طلبة مضطرون لهذه الدروس لانشغالهم في دواماتهم بالنسبة للموظفين منهم، لافتا إلى أن قضية الدروس الخصوصية لها إيجابيات، أهمها أن الطالب والموظف الذي يعمل في نفس الوقت ينتهي عمله في وقت متأخر جدا خاصة موظفو الورديات المتأخرة، ما يعيقه عن الحضور للجامعة لحضور دروس إضافية يوفرها مركز دعم التعلم، فيفضل المدرس الخصوصي في البيت. وأضاف أنه فيما يتعلق بالسلبيات، فإن المدرس الخصوصي في البيت لا يعرف ما هي المقررات التي تدرس بالجامعة وما طبيعتها والدروس المقررة والملغاة، كما أن المدرس الخصوصي في الغالب يكون همه الأول الحصول على المال والفائدة، فتقديم الدروس بالنسبة له عبارة عن مصدر للربح لا رسالة سامية لتعليم الطلاب. وأشار إلى أن المدرس لا يعرف النقاط الرئيسية المهمة في المنهج ويلخصها في المحاضرة أما المدرس الخصوصي فلا يعرف ذلك ويضطر لشرح الكتاب كاملا في وقت قصير لا يعود بفائدة كبيرة على الطالب. ويرى أنه يجب منع الدروس الخصوصية خاصة بين طلبة الجامعة إلا لمن له عذر ولا يملك الوقت الكافي، كما أن نقطة الثقافة الخاطئة المنتشرة عند الطلاب أن الشيء الذي يأتي بتكلفة سوف يكون له فائدة أكبر عن المجاني، ما يدفعهم للدروس الخصوصية التي تكلف ذويهم. ودعا إلى تغيير تلك الثقافة بين الطلبة والاهتمام بتنظيم الوقت حسب الأولوية. خالد الدوسري: دروس الجامعة الإضافية لا تختلف عن المحاضرات أكد خالد فراج الدوسري الطالب بكلية الإدارة أنه مع الدروس الخصوصية طالما أنها وسيلة مساعدة للطالب في دراسته، لافتا إلى أن فكرة المدرس الخصوصي لا تعتبر ظاهرة سيئة بالمجتمع مثل الغش أو سرقة المعلومة إنما هي وسيلة مساعدة للطالب إذا لم يفهم الدرس من المحاضرة فيكون الدرس الخصوصي مساعداً له. وأضاف أن الكثير من الطلبة لا يفهم من الأستاذ بالمحاضرة ولا يوجد تفاهم بينه وبين المدرس فيضطر للاتجاه إلى المدرس حتى يفهم محتوى المنهج الدراسي. وأوضح أن هناك دروسا إضافية متوفرة في الجامعة لطلاب الجامعة تطرح مجانية، في المقابل تجد أسعار الدروس الخصوصية للطالب الجامعي مرتفعة ولكن الثمرة التي ترجع للطالب تكون أكثر فائدة من غيرها، فالدروس الإضافية التي توفرها الجامعة قد يكون معك عدة طلبة مع المدرس نفسه فتكون طريقة التدريس أشبه بمحاضرة، لافتا إلى أن الكثير يفضل أن يأخذ الدرس منفرداً لأنه يكون أقرب للفهم. سلطان الغانم: التقصير بالأساس يعود للطالب أكّد سلطان الغانم (تأسيسي) أن الطالب الجامعي قد يتجّه للدروس الخصوصية بسبب عدم رغبته في الدراسة فيتجه لتوفير مدرس قبل الامتحانات يساعده على الدراسة حتى يتمكن من النجاح.. لافتًا إلى أن التقصير بالأساس يعود للطالب الذي يفترض أن يهتم بدراسته يوميًا، وهناك قسم آخر من الطلبة يحتاجون لدروس خاصة في بعض الموادّ الدسمة خاصة موادّ التخصص حتى يتمكنوا من التفوق في تخصصهم. وأضاف: رغبة الطلبة في الدروس الخصوصية تعتمد بالأساس على مستوى المدرس في الشرح وطريقة إيصاله للمعلومة بالشكل الجيد والمطلوب، فإذا كان المدرس ضعيفًا في أسلوب الشرح، يضطر الطالب للبحث عن دروس خصوصية، أما إذا كان مستوى المدرس جيدًا فإنه لا يحتاج لذلك. وأضاف إنه لا يعتمد إطلاقًا على الدروس الخصوصية، سواء قبل الاختبارات أو بعدها، بل إنه يعتمد على الدروس التي توفرها مراكز دعم تعلم الطلاب بالجامعة على مدار اليوم، لتقوية الطلاب ورفع مستواهم الدراسي. عبد الرحمن عبد الملك: زيادة الأسعار في فترة ما قبل الاختبارات أكّد السيد عبد الرحمن عبد الملك طالب بكلية الآداب قسم إعلام أن سبب ظاهرة الدروس الخصوصية يعود بالأساس إلى عدم مراعاة بعض الأساتذة حالة الطلاب وظروفهم، لافتًا إلى أن الكثير من الطلبة يأخذون وقتًا في الانتقال من مكان قاعة المحاضرة للقاعة الأخرى، ما يتسبب في تأخرهم لحين إيجاد مواقف للسيارات، علمًا أن المسافة بعيدة بينهما مع ضيق الوقت بين المحاضرتين والتي تصل لعشر دقائق فقط، فيقوم المدرس بطرده ما يدفعه للبحث عن مدرس خصوصي لفهم المادة. وأبدى استياءه الشديد من تزايد انتشار هذه الظاهرة، خاصةً ما قبل الاختبارات، ما يستوجب وضع حدّ لها، وذلك من خلال تفعيل قوانين تمنع الدروس الخصوصية، ومحاسبة من يثبت عليه إعطاء الطلبة دروسًا خصوصية. وقال: مع تكاليف الرسوم الدراسية الجامعية الملقى على عاتق أولياء الأمور، إلا أن الدروس الخصوصية تزيد من التكاليف على ولي الأمر، خاصة أن تكلفة المدرس الخصوصي الجامعي تختلف عن مدرس المدرسة والتي قد تصل للضعف، كما أن فترة ما قبل الاختبارات لها حساب وتكلفة مختلفة يستغلها الكثير من المدرسين الخصوصيين، كما أن تكلفة المدرس الخصوصي لطالب الجامعة تختلف عن مدرس مناهج المدارس، وكذلك محتوى وطبيعة المناهج الجامعية تختلف عن المناهج المدرسية، حيث تصل سعر الساعة الواحدة للمدرس 500 ريال، وأكثر حسب طبيعة الطالب واختلاف المواد، وبعض المدرسين يفرضون أسعارًا مبالغًا فيها عند أوقات الضغط مثل فترات الامتحانات، وهناك مدرسون يحاولون إضاعة أكبر قدر من الوقت ليتمكنوا من حصد أكبر قدر من الساعات. مدير مركز دعم تعلم طلاب الاقتصاد.. ميسرة العلمي: دروس إضافيّة لتحسين مُستوى الطلاب على مدار اليوم استغرب الأستاذ ميسرة العلمي مدير مركز دعم تعلم طلاب كلية الإدارة والاقتصاد إقبال طلبة الجامعة على الدروس الخصوصية رغم وجود البديل والأفضل الذي تقدمه الجامعة بمراكز دعم التعلم، مشيرًا إلى أن الكثير من الطلبة لا يفضلون الجلوس بالجامعة لمدة طويلة وآخرون لا يجدون وقتًا لحضور دروس المركز، ما دفع للنظر في زيادة عدد الساعات الدراسية بالمركز. وأضاف إن مركز دعم تعلم الكلية أنشئ منذ سنتين كمركز متخصص لدعم الطلبة خاصة بعد زيادة أعداد الطلبة بشكل واضح في السنوات الأخيرة، حيث ينقسم إلى قسمين خاصين بالبنين والبنات، ويهدف لتوفير الدعم الكافي للطلبة في مواد التخصص التي تطرحها الكلية لتحسين مستواهم الدراسي وتحسين نوعية التعليم المقدمة لهم والعمل على رفع الضغط النفسي في محتوى المواد من أبحاث ومشاريع وامتحانات. وأشار إلى أن المواعيد الدراسية التي يطرحها المركز للطلبة مرنة جدًا ومتوفرة على مدار اليوم الدراسي من السابعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، بحيث يتمكن كل الطلبة من اختيار الوقت المناسب لهم حسب محاضراتهم.. مضيفًا إنه مع كل هذه الجهود المقدمة من إدارة الجامعة والمركز إلا أن الكثيرين يتجهون للدروس الخصوصية. وتساءل عن السبب الأساسي لذلك، مضيفًا إنه مقارنة بما تقدمه الجامعة من دروس مجانية ويقدمها مدرسون أكاديميون ومؤهلون لتدريس تلك المواد، وفي الغالب يكون قد درس تلك المادة من قبل، بعكس المدرس الخصوصي فقد لا يعرف طبيعة المنهج وآلية التدريس التي تنتهجها جامعة قطر. ودعا طلاب الجامعة إلى حضور دروس الدعم التي توفرها مراكز دعم التعلم بالجامعة للاستفادة أكثر من المقررات الدراسية من قبل مدرسين أكاديميين ومعرفة طبيعة المركز والتعاون للعمل على التحسين من مستواهم الدراسي.
مشاركة :