أعلن المهندس المعماري اللبناني وسيم ناغي عن وضع معرض رشيد كرامي الدولي على لائحة الترشيح الأولية للتراث العالمي من قبل منظمة «أونيسكو» بانتظار درس الملف والموافقة عليه من لجنة المنظمة الدولية. وكانت الأضواء سلطت على المعرض المؤلفة هياكله من 14 بناء، توالى بناؤه عام 1974 قبل أن تعيق الحرب الأهلية اللبنانية عملية استكمالها، وشارك في المعرض فنانون من المكسيك إلى جانب فنانين من لبنان. ووجه المعرض تحية للمهندس أوسكار نيميار الذي صمم معرض رشيد كرامي الدولي على مساحة 400 ألف متر مربع في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب عام 1962 وكانت فكرة إنشاء المعرض انطلقت في عهد الرئيس الراحل كميل شمعون عام 1958. وكانت لنيميار نظرة هندسية تجاوزت عصره. والمعرض الفني الحديث الذي توزعت أعماله بين القلعة ومعرض رشيد كرامي افتتحته جمعية «بيروت متحف الفن» (BeMA) وجمعية STUDIOCUR/ART، وعنوانه «أطوار العمران»، برعاية وزارة الثقافة ومكتب منظمة «أونيسكو» في بيروت، وحضور فاعليات سياسية وأهلية وبلدية واجتماعية وثقافية وتربوية. ويستوحي المعرض، الذي يستمر لمدة شهر، أعماله من أهمية عجلة الزمن واندثار الحضارات وأطوار العمران في كلا الموقعين. وجرى اختيار معرض رشيد كرامي الدولي على اعتبار أنه يصنَّف أهمَّ بناء للهندسة المعاصرة في الشرق الأوسط، لكونه ينتمي إلى نزعة معمارية تجديدية خلال ستينات القرن العشرين. وكانت طرابلس استقبلت ضيوف الحدث بكثير من التنظيم والأمان وفرته قوى الأمن الداخلي والبلدية والأهالي، وانضم إلى المهتمين بالفن مثقفون من طرابلس وفنانوها. وفي قلعة طرابلس، شكرت المسؤولة عن قطاع الشمال في مديرية الآثار سمر كرم كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع. وتعرض في القلعة أعمال تتناول الحوار بين الماضي والحاضر في العمارة، نفذها أربعة فنانين هم ريان تابت، إيمانويل توفار، هايغ أيفازيان وبابلو دا فيلا. وفي معرض رشيد كرامي توزعت بقية الأعمال. وشكر رئيس مجلس إدارة المعرض أكرم عويضة الفنانين اللبنانيين والمكسيكيين الذين آمنوا بفكرة مشروع «أطوار العمران» وعملوا على تجسيدها فناً وإبداعاً. أما المدير العام لـ «مؤسسة ميقاتي» زياد ميقاتي الشريك الرئيس لمشروع «أطوار العمران»، فقال: «طرابلس كانت ومازالت وستبقى إرثاً ثقافياً لكل الوطن». وقالت العضو المؤسس لـ «بيروت متحف للفن» ريتا نمور: «أردنا أن يكون «بيروت متحف للفن» مرتبطاً مباشرة بالناس، بمثابة حال ديموقراطية، حوارية، تربوية، وتفاعلية، لا حواجز فيها، وأحد أهم أهدافها دعم الفنانين اللبنانيين وتشجيع إبداعهم وإنتاجهم». وقالت القيمة الفنية لمشروع «أطوار العمران» ومؤسسة جمعية STUDIOCUR/ART للفن في فرنسا كارينا الحلو، إن هدفها تفعيل الصلة بين معرض رشيد كرامي وقلب مدينة طرابلس النابض، وخصوصاً قلب المدينة القديمة حيث توجد القلعة، مشيرة إلى «أن حضارات العمران تمر بدورات زمنية كثيرة، ومشروع «أطوار العمران» يجسد اليوم بدء دورة جديدة لتاريخ معرض رشيد كرامي الذي كان في الستينات حلم لبنان الحديث». وشددت على «أن المشروع يأخذ في الاعتبار حال معرض رشيد كرامي والقلعة، ويسعى إلى التفكر في المفاهيم الكونية للأطوار والدورات الطبيعية والتاريخية»، معتبرة أن «الطراز المعماري الأسمنتي للمعرض، والذي يعتبر واحداً من أهم الموروثات المعمارية الحديثة في الشرق الأوسط هو اليوم في حوار من خلال الفن المعاصر مع القلعة التاريخية». وأكدت ممثلة وزير الثقافة غطاس خوري في حكومة تصريف الأعمال لين طحيني، أنه مهما اشتدت الظروف والأزمات تعرف طرابلس الكبيرة بقيمتها وبأهلها وتاريخها كيف تعكس صورتها الحقيقية وفاء لإرث لا يضاهى من الثقافة والانفتاح. ويقدم «أطوار العمران» ١٨ مشروعاً، بينها ٨ أعمال فنية مفوضة و١٠ أعمال أنجزها فنّانون مشهورون عالمياً من لبنان والمكسيك، ويشارك في المعرض فنّانون لبنانيّون ومكسيكيّون، وهم: إدغاردو أراغون، علي شرّي، جوزي دافيلا، جوانا هادجيثوماس وخليل جريج، لمياء جريج، فريتزيا إيريزار، جورج منديز بلايك، داميان أورتيغا، مروان رشماوي، غبريال ريكو، ستيفاني سعادة، روي سماحة، جلال توفيق، وزاد ملتقى. ويرافق المعرض برنامج ثقافي مواز، ومن أبرز النشاطات مؤتمر بعنوان «معرض أوسكار نيميير في طرابلس: إرث حديث في خطر» الذي سيعقد في متحف سرسق في بيروت، في 27 الجاري، ويتحدث فيه فارس الدحداح المتخصص في الهندسة الحديثة وعضو مؤسسة نيميير، والمهندس اللبناني الشهير برنار خوري.
مشاركة :