أكد محمد أبو العينين رئيس الاتحاد الأورومتوسطى، أن التحدي الرئيسي الذي تواجهه الأزمة السورية في هذه الفترة هو كيفية تحقيق التسوية السياسية والحفاظ على وحدة الدولة، بعدما بدا أن الحرب في سوريا قد حسمت من الناحية العسكرية، وتمت هزيمة الإرهاب من الناحية الأمنية، وتحسن الوضع نسبيا من الناحية الإنسانية، مشيرا إلى أن الأراضي السورية باتت مقسمة إلى مناطق نفوذ بين النظام وحلفائه، وبين المعارضة ومؤيدوها، والأكراد وأنصارهم، بجانب التواجد العسكري للعديد من الدول وهو ما يمثل خطر كبير على وحدة سوريا.وأضاف أن سوريا لا تعاني حربا ولكنها حروبا متعددة بين إسرائيل ضد إيران وحزب الله، وبين تركيا والأكراد، وبين النظام ضد المتمردين، وبين المتمردين ضد بعضهم البعض، موضحا أن الحل السياسي للأزمة السورية يبدأ بوضع دستور سوري يعيد بناء النظام السياسي والدولة الوطنية وهو دور أصيل للأمم المتحدة التي يجب عليها أن تسارع لتشكيل لجنة سورية تحظى بالمصداقية لوضع الدستور تمثل جميع طوائف الشعب السوري، مؤكدا أن هذا الدستور سيكون الأساس الذي تجرى عليه الإنتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.وأوضح أن التدخلات الخارجية في سوريا والتي بدأت بدعم بعض الدول للثوار بالسلاح والتمويل أدت إلى نتائج كارثية وأسفرت عن أكبر مأساة إنسانية شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، أدت لمقتل 500 ألف سوري وتشريد 10 ملايين آخرين، مشيرا إلى أن البنك الدولي قدر خسائر سوريا بـ 226 مليار دولار وهو ما يحتم على الأطراف الدولية المهتمة بالشأن السوري المساعدة للدفع بعملية التسوية السياسية للأزمة.وأكد على أن رؤية مصر في حل الأزمة السورية تقوم تعتمد في الحفاظ على كيان ووحدة الدولة السورية والحيلولة دون انهيار مؤسساتها، ودعم التطلعات المشروعة للشعب السوري في إعادة بناء دولته، مؤكدا أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق مع التأكيد على مكافحة الإرهاب والقضاء على المنظمات الإرهابية ونزع سلاح المليشيات الجماعات المتطرفة.
مشاركة :