قصة طبيبة داعش السودانية.. التحاق محيّر بالتنظيم!

  • 9/25/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الفتاة التي ظهرت في تسجيل قصير بثته الإدارة الذاتية الكردية الخميس الماضي وهي مغطاة بالكامل وتحمل طفلاً أثناء مراسم تسليمها إلى مسؤول بالسفارة السودانية بالقامشلي سيكون ظهورها مصدر سعادة كبيرة لأسرتها لكن في الوقت نفسة سيبعث الذكريات المؤلمة لرحيل شقيقها أحمد الذي كان سبباً في إقناعها بالالتحاق بتنظيم داعش المتطرف في عام 2015 ولقي مصرعه ضمن فوج كان يغادر الموصل عند اشتداد معارك تحرير المدينة من قبضة التنظيم. وقال جهاز الأمن والمخابرات السوداني إنه أفلح في تحرير الطبيبة السودانية ندى سامي سعد، من قبضة داعش في سوريا. وفي مؤتمر صحافي قصير قال رئيس العلاقات الخارجية في إقليم كردستان إن امرأة من أصول سودانية كانت منضوية في صفوف تنظيم داعش اعتقلت في 10 يناير 2018 سلمت للسفارة السودانية في العاصمة السورية حسب رغبتها. وبحسب مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية فإن الفتاة كانت معتقلة في مخيم روج الواقع جنوب مدينة المالكية والخاص بأفراد عائلات المتطرفين، وتم تسليمها مع رضيعها إلى سفارة بلدها بناء على طلبها. وكانت ندى ضمن 550 امرأة معتقلة وطفلها الرضيع ضمن 1200 طفل من 44 جنسية ينتظرون أن تتسلمهم دولهم. قد تبدو النهاية سعيدة لطالبة الطب التي كانت تدرس في جامعة يرتادها الصفوة وأبناء المغتربين، لكنها ترفع الستار الحزين عن قصة 17 طالباً جندهم التنظيم المتطرف بطريقة محيّرة، ولقي أغلبهم حتفهم في ساحات المعارك الرهيبة بينما لا يزال القليل منهم إما محتجزاً أو مجهول المكان. بداية القصة يقول الهادي محمد الأمين الصحفي المتخصص في الجماعات المتطرفة إن ندى سافرت ضمن الفوج الثاني لطلاب جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، للالتحاق بداعش وعدد أفراد المجموعة 17 طالباً. ويضيف الهادي أن "هذه الدفعة من المجندين حالة غريبة كونها ضمت عدد من الأشقاء من أسرة واحدة بجانب ندى وشقيقها أحمد كان هنالك لجين وتامر أحمد ابو وإبراهيم عادل عقيد وشقيقه محمد عادل عقيد وحمزة سرار وشقيقه محمد سرار". لم يتضح حتى كتابة هذه السطور كيف استطاع التنظيم اختراق الجامعة التي تضم طلاب من حملة الجوازات الأجنبية لكن لاحقاً اتهمت الحكومة السودانية طالباً بريطانياً من أصول فلسطينية واسمه محمد فخري الجباص التحق بالجامعة الطبية الخاصة في عام 2008، وتخرج في عام 2013 بأنه هو الذي جند الطلاب عبر تطبيق "سكايب". لكن الدبلوماسي السوداني الرفيع عبدالله الأزرق الذي ألف كتاباً بعنوان "داعش وإدارة التوحش" يقول إن "خلايا تم تجنيدها من خلال وسائل الإعلام الحديثة، تستهدف أصحاب التخصصات العلمية الرفيعة من مهندسين وأطباء للوفاء باستحقاقات الدولة الحديثة حيث يتم توظيف الفتيات في أعمال ديوانية ولا يسمح لهن بحمل السلاح ويتم الزواج من خلال المكتب الاجتماعي طوعاً وليس بالإكراه". لقي أغلب أفراد هذا الفوج الأكاديمي حتفهم خلال العمليات العسكرية بالعراق وسوريا وكان ضمنهم أحمد سامي خضر الذي تتهمه تقارير صحفية بإقناع أخته ندى بالالتحاق بالتنظيم. وكانت التحاق عدد من الأشقاء بالتنظيم المتطرف تطوراً مثيراً لكن نشأة أغلبهم في مجتمعات غربية منحتهم حرية الاختيار كما يقول أستاذ جامعي فضل حجب اسمه. لكن بالنسبة لهؤلاء الطلاب فإنهم كانوا يبحثون عن هوية جديدة كما تعتبر تقارير بريطانية. موضوع يهمك ? سلمت "القوات الكردية" في مدينة #القامشلي شمال شرقي سوريا، الخميس، المواطنة السودانية ندى سامي سعيد، زوجة أحد مقاتلي...شاهد سودانية داعشية مع طفلها بالقامشلي.. وهذا مصيرها سوريا البحث عن هوية تقول السيرة الذاتية لمعظم هؤلاء الطلاب اليافعين إنهم ولدوا في بريطانيا، وعادوا ليدرسوا في الجامعات السودانية لرغبة أسرهم في مزيد من الانتماء الوطني، ولتعزيز هويتهم الثقافية وربطهم بالجذور. لكن القائمة بالأعمال بالسفارة البريطانية بالخرطوم تقول إن هؤلاء الطلاب العائدين إلى بلادهم يعانون من أزمة في الهوية، وذكرت أن "هنالك أناساً ولدوا ونشأوا في بريطانيا في أسر تنبع من مكان آخر. الشباب الذين لا يشعرون بالانتماء إلى بريطانيا، يمكن للجماعات المتطرفة أن تقدم لهم الشعور بالانتماء". كان أحمد بشهادة أستاذه في الكلية من النوابغ في الصف، درس في مدرسة ويلنغتون لقواعد اللغة بجنوب لندن وتخرج من جامعة الخرطوم للعلوم الطبية والتكنولوجيا في يوليو 2014. كما يوصف بأنه طالب منظم ومنضبط، وعندما يقدم عرضاً لمادة طبية بالكلية كان يلفت أنظار الأساتذة وعندما التحق بالتنظيم المتطرف نقل مواهبة الفذة إلى هناك وشوهد في تسجيل بثه التنظيم يقدم محاضرات لملتحقين جدد. ظهر أحمد بنفس ملامحه المنضبطة التي يعرفها عنه كل من يعرفه في الكلية وكان يجلس خلف طاولة وحول عنقه سماعة الطبيب. لكن شقيقته ندى كانت فتاة مرحة وكانت ملامحها الطفولية تمنحها المحبة والاستلطاف من مدرسيها ولم يدر بخلد أحد في الجامعة أن الفتاة التي كانت تردي ملابس بسيطة غير متكلفة سوف تخوض تلك التجربة الرهيبة. ملامح متناقضة عندما تحدثت عنها إحدى الطالبات في الكلية لـ"العربية.نت" لم تخفي ملامح الإعجاب بشخصيتها اللطيفة المرحة، وقالت مبتسمة وكأنها تتذكرها وهي تتجول في الكلية "كانت تأتي في ملابس بسيطة وغير متكلفة وكانت طلتها محبوبة". وبعد 3 سنوات من اختفائها تظهر الفتاة التي ترعرعت في بريطانيا بعد اعتقالها في العاشر من يناير 2018 من قبل قوات كردية ترتدي ملابس فضفاضة وينحسر النقاب بالكامل على وجهها وتحمل طفلاً وبكامل إرادتها تختار أن تعود إلى أسرتها وإلى وطنها. ويبدو أن الطالبة اليافعة سوف تعرف لاحقاً أنها كتبت بسفرها إلى سوريا والالتحاق بداعش تاريخاً طافحاً بالألم والدموع لأسرتها وأنها كانت جزءاً من التاريخ الرهيب للحرب السورية وظهور داعش وأن ما سيكتبه التاريخ بعد سنوات عن هذه الحقبة سوف تسرده هي على طفلها بطريقتها الخاصة كشاهدة لكن هل ستشعر الطالبة اليافعة بالندم؟ تقول الصحافية السودانية لينا يعقوب التي تقصت بصورة واسعة عن قصص هؤلاء الطلاب لـ"العربية.نت" إنها "تراجيديا غريبة". وتضيف "بعد 3 سنوات لقي أغلب هؤلاء الطلاب حتفهم والقليل منهم نجا من القنابل، لكن المستقبل الزاهر الذي كان ينتظرهم أصبح الآن مجهولاً لكن بعضهم شعر بالخديعة عندما رأى بعينه الواقع هناك".

مشاركة :