بعد هجوم الأهواز..مجرد تصعيد أمريكي إيراني أم دفع نحو حرب إقليمية؟

  • 9/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران أصبحت مألوفة، ولكن الهجوم الأخير الذي استهدف الأهواز جدد السؤال حول إمكانية تحول الملاسنات السياسية إلى حرب حقيقية، وحول الأدوات المتوفرة لدى كل من الطرفين للضغط والمناورة. إلى جانب الحصيلة الدموية الثقيلة التي أسفر عنها هجوم الأهواز، حمل توقيت الهجوم دلالات مهمة على عدة أصعدة. فالهجوم الذي أودى بحياة 29 شخصاً وجرح العشرات، جاء خلال استعراض عسكري لذكرى الحرب الإيرانية العراقية، وهي حرب يعاد استحضارها اليوم في سياق الحديث عن التوتر بين إيران ومحيطها العربي. الهجوم أتى أيضاً في وقت تسوده التهديدات والتحديات المتبادلة بين إدارة الرئيس ترامب والقيادة الإيرانية وفي ظل تصعيد بين البلدين بلغ أعلى درجاته منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، وقبيل اللقاء السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الأول بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. الهجوم الذي تلته ملاسنات سياسية بين واشنطن وطهران، جدد السؤال حول إمكانية انزلاق طهران من حرب كلامية إلى حرب حقيقية مع واشنطن. شارك الآلاف في تشييع هجوم الأهواز الذي أودى بحياة 29 وجرح العشرات واشنطن تنتهج سياسة مزدوجة إزاء طهران التصعيد الكلامي بين واشنطن وطهران أصبح مسلسلاً متعدد الحلقات منذ تغير الإدارة الأمريكية، فمنذ وصوله إلى البيت الأبيض لم يفوت الرئيس دونالد ترمب فرصة لتوجيه انتقادات لاذعة ضد طهران وصلت في كثير من الأحيان حد التهديد المباشر. وفي مايو الماضي أعلن الرئيس الأمريكي انسحاب بلاده بشكل أحادي الجانب من الاتفاق الذي كان قادة الدول الغربية قد توصلوا إليه مع إيران حوال برنامجها النووي عام 2015. منذ ذلك الحين توالت العقوبات الأمريكية الاضافية ضد إيران، بالإضافة إلى التهديدات التي بات يوجهها ترامب لمن يتعامل مع إيران وكان آخرها تغريدة وجهها الشهر المنصرم قائلاً "كل من يتعامل تجاريا مع إيران لن يتعامل تجاريا مع الولايات المتحدة." ولكن وفي الوقت نفسه يبدو أن الولايات المتحدة تتبع مع إيران سياسة مزدوجة يمكن وصفها بسياسة العصا والجزرة، فقبل أسابيع أعلن الرئيس الأمريكي عن رغبته لقاء ممثلين عن القيادة الإيرانية، الأمر الذي رفضته إيران بشدة. في حوار أجرته DW عربية مع الدكتور عماد عبد الهادي المحلل السياسي من واشنطن قال إن في الإدارة الأمريكية الجديدة من يريد تغيير النظام الإيراني عن طريق خنق الاقتصاد، وهو الأمر الذي سيبدو واضحاً ابتداء من أكتوبر، عند بدء تنفيذ الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران والتي تستهدف النفط الإيراني. وأضاف عبد الهادي أن الرئيس الأمريكي، وبناء على تصريحاته وعلى المعلن من السياسة الأمريكية، على استعداد رغم ذلك للجلوس مع القيادة الإيرانية على طاولة الحوار للتوصل إلى اتفاق جديد "أكثر شمولاً من الاتفاق القديم ويشمل ملفات أخرى منها برنامج الصواريخ البالستية والنفوذ الإيراني في المنطقة"، ولكنه أضاف أن إيران في مأزق حقيقي، فبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق السابق، ترى إيران من الصعوبة بمكان أن تجلس مع الإدارة الأمريكية للتفاوض على اتفاق جديد، "وهي التي لم تلتزم بالاتفاق السابق." هذا بالإضافة إلى انقسام حصل في النظام الإيراني، حسب عبد الهادي، بين المحافظين والإصلاحيين حول كيفية التعامل مع الإدارة الامريكية وخاصة مع الرئيس ترامب. "فالمحافظون يرون بأن ترامب لن يحافظ على أية وعود". في أيار/مايو الماضي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق النووي الإيراني ليتصاعد التوتر بعد ذلك بين واشنطن وطهران بشكل كبير حدود المناورات الإيرانية لم يمض وقت طويل على هجوم الأهواز حتى توالت تصريحات المسؤولين الإيرانيين ليس فقط لإدانته بل أيضاً لتوجيه أصابع الاتهام إلى الفاعل. فعلى الرغم من أن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن الهجوم، غير أن التصريحات الرسمية الإيرانية وكان آخرها تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني وجهت الاتهام بشكل مباشر إلى الولايات المتحدة التي قال روحاني إنها تقوم بتحريض "الدول الصغيرة المأجورة في الإقليم(المنطقة)" من دون أن يحدد أسماء هذه الدول مؤكداً أن بلاده لن تمرر الجريمة من دون رد. في حوار له مع DW  رأى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإيرانية في أتلانتيك كاونسل في واشنطن، هولي داغريس، أن التهديدات الإيرانية "ليست جديدة"، وأضاف "لقد رأينا تهديدات مشابهة لها تجاه إسرائيل بعد قيام الأخيرة باستهداف مطار طيفور في سوريا". مستنتجا قوله: "لنر فيما إذا كانت إيران ستنفذ تهديداتها، أم أنها تريد فقط استعراض القوة بعد تعرضها لهجوم الأهواز". عماد عبد الهادي ذهب أبعد من ذلك وتحدث عن التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، وأشار إلى الاستعداد الأمريكي لذلك خاصة بعد المناورات العسكرية التي أجراها الأمريكيون في الخليج، وأضاف عبد الهادي أن "التوتر مرشح للتصاعد، والولايات المتحدة الأمريكية لن تقبل بأقل من انسحاب إيران من الدول العربية المتواجدة فيها وخاصة سوريا والعراق". وعلى الصعيد الاقتصادي، فستكون بيضة القبان موقف الأوربيين وقدرتهم على المناورة لتجنب العقوبات الأمريكية للمحافظة على نشاطهم الاقتصادي في ومع إيران، وستبين الساعات القادمة وما سيحملها الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة - والذي خصص جزء كبير منه لبحث الملف الإيراني- مدى الضغط الذي سيكون على طهران التعامل معه خلال الأشهر المقبلة. ميسون ملحم

مشاركة :