حزب العمال البريطاني يبقي الباب مفتوحا أمام البقاء في الاتحاد الأوروبي

  • 9/25/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أبقى المتحدث في حزب العمال البريطاني لشؤون بريكست، كير ستارمر، الثلاثاء، الباب مفتوحا أمام بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي، مشددا على أنه يجب عدم استبعاد خيار البقاء في حال إجراء استفتاء ثان حول خروج البلاد من التكتل الأوروبي. وصرح ستارمر، في المؤتمر السنوي للحزب اليساري، أنه يجب إتاحة خيار إجراء تصويت ثان على العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، في محاولة منه لرأب الصدع بشأن بريكست داخل الحزب اليساري. ويعارض العديد من الشباب وسكان المدن والأعضاء الجدد في حزب العمال بشدة الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولكن الناخبين الأكبر سنا وأبناء الطبقة العاملة من معاقل الحزب التقليدية يؤدون الخروج. وقال أمام المشاركين في المؤتمر الذي جرى في ليفربول شمال غرب إنجلترا، “صحيح أن البرلمان له الكلمة العليا” حول أي اتفاق بشأن بريكست تبرمه الحكومة مع بروكسل، ولكن إذا أردنا كسر الجمود فيجب أن تشتمل خياراتنا إجراء حملة لتصويت عام، ولا أحد يستبعد خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي”. وقوبل تصريحه بصيحات الابتهاج والتصفيق الحار من المشاركين في المؤتمر، الذي يحاول الحزب استغلاله لرأب الانقسامات داخله بشأن بريكست. ولم تكن تلك التصريحات مدرجة في النص الرسمي لكلمته التي تحصل على موافقة زعامة الحزب. وحاول زعيم الحزب جيرمي كوربين، المتشكك في الاتحاد الأوروبي، حتى الآن عدم الإدلاء بتصريح واضح بشأن بريكست. وتقول رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، التي استبعدت خيار إجراء استفتاء ثان، إن مغادرة التكتل دون اتفاق هو البديل الوحيد لخطتها التي ستبقي بريطانيا قريبة من الاتحاد على الصعيد التجاري. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فسيحصل انفصال قاس ابتداء من مارس/ آذار 2019، أما إذا تم التوصل الى تسوية، فستبدأ فترة انتقالية حتى أواخر 2020 مع عواقب أقل قسوة على المؤسسات والسلطات على حد سواء. وأكد ستارمر، أنه إذا توصلت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى اتفاق مع بروكسل للخروج من الاتحاد الأوروبي لا يرضي حزب العمال، وهو الأمر الذي قال أنه يبدو مرجحا بشكل متزايد، فسيصوت الحزب ضد الاتفاق في البرلمان. وهذا ما سيزيد من احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، إذ أن تيريزا ماي لا تملك سوى غالبية ضئيلة في البرلمان وإن صوت العماليون ضد خطة بريكست، فستحتاج إلى دعم جميع نواب كتلتها، وهو أمر مستبعد على ضوء الانقسامات داخل المحافظين. ويهدد مثل هذا السيناريو ببلبلة العملية برمتها وإثارة فوضى داخل الحكومة. وقال ستارمر، أن حزب العمال طالب بانتخابات عامة كخيار أول في محاولة لكسر أي جمود في البرلمان بشأن بريكست، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنا فيجب الإبقاء على الخيارات الأخرى مفتوحة بما فيها إجراء حملة لاستفتاء ثان. وقال ستارمر، “نحن لا نقبل أن يكون الخيار بين أي شيء تتمكن رئيسة الوزراء من التوصل إليه أو عدم التوصل إلى اتفاق”. وفي وقت لاحق من مساء الثلاثاء، سيصوت الحزب رسميا على مذكرة تبقي “كل الخيارات مطروحة” من بينها تنظيم استفتاء ثان. وتقررت صيغة هذه المذكرة الإثنين بعد خمس ساعات من المناقشات المكثفة، وأثارت خيبة الكثيرين من الناشطين الذين كانوا يتمنون أن تتضمن تأييدا واضحا لعملية تصويت جديدة على اتفاق بريكست النهائي، بما يتضمن إمكانية البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي. وتعليقا على كلمة ستارمر، قال عدد من أعضاء الحزب والشخصيات السياسية بالبلاد إن ستارمر خلق نوعا من التوازن. وقال جون لانسمان، مؤسس حركة مومنتم الشعبية المؤدية لكوربن والتي تلقى قبولا متزايدا في أوساط حزب العمال، لفرانس برس إن “الحل الوسط الذي توصلنا إليه اليوم يعد وسيلة جيدة لتوحيد الحزب. اعتقد أنه أبقى على كل الخيارات على الطاولة”. وأضاف “نريد ان نترك الناس ليقرروا مستقبل البلاد، أفضّل أن أفعل ذلك عبر انتخابات عامة”، وأكد “مغادرة الاتحاد الأوروبي وخصوصا المغادرة دون اتفاق ستكون كارثية”. وقال النائب ديفيد لامي “لقد كانت هذه معركة طويلة عبر أشهر عديدة وسنوات عديدة وأعتقد أننا وصلنا لنقطة ما”، وتابع أن خطاب ستارمر “تمكن بنجاح من جمع عائلة (حزب) العمل سويا”. وحضر العديد من أعضاء الحزب صغار السن المؤتمر وهو يحملون حقائب كتب عليها “نحب كوربن، نكره بريكست”، وهي كلمات تعكس الانقسام العقائدي داخل الحزب، وقد ساهمت فيه سياسة رئيسه جيريمي كوربن الذي اقتصرت أجندته حتى الآن على المسائل الاجتماعية الاقتصادية، وهي مسائل توافقية. لكن مع دخول المفاوضات حول بريكست مرحلتها الأخيرة، سيتحتم على العماليين وضع استراتيجية واضحة. وقال جان هاريس البالغة 41 عاما “لقد كنت ممتنة حقا لسماع أن البقاء (في الاتحاد الأوروبي) لا يزال خيارا”. وتابعت أن إجراء “استفتاء هو الخيار المعقول الوحيد”، أما باتريشيا دالي البالغة 67 عاما فقد أكدت أنه “لم يعد هناك انقسام” داخل الحزب، وقالت العمالية المنتمية لروشداليفي شمال غرب إنجلترا “الناس الذين صوّتوا لمغادرة الاتحاد الأوروبي سيحصلوا على فرصة ليصوتوا بالمغادرة مجددا، بالنسبة ليّ، الأمر أكثر ديمقراطية حين نسأل الناس أن يؤكدوا أو يغيروا رأيهم”.

مشاركة :