حكمة التغافل - ناهد باشطح

  • 1/2/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

فاصلة ((الكيّس العاقل؛ هو الفطن المتغافل)) -الإمام الشافعي- يحدث كثيراً أن تشهد أحداثا تجري أمامك ونقاشات حادة تقرأها أو تسمعها وعليك أن تعرف أن الوعي يعني أن تكون لديك خيارات متعددة، أما العبودية فتعني ألا يكون لديك إلا خيار واحد!! وقد علمتني الحياة أن في الصمت ومراقبة كل ما يدور حولك دون تدخل حكمة. معظم الناس في نقاشاتهم يدافعون عن وجهة نظرهم لينتصرون بينم الحكمة من النقاش تحسين الفكرة ولذلك تتخلل غالبية النقاشات بين الأطراف الانفعالات والمشاعر السلبية هذا إذا لم تنته بتبادل الاتهامات. في الحقيقة الناس حين تتناقش في قناعاتها لن تستطيع أنت أو سواك تغييرها مهما فعلت إلا إذا رغبوا هم في تعديلها، وأن تستهدف تغييرها هي فكرة مناهضة للحكمة. دع قناعات الناس لأنفسهم واحتفظ بقناعاتك لنفسك. وإن كنت تريد التعبير عن أفكارك فأعلنها دونما الدخول في دائرة التحدّي لإثبات صحة قناعاتك فما تراه مفيدا لك قد لا يراه الآخرون كذلك، عليك أن تقبل اختلافهم. مشكلة البعض افتراضه أننا متشابهون مع أننا مختلفون وهذا أفضل؛ ففي الاختلاف وليس الخلاف دوما فوائد جمة لو وعينا إلى الحكمة من اختلافاتنا في الرؤى والأفكار والقناعات. علمتني الحياة أن مراقبة الأحداث دون أن تكون طرفا فيها تضيف إليك بعدا آخر من الحكمة فالذين يدخلون دوائر النقاشات في أمور بسيطة لا تستحق الجهد هم اللذين اختاروا هدر طاقاتهم وجهدهم في أمور ليست ذات فائدة . ومن هنا يكون التغافل فطنة والتجاهل حكمة وعدم الالتفات إلى نعيق الأصوات اختيار واع بالعيش في سلام. في مثل أي ضوضاء حولك من الحكمة ان تنشغل بنفسك وبالعمل الذي تود إنجازه فبينما من حولك يتصايحون كما الديكة تختار أنت أن تعمل في هدوء لتنجز أهدافك.

مشاركة :