شخص غير مرغوب فيه

  • 1/2/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

لو أن أحدا أمسك بيدك وأخذك على جنب وبدأ يتحدث معك في قضاياك الشخصية، وذكر بأنه وإن كان حديث عهد بمعرفته بك إلا أنه سمع من المقربين ما يكفي عن أحوالك، وأنه لو لم يكن يعزك ويريد لك الخير لما فاتحك في مثل هذه المواضيع الخاصة، حينها قد تتفهم خوفه عليك وتحاول إخفاء انزعاجك منه، ولكن هذا الشخص إذا ما تمادى أكثر وأصبح بمناسبة وبدون مناسبة يسدي النصح إليك حتى أمام الناس، وظهر لك بأنه يحاول أن ينصب نفسه وصيا عليك أو يلمع صورته على حسابك أو يريد النيل منك لغرض في نفسه، فإن صبرك سينفد يوما وستصرخ بوجهه قائلا: يا أخي تراك غثيتني، خلك بمشاكلك أبرك لك، ومن اليوم ورايح لا أعرفك ولا تعرفني!؟ هذا الشخص الغثيث يشبه إلى حد كبير بعض الكتاب الذين قد يأتون إلى هذا الأرض لطلب العيش، ثم نجدهم بعد فترة ينتقدون ويحللون ويتدخلون في شؤوننا وقضايانا الداخلية؛ مثل قضايا قيادة المرأة للسيارة، إضافة إلى مدحهم أو إساءتهم لبعض التيارات والأحزاب ودعوتهم لها أو عليها بشكل علني، ما يجعل الواحد منهم في نظرنا (شخص غير مرغوب فيه). لا يمكن لي ــ ككاتب ــ وتحت أي ظرف أن أدعو إلى حجب أو تقييد حرية الرأي، ولكنني ــ في الوقت ذاته ــ أؤمن تماما بالمثل الشعبي القائل (يا غريب كن أديب)، وإذا ما افترضنا حسن النية (وهو الأصل)، فإن أي إنسان يأتي إلى هذه البلاد المباركة لم يكن ليختارها دونا عن بقية دول العالم لو لم يجد فيها الأمن والأمان الذي يحلم به والمعاملة الطيبة التي ستشعره بالاستقرار الذي فقده ومصدر الرزق الذي سيوفر له ولعائلته الحياة الكريمة، فما له ــ إذا ــ وما لقضاياها الداخلية؟! لماذا لا يلتفت فقط إلى الوسيلة والغاية التي جاء من أجلها؟! لماذا لا يترك عنه التدخل في ما لا يعنيه؟! أم أنه حقق كل أحلامه وأعجبته نفسه وبات ينظر إلى الأعلى؟! لم يكن هذا المقيم وحده من أجبرنا على وضع علامات الاستفهام والتعجب حول مواقفه الغريبة من قضايانا، هناك من فرشت له الأرض سجادا وأحيطت بأكاليل من الزهور لمظهره المتدين ولسانه الذي لا يفتأ عن ذكر الله، لنجده بعد أن اطمأنت إليه قلوبنا يغرر بأبنائنا ويحثهم على ما أسماه جهادا في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل!؟ وهناك أيضا من ولدوا على هذه الأرض الطاهرة ومن فرط الثقة فيهم منحوا الجنسية السعودية، ولكنهم ما أن وضعوها في جيوبهم حتى ظهروا علينا بدعوات وآراء متشنجة لا نرى هدفا أو مصلحة لها إلا زعزعة الأمن وتأليب الرأي العام، كونها تأتي في أوقات مستعرة لتصب الزيت على الشقاق فتزيده اشتعالا!؟ مما يجعلنا نطالب بتطبيق أقصى العقوبات في حقهم.

مشاركة :