ممارسة الرياضة في درجات الحرارة المنخفضة تحفز حرق الدهون

  • 9/25/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كشف مدربو اللياقة أن الخروج للركض أو ممارسة بعض التمارين الرياضية في الهواء الطلق، خلال فصل الشتاء، يساعد الجسم على حرق المزيد من الدهون وإنقاص الوزن أكثر من فصل الصيف. فعند انخفاض درجات الحرارة، يعمل الجسم على تدفئة نفسه ويحرق السعرات الحرارية لتوفير مصدر للطاقة، دون أن يتسبب ذلك في تسخين الجلد كثيرا مثل ما يحدث في الحر. بون (ألمانيا) - أكدت دراسة طبية حديثة أن فصل الشتاء والأجواء الباردة من أنسب وأفضل الطرق للقضاء على الدهون المستوطنة في الجسم. فطبقاً لموقع “ساينس ديلي”، أكد الباحثون في مركز سانفورد بورنهام بريبيس الطبي بالولايات المتحدة، أن سر نجاح محاولات إنقاص الوزن في الشتاء يكمن في “ببتيد” (سلسلة أحماض أمينية) صغير يسمى “ساركوليبين” أو “أس.أل.أن”، ويوجد فقط في عضلات الجسم، وينشط مع الجو البارد. ويعمل هذا الببتيد على زيادة معدلات الطاقة للعضلات وأكسدة الدهون. لذا يرى الباحثون أنه كلما ارتفعت نسبة الساركوليبين في الجسم، انخفض خطر الإصابة بالسمنة، بحسب الموقع الأميركي المهتم بالأخبار العلمية. وأوضحت الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية “جورنال سيل ريبورتس” الأميركية، أن الساركوليبين يحفز العضلات لاستخدام المزيد من الطاقة، مما يساعد في حرق الدهون. من جانبه، يقول المشرف على الدراسة الدكتور موثو بيريازمي إنها “تظهر العلاقة المباشرة بين ببتيد الساركوليبين ومعدلات التمثيل الغذائي لطاقة الجسم”. ويضيف في حديثه للموقع العلمي أن “هذه الآلية جزء لا يتجزأ من العضلات، كما أنها تعمل على توليد الحرارة في الجسم على حساب حرق الدهون”. كما يشير موقع “مينز هيلث” الأميركي الذي نشر الدراسة أيضاً، إلى أن العلماء توصلوا في دراسات سابقة إلى أن ممارسة الرياضة تساعد على تفعيل الساركوليبين. لكن ما كشفه بيريازمي في دراسته الجديدة كان أكثر عمقاً، إذ توصل إلى أن ممارسة الرياضة في درجات الحرارة المنخفضة تنشط هذا الببتيد في الجسم وبالتالي تزيد من معدلات حرق الدهون، بحسب الموقع المتخصص في أخبار صحة الرجل. وللتوضيح فإن جميع خلايا الجسم تقريباً تحتوي على عضيّات خلوية تُسمى الميتوكوندريا، وهي مسؤولة عن حرق الدهون وإنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم لممارسة أنشطته اليومية. وكلما مارس الإنسان الرياضة والتمارين، زاد إنتاج الميتوكوندريا. ووجد بيريازمي وفريقه أن الساركوليبين يجبر الميتوكوندريا في الجسم على العمل بوتيرة أكبر، وبالتالي حرق المزيد من الدهون. كما توصلوا إلى أن الطقس البارد ينشط هذا المركب في الجسم. وأوضح المشرف على الدراسة أنها أجريت على مجموعة من الفئران ولم تتم تجربتها على البشر. لكن العلماء يؤمنون بأن البقاء في المنزل معظم فترات فصل الشتاء وتجنب الخروج حتى في درجات الحرارة المعتدلة، قد يؤدي إلى تراجع مستويات الساركوليبين لدى البشر، وفقاً لما ذكره موقع “مينز هيلث”. ووجد فريق الباحثين أن الحيوانات التي لا يحتوي جسمها على الساركوليبين لديها عدد أقل من الميتوكوندريا وتعاني من مشكلة في حرق الدهون، لذا تتراكم بشكل أكبر في عضلاتها، وهو سبب شائع لمقاومة الأنسولين. ومع ذلك، فإن من لديهم المزيد من الساركوليبين لديهم تركيز أكبر من الميتوكوندريا، وأظهروا زيادة لمعدلات أكسدة الدهون. ويقول بيريازمي إن الباحثين “أظهروا بالفعل أن السمنة المفرطة تقلل من وظيفة الساركوليبين”، مضيفاً أنه “قد تكون هناك نافذة علاجية لزيادة تجنيد الساركوليبين لحرق المزيد من الطاقة. هذه الاستراتيجية يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من اختلالات في الأيض، فضلاً عن أولئك الذين يجدون صعوبة في ممارسة الرياضة”، وهو ما قد يساعد في علاج مرض السمنة والسكري من النوع الثاني، وفقاً لما ذكره موقع “ساينس ديلي”. ويحذر بيريازمي في موقع “مينز هيلث” من التعلل ببرودة الطقس وتجنب الخروج، خلال فصل الشتاء. وأوضح أن الخروج في البرد والتعرض للهواء الطلق يعملان على زيادة مستويات الساركوليبين، لكن بالطبع في حالة البرودة الشديدة لا ينصح بذلك تجنباً للإصابة بأمراض أو حدوث مضاعفات ناتجة عن البرد الشديد. ويصعّب البقاء داخل البيت خلال المواسم الباردة والاكتفاء فقط بالخروج للعمل أو قضاء بعض الالتزامات، من عملية إنقاص الوزن للبدناء الذين يعانون بشدة للسيطرة على أوزانهم. فقد أظهر بحث علمي جديد أن زيادة الوزن تؤدي إلى حدوث تغيرات في الدماغ والجسم، وأنه حتى عندما يكافح أي شخص ليصبح نحيفًا، فإنه غالبًا لا يمكنه تخطي أو تلافي الأضرار التي لحقت بالجسم والمخ. ولذلك يستعيد الجسم الكيلوغرامات التي فقدها، مجدداً ببطء، لأن المخ يعتقد أن صاحبه بحاجة إليها، فضلاً عن أن بعض الخلايا العصبية بالمخ تتعرض لأضرار وربما ينتهي الأمر بضمورها. عند ممارسة الرياضة في الشتاء ترتفع نسبة دقات القلب إلى 6 بالمئة، وتضخ كمية أقل من الدم إلى الجلدعند ممارسة الرياضة في الشتاء ترتفع نسبة دقات القلب إلى 6 بالمئة، وتضخ كمية أقل من الدم إلى الجلد وكشفت الأبحاث الطبية الحديثة أن البدناء هم الأكثر عرضة لتدني مستوى حرارة أجسامهم الأساسية، وهو ما يعني عدم قدرة الجسم على توليد الحرارة الكافية لحرق السعرات الحرارية بشكل سليم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن والمعاناة من السمنة المفرطة. ويرى فريق من العلماء الإيطاليين أن عدم تمكن الجسم من توفير درجة الحرارة اللازمة لحرق السعرات الحرارية بشكل سليم يعمل على زيادة الوزن بمعدل 2 كيلوغرام سنويا، وهو ما يعني أن انخفاض درجة حرارة الجسم عند البعض تجعلهم يعانون من السمنة المفرطة. وأوضح العلماء أن حرارة الجسم المعتادة هي 37 درجة مئوية، بغض النظر عن درجة حرارة البيئة المحيطة أو مستوى نشاط الفرد وقالوا إن منطقة تحت المهاد في المخ تعد مركزا لتنظيم درجة الحرارة، حيث تمتلك مستقبلات حساسة لدرجة حرارة تدفق الدم، بالإضافة إلى حرارة الجلد، لتقوم المستقبلات بدورها بنقل المعلومات لمنطقة ما تحت المهاد في ما يتعلق بدرجة حرارة سطح الجلد. وتوصلت الدراسة إلى أن السمنة مرتبطة بانخفاض كبير في درجة حرارة الجسم الأساسية خلال ساعات النهار. وشدد فرانشيسكو بورتالوبي رئيس تحرير مجلة علم البيولوجيا الزمني الدولية، أن القدرة على توليد الطاقة المناسبة لحرق السعرات الحرارية تنخفض خاصة بين البدناء مقارنة بالأشخاص منخفضي الوزن وهو ما يجعلهم يعانون من البدانة على المدى الطويل. وأضاف أن هذه الزيادة في الوزن يمكن أن تكون بمعدل كيلوغرامين سنويا، اعتمادا على أسلوب حياة الشخص. ونتيجة لذلك، يحث الكثير من الباحثين على محاولة ممارسة بعض التمارين الرياضية، في الأجواء الباردة، أملا في تحفيز الجسم على تدفئة نفسه للتأقلم مع درجات الحرارة المنخفضة وهو ما يستدعي حرق بعض الدهون لتوفير الطاقة. كما نشر موقع “ديلي ميل” البريطاني تقريراً حول المفارقة بين ممارسة الرياضة في فصل الشتاء وفي فصل الصيف. وأعلن الموقع أنّ ممارسة الرياضة في فصل الشتاء أفضل من فصل الصيف، خصوصاً رياضة التزلّج، مشيراً إلى أنّ “الجسم يفرز هرمونات طبيعية للشعور بالدفء، ما يزيد من معدّل عملية الأيض”. وأوضحت الدراسة التي أجراها نادي الصحة والمضرب في نيويورك إلى أنّ “ممارسة الرياضة في البرد تساعد على حرق الدهون بطريقة أسرع وفعّالة أكثر، إضافةً إلى إنتاج طاقة أكبر”. وبحسب بعض الدراسات التي أجريت في فرنسا، تمكّن ممارسة الرياضة خارج البيت من مقاومة أمراض الشتاء المعروفة كالإنفلونزا ونزلات البرد وغيرها. وأكد بحث آخر أجرته جامعة سانت ماري ببريطانيا أن أفضل وقت للركض يكون خلال فصل الشتاء. وبين الباحثون أن معدل ضربات القلب يرتفع في الظروف الباردة، لدى ممارس الرياضة بنسبة 6 بالمئة، عن غيرها من الظروف، كما يتم ضخ كمية أقل من الدم إلى الجلد لتبديد حرارة الجسم، وبالتالي فإن جسم الإنسان عند الركض في حرارة مرتفعة يسخن بسرعة، ولا يتم حرق الكثير من الدهون، كما أن ممارس الرياضة من الممكن أن يتعب بسرعة في الأجواء الحارة. ووجدت الدراسة أيضا أن الركض في أجواء أكثر سخونة، يؤدي إلى ضعف الأداء بعد خروج كميات كبيرة من العرق، على عكس الأجواء الباردة التي يتطلب فيها خروج العرق وقتاً أطول، وبالتالي حرقاً أكثر للدهون. قال البروفيسور جون بريور، المشرف على الدراسة، “قد يكون لطيفا أن تمارس العدو عندما تكون الشمس مشرقة.. ولكن بسرعة كبيرة يبدأ جسمك في السخونة، مما يتسبب في شعورك بالتعب والتوقف عن الركض في أي لحظة”. تجدر الإشارة إلى أن التمرن في الشتاء يزوّد الجسم بالطاقة ويساعد على الشعور بالدفء، ويعزز الدورة الدموية وجهاز المناعة، مما يقي من انتقال الأمراض الجرثومية.

مشاركة :