في الوقت الذي انخفضت فيه تأشيرات العمل بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الماضية، بمعدل يصل إلى 65 بالمئة، حضرت المرأة المواطنة بقوة في ميادين العمل، وبشكل تدريجي وواقعي، ولم تعد تعمل إما معلمة أو طبيبة كما في السابق، وإنما عملت في المؤسسات والشركات والبنوك والوزارات والهيئات الحكومية، وأثبتت جدارتها وقدرتها على تجاوز المعوقات، وبدأنا نشعر أن شقائقنا قادرات على حمل الوطن على أكتافهن، تماماً نفعل منذ عشرات السنين، ها قد وضعن أيديهن في أيدينا، وبدأنا معاً مرحلة البناء التي أبعدن عنها منذ ثمانينات القرن الماضي، أما ما قبل ذلك فقد كانت أمهاتنا حاضرات بقوة في مشهدنا الاجتماعي والاقتصادي، وقد شاركن البناء فعلاً بكل ما تعنيه الكلمة، بناء البيوت والإنسان، والمشاركة الفاعلة في الحقول والإنتاج. أما الآن فقد حضرت المواطنة في معظم مواقع العمل، بطريقة مقنعة وبسيطة تحمل في داخلها الوعي والتسامح والتقدير والاحترام، تعمل بإخلاص وأمانة، وتتحلّى بالبذل والصبر، وهذا مؤشر مهم لإعادة بناء المجتمع مجدداً، بعد أن فقد بوصلته عدة عقود تحت وطأة الشك والريبة، ونحى المرأة بعيدًا عن المشاركة في بناء المجتمع، وظل المجتمع طوال هذه العقود يسير بقدم واحدة، على خلاف الطبيعة والمجتمعات البشرية. ولا شك أن المستقبل يحمل المزيد من التقدم والازدهار، حيث ستصبح المنافسة عادلة وجادة بين المواطن والمواطنة في شغل الوظائف، بما فيها الوطائف القيادية، وسيزداد توطين الوظائف والقطاعات شيئًا فشيئًا، حتى نجد معدل البطالة لدينا في أدنى مستوياته، ونكون من الدول الأقل بطالة خلال السنوات القادمة.
مشاركة :