الاتحاد الأوروبي يبقي الباب مفتوحا أمام لندن للتراجع عن الانسحاب الاتحاد الأوروبي يترك الباب مفتوحا أمام البريطانيين إذا قرروا العدول عن قرار بريكست مع التأكيد على انتزاع عدد من الامتيازات التي تتمتع بها لندن في وضعها الحالي قبل بريكست، يأتي هذا في ظل صعوبات كبيرة تواجهها رئيسة الوزراء بعد نتائج الانتخابات ما يعقد مهامها في تحقيق أهدافها ومنها خروج صعب.العرب [نُشر في 2017/06/15، العدد: 10664، ص(5)]ملفات صعبة بروكسل - يكثف الأوروبيون من ضغوطهم على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تواجه مشاكل سياسية كبيرة عقب النتائج المخيبة للآمال في الانتخابات. ويستثمر الأوروبيون حالة عدم الإجماع الشعبي والسياسي في المملكة المتحدة على انسحاب لندن من الاتحاد الأوروبي وتوسع دائرة الرفض لبريكست، في تضييق الخناق على مخططات ماي بخروج صعب وذلك من خلال التلويح بإمكانية بقاء لندن في الاتحاد. وأعلن ممثل البرلمان الأوروبي في مفاوضات بريكست غي فيرهوفشتاد أن الاتحاد الأوروبي سيبقي الباب مفتوحا لبريطانيا من أجل العودة إلى الاتحاد، لكن بشروط أسوأ من تلك التي في متناولها الآن. وبعد يوم على إعلان فرنسا وألمانيا أن بإمكان بريطانيا العدول عن بريكست إذا أرادت ذلك، قال فيرهوفشتاد إن الحسومات على مساهمات بريطانيا المالية في الموازنة وخيارات الانسحاب من القوانين الأوروبية ستختفي في حال فعلت ذلك. وقال فيرهوفشتاد في كلمة أمام البرلمان الأوروبي “الثلاثاء تحدث الرئيس الفرنسي عن باب مفتوح، وقال إذا غيرت بريطانيا رأيها فإنها ستجد بابا مفتوحا”. وأضاف “أستطيع القول إني أوافق، أنا لا أتعارض معه، لكن كما في بلاد العجائب، ليست كل الأبواب هي نفسها”. وتابع “سوف يكون هناك باب جديد مع أوروبا جديدة، أوروبا دون تخفيضات مالية ودون تعقيدات، موحدة وبقوة حقيقية”. وتتحصل بريطانيا حاليا على مليارات من اليورو كحسومات على مدفوعاتها لموازنة الاتحاد، كما تملك خيار الخروج في سلسلة من المواضيع، مثل الانضمام إلى العملة الموحدة.وستكون للبرلمان الأوروبي، الذي عين رئيس الوزراء البلجيكي السابق فيرهوفشتاد ممثلا له في ملف بريكست، الكلمة الأخيرة في أي اتفاق على خروج بريطانيا.غي فيرهوفشتاد: سيكون هناك باب جديد مع أوروبا جديدة، أوروبا دون تخفيضات مالية وفيما تصر رئيسة الوزراء البريطانية على التزامها بنتائج استفتاء العام الماضي حول خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي، فإن نتائجها الكارثية في الانتخابات مؤخرا أثارت أسئلة جديدة حول كيفية أو حتى إمكانية خروج بريطانيا. وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مع ماي في باريس الثلاثاء إنه “بالطبع سيكون الباب دائما مفتوحا طالما أن المفاوضات حول بريكست لم تنته”. وفي وقت سابق أبدى وزير المالية الألماني وولفغانغ شويبله ملاحظات مشابهة حول إمكانية بقاء بريطانيا داخل الاتحاد. وكان من المقرر أن تبدأ في 19 يونيو مفاوضات الخروج، لكن يبدو أن ذلك لم يعد مرجحا فيما تحاول ماي عقد صفقة للبقاء في منصبها. وقال الألماني مانفريد فيبر رئيس حزب الشعب الأوروبي إن ماي لا تملك “غالبية” الآن من أجل “بريكست صعب” تغادر فيه بريطانيا الاتحاد دون اتفاق على شروط الطلاق، أو حول العلاقات المستقبلية. واعترف نايجل فاراج الرئيس السابق لحزب الاستقلال البريطاني بأنه بعد الكارثة الانتخابية لماي فإن بريطانيا في “موقف ضعيف جدا” في المفاوضات، لكنه حذر من التراجع عن بريكست، مضيفا أن “الحقيقة الوحيدة في هذه الفوضى هي أننا سنخرج”. وواصلت ماي الأربعاء المفاوضات للتوصل إلى اتفاق مع الحزب الديموقراطي الوحدوي الأيرلندي الشمالي من أجل استعادة غالبيتها المطلقة واحترام الجدول الزمني لبريكست، لكن من غير المرتقب الإعلان عن أي اتفاق على الفور. وبعدما خسرت غالبيتها المطلقة بنتيجة الانتخابات التشريعية في 8 يونيو التي دعت إليها لتعزيز موقعها في مواجهة العماليين، اضطرت ماي في الواقع إلى السعي للتحالف مع هذا الحزب الأيرلندي الشمالي الصغير الذي سيتيح نوابه العشرة لها أن تبلغ الغالبية المطلوبة في البرلمان والمتمثلة بـ326 مقعدا. وقال ناطق باسم الحزب الوحدوي إن المفاوضات الجارية منذ عدة أيام “متواصلة لكني أعتقد أن ما يحصل في لندن اليوم ترك أثرا على الأرجح”، في إشارة إلى الحريق الكبير الذي التهم برجا سكنيا في غرب لندن ليلا موقعا ستة قتلى على الأقل و74 جريحا بينهم 20 في حالة حرجة. وعقد أول لقاء بين رئيسة الوزراء البريطانية وأرلين فوستر زعيمة الحزب الوحدوي الديمقراطي بعد ظهر الثلاثاء دون التوصل إلى اتفاق. ووصفت ماي المحادثات بأنها “مثمرة”، من جهتها قالت فوستر “آمل في أن نتمكن من التوصل إلى نتيجة في أسرع وقت ممكن”. وأكدت صحيفة “ذي غارديان” إن الاتفاق قد أنجز “بنسبة 95 بالمئة”. وسيكون على ماي أن تستعيد غالبيتها في أسرع وقت ممكن وتطلق عملها الحكومي مجددا لكي تتمكن من خوض مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي. وحرصت ماي التي تتعرض لضغوط من القادة الأوروبيين من أجل إحراز تقدم في هذا الملف، على الطمأنة قائلة من باريس الثلاثاء إن “الجدول الزمني لمفاوضات بريكست باق على حاله وسيبدأ الأسبوع المقبل”. وعلى الصعيد الوطني، تثير معارضة الحزب الوحدوي لزواج مثليي الجنس والإجهاض استياء، في حين تعبر ايرلندا عن قلق من أن يؤدي مثل هذا التحالف إلى تهديد التوازن الهش للسلطة السائد في أيرلندا الشمالية. وندد زعيم الحزب العمالي جيريمي كوربن أيضا بمحاولة الائتلاف هذه قائلا إنها ستشكل “تحالف الفوضى”. وحاولت ماي احتواء هذه المخاوف ووعدت بأن حكومتها “ستكون وفية بالكامل” للتعهدات التي قطعت حيال أيرلندا الشمالية. وسيكون على ماي وفوستر أيضا أن يوفقا بين وجهتي نظرهما حيال بريكست، فرئيسة الحكومة البريطانية تدعو إلى بريكست بشروط “مشددة” تشمل بشكل خاص الخروج من السوق الأوروبية الموحدة فيما يدعو الحزب الوحدوي في المقابل إلى بريكست “مخفف” لتجنب العودة إلى حدود فعلية مع جمهورية أيرلندا. ودخل رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون على خط الجدل معتبرا في حديث لصحيفة “فايننشال تايمز” أنه على ماي أن “تلطف” من مقاربتها حول بريكست وأن توكل المزيد من المسؤوليات للبرلمان.
مشاركة :