أقامت جمعية وطني البحرين مساء أمس الأول محاضرة بعنوان «تعزيز ثقافة الهوية الوطنية» تحت رعاية رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح، وتحدث في المحاضرة الدكتور عبدالله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني بدولة الامارات العربية المتحدة، مستعرضا تجربة الإمارات في تعزيز ثقافة الهوية الوطنية. وفي بداية اللقاء أكد رئيس مجلس الشورى ان الوعي بالهوية الوطنية والاعتزاز بها له اثار عظيمة تنعكس على المجتمع وعلى الوطن بشكل عام، فهي حائط الصد الأول في وجه المتربصين بالوطن وبها يقوى المجتمع بالشكل الذي يصعب اختراقه. وذكر ان المتربصين كثر وليسوا في البحرين فقط بل في جميع دول مجلس التعاون الخليجي المستهدف، مشددا على ضرورة تفويت الفرصة على كل من يحاول زعزعة الامن والاستقرار في هذا البلد الآمن عبر الوحدة الوطنية وان تكون الهوية الوطنية واضحة للجميع وان نعززها بداية من الطفل والمدارس وفي كل المجالات والمهن. بدوره أشار الدكتور عبدالله محمد الريسي إلى ان العالم يواجه وفق تقرير موسوعة التحديات العالمية خطر اضعاف الهوية الوطنية كونها مجتمعات واسعة ومفتوحة على بعضها البعض حيث يجب على الجميع التعاون لدعم وحماية الهوية الوطنية وتعزيزها ونشرها. وأضاف أن خطر اضعاف الهوية الوطنية تتمثل في تحديات امنية وجيوسياسية واجتماعية وتحديات ثقافية، لافتا إلى ان الأرشيف الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة يعمل على تعزيز الهوية الوطنية عبر مبادرات وطنية سنوية وبرامج للحفاظ على التراث الثقافي وتقديم المعلومات الموثقة والأمنية لمتخذي القرار وعامة الناس ولتعزيز روح الانتماء والهوية الوطنية. وأوضح أن الأهداف الاستراتيجية لمؤشر الهوية الوطنية تتمثل في تعزيز القيم الوطنية الإيجابية والتحلي بمكارم الاخلاق وتقوية ركائز التكافل والتلاحم والسعادة في المجتمع الاماراتي وتقوية الوعي الوطني بمفهومي الانتماء للوطن والولاء للقيادة وإبراز دور الآباء المؤسسين والاحتفاء بهم وبالموروث الوطني، وتعزيز التجانس الثقافي للدولة بأصولها التاريخية وأبعادها العربية والإسلامية الأصيلة والتركيز على استخدام اللغة العربية والاعتزاز بها وترسيخ قيم التسامح، وترسيخ القيم الأصيلة المتوارثة وتمكين استدامتها وتعزيز دور الرموز الوطنية في ترسيخ الهوية الوطنية وجعل الأحداث التاريخية الوطنية رمزا للاعتزاز بالانتماء للوطن والتركيز على التراث المادي والمعنوي كعناصر أساسية في اكتمال منظومة الهوية الوطنية. واستعرض الريسي القطاعات المستفيدة من مشاريع الهوية الوطنية والتي تتمثل في القطاع المجتمعي والقطاع الحكومي والقطاع التعليمي، كما تطرق إلى الأهداف الاستراتيجية للمبادرات الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة لتنمية الهوية الوطنية وهي مبادرة الاتحاد في الضمير الوطنية والتي تهدف إلى تقوية الوعي الوطني بمفهومي الانتماء للوطن والولاء للقيادة وإبراز دور الآباء المؤسسين والاحتفاء بهم وبالموروث الوطني وترسيخ القيم الأصيلة والمتوارثة وتمكين استدامتها وتعزيز دور الرموز الوطنية في ترسيخ الهوية الوطنية. ومبادرة الترويج للتاريخ الإماراتي والتي تهدف إلى تعزيز التجانس الثقافي للدولة بأصولها التاريخية وأبعادها العربية والإسلامية والتركيز على اللغة العربية وترسيخ قيم التسامح والاعتزاز بالأحداث التاريخية للانتماء للوطن والتركيز على التراث المادي والمعنوي بمنظومة الهوية الوطنية. من جهته قال رئيس مجلس إدارة جمعية وطني البحرين فواز أحمد سليمان ان التطرق لمسألة الهوية الوطنية وتعزيز الثقافة حولها، هي مسألة في غاية من الأهمية، فأوطاننا اليوم أصبحت تواجه تحديات جديدة مرتبطة أساسا بالتحولات الفكرية والآيديولوجية التي طالت مجتمعاتنا العربية عموما والخليجية خصوصا منذ نهاية القرن الماضي.
مشاركة :