أكد البروفيسور الشيخ محمد مطيع الرحمن، وزير الشؤون الدينية في بنجلاديش، أن المملكة حققت المعادلة الصعبة بالعمل على تعزيز السلم العالمي ومواجهة الإرهاب الدموي والفكري بنجاح، وهي قبلة العالم الإسلامي على كافة المستويات. ونوه في حواره مع «المدينة» في دكا بالعلاقات القوية التي تجمع بنجلاديش والمملكة، خاصة ما يتعلق بالجهود والخدمات العظيمة التي تسخرها المملكة سنويًا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لخدمة ضيوف الرحمن من جميع أنحاء المعمورة وخاصة من شعب بنجلاديش وكذلك الدعم الذى توليه لأبناء وشباب البلاد، حيث يعمل أكثر من مليون بنجلاديشى في المملكة. الإرهاب الفكري أخطر من الدموي وحول رؤيته في مواجهة الإرهاب الفكري حول العالم، قال الشيخ مطيع الرحمن، إن العالم ابتلى بخطر أشد وطأة من الإرهاب الدموي وهو الإرهاب الفكري، الذي خلفته آلات التنظيمات الإرهابية في كثير من الدول العربية والإفريقية والآسيوية والأوروبية، مشيرًا إلى أنها استطاعت عبر أجنحتها التكريس لفكر هذه التنظيمات في كثير من الدول، وهو ما يجب أن يواجه من خلال مؤسسات دينية قادرة على تقديم خطاب إسلامي معتدل والرد على كل الشبهات التي تسعى إلى تدمير العقول، كما يجب أن تكون هناك طريقة فعالة لمعالجة التدفقات الكبيرة للعائدين من هذه التنظيمات. وأشار مطيع الرحمن، إلى أن أفكار التنظيمات الإرهابية تسعى إلى زعزعة الاستقرار وتشويه صورة الإسلام السمحة، مشدداً على دور أكبر للعلماء والمدارس لعمل مسح ذهني لهذه الأفكار وتنقيح الكتب منها، لافتاً إلى أن الإرهاب الفكري أصبح يهدد العالم كله. وأكد وزير الشؤون الدينية في بنجلاديش، أن المملكة ستظل الحصن الأمين للأمة ضد دعاة الفكر المتشدد، والذين يسعون إلى تغذية النعرات الطائفية وزعزعة استقرار وأمن الدول الإسلامية. وأوضح أن المملكة تشكل منعطفاً تاريخياً خلال هذه المرحلة الخطيرة من عمر الأمة، خاصة أمام الذين يوظفون الدين لأغراض سياسية، لافتًا إلى تقديمها الكثير من البرامج والمشروعات لأبناء العالم الإسلامي لانتشالها من الشتات الفكري والاقتصادي. لا بديل عن تجديد الخطاب الديني وحول رؤيته لسبل تصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام خاصة في الغرب، أشار الشيخ مطيع، إلى أن المرحلة الحالية تحتاج إلى طريقين لا ينفصلان عن بعضهما البعض هما تعزيز قيم الوسطية والاعتدال في أوساط المسلمين في الخارج وتجديد الخطاب الدعوي في الداخل، وهو ما تقوم به المملكة في محاولة جادة لعرقلة تصدير الأفكار المتطرفة والمنحرفة، مؤكداً أن تجديد الخطاب الديني يكون عن طريق تجديد الأفكار وتصحيح المفاهيم وتنقية كتب التراث الإسلامي من الروايات المدسوسة والتي يتخذها الإرهابيون سبيلاً للتشكيك.
مشاركة :