مرت ستة أشهر على بداية دوري جميل وعلى تولي قناة الـmbc مهمة النقل الحصري لمبارياته ونحن قريب جدا على مشارف انطلاقة منافسات مواجهات الدور الثاني منه دون أن أطلع على مقال واحد أو رأي فضائي ينتقد ولو بالهمز والغمز مستوى الخدمة التي تقدمها هذه القناة ذات الصيت والشهرة العالمية لمشاهديها الكرام، مع أن هناك (قصورا) واضحا في عدة جوانب تتعلق بهذا النقل في مجمله على مستوى التحليل الفني والتعليق والتصوير والإخراج التلفزيوني لمعظم المباريات التي تكون خارج نطاق المناطق الرئيسية الرياض وجدة ومكة المكرمة إلا أن الملاحظ على إعلامنا الرياضي (المنصف) جدا جدا الذي يبحث عن الإبداع ويدعم المبدعين والعمالقة فضل الركون إلى الصمت الرهيب. ـ هذا الصمت الرهيب له تفسيران عندي لا ثالث لهما، إما (إعجاباً) أو أن حاسة التذوق الفني والصحفي أصبحت لها معاير ومقاييس مختلفة تماما عن مرحلة كان الناقل الحصري هو التلفزيون السعودي ممثلا في (6) قنوات رياضية كانت تلاقي سخطاً إعلامياً عبر نقد متواصل وصلت حدته إلى تحويل مسمى قناة الوطن إلى (الخشبية) كتعببر ينقل عن عدم رضا المشاهدين واستيائهم الشديد لمستوى الخدمات التي تقدمها كل هذه القنوات الست. ـ إن اعتبرنا هذا الصمت من منظور(الإعجاب) الذي فرض القبول بالموجود وما يعرض ويقدم تحليلا وتعليقا ونقلا تصويرا وإخراجا فمن حقي أن أستعين بمقولة للفنان الراحل فريد شوقيمنك العوض وإليك العوض يارب شاكياً إليه سبحانه عقوق ابنه غير البار، وهذا أنا أرى إعلامنا (السعودي) الورقي والمرئي والمسموع أشبه بذلك الابن (العاق) وهو تشبيه صحيح يتوافق مع واقعه المرير. ـ فرق شاسع جدا بين الخدمات التي يقومها التلفزيون السعودي الملقبة قنواته بـ(الخشبية) وقناة الشرق الأوسط mbc والتي ألقبها بـ(زرقاء اليمامة) سخرية لأسلوب فيه من (البخل) وعدم التقدير لمشاهديها بعدما اكتفت بأستديو واحد يقوم مقدمه والمحللون الذين زاد عددهم إلى ثلاثة بعدما كانوا اثنين بمتابعة أكثر من مباراة منقولة في توقيت واحد بتحليلها ناهيك عن أسئلة الزميل عبدالعزيز البكر التي يصب تركيزه فقط على الأندية الكبيرة وكأن الأندية الأخرى من خارج الوطن (ضيوف) شرف، وهذه المتابعة والتركيز يعطي انطباعاً لدى المشاهد الكريم أننا أمام (معجزة) لعيون أقرب ما تكون لعيون زرقاء اليمامة التي اشتهرت بقوة نظرها وهذا هو حال البكر وضيوفه عبدالجواد والسويلم والشنيف مع تقديري لجهودهم ومواقف وضعوا فيها. ـ زرقاء اليمامة نظرها القاصر لا يقف عند هذا الحد، إنما أيضا تجاه مباريات أخرى تقام في مناطق مختلفة تكتف بمحلل واحد من داخل الملعب غير معروف في الساحة تلجأ إليه مشاركاً بالتحليل من باب (الفزعة) والرغبة في التوفير المادي والأسوأ من ذلك الإخراج التلفزيوني نتيجة حتمية لكاميرات قليلة تنقل على (استحياء) من زاوية واحدة لا تساعد المشاهد على الرؤية الصحيحة للكرة ومتابعة اللاعبين ونفس الشيء ينطبق على خبراء التحكيم والنقاد. ـ إن كنت في يوم من الأيام ناقدا لقنوات النلفزيون السعودي عطاء وعملا وجهدا من باب (الغيرة) الوطنية وحس إعلامي ينشد الإبداع ويتذوق متعة الفن الكروي فإنني اليوم أجدني في موقف مرتبط بـ(الوفاء) ويخاطب العدالة و(الإنصاف) مقدماً الشكر والامتنان لكل العاملين بقنوات الوطن السابقين والحاليين، فما نراه الآن في قناة (زرقاء اليمامة) من شح في الوقت والعطاء والاهتمام والمتابعة للحدث يدعونا إلى أن نترحم على تلك الأيام وسواعد كفاءات اجتهدت ظلمناها رغم فوارق الامتيازات (المادية) المتوفرة حاليا لزرقاء اليمامة.
مشاركة :