وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك أمس، حيث يشارك الخميس في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ويلقي خطاباً مرتقباً يحدد فيه معالم المرحلة المقبلة. ويتزامن ذلك مع فعاليات شعبية ورسمية تشير إلى التفاف داخلي حول جهوده الدولية الرامية إلى انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني؛ ولعلّ إحدى أبرز هذه الخطوات المؤازرة، عقْد اجتماع للمجلس الوطني في العاصمة الأردنية عمّان، اعتبرته حركة «حماس» بلا قيمة. وقال القيادي في «حماس» سامي أبو زهري إن اجتماع المجلس الوطني المتزامن مع خطاب عباس هو «محاولة يائسة للبحث عن شرعيات شكلية»، وهو «بلا قيمة في ظل مقاطعة كبرى الفصائل الفلسطينية». وكان رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني خالد مسمار أعلن في حديث إلى إذعة «صوت فلسطين» الرسمية صباح أمس، أن المجلس سيعقد اجتماعاً في عمّان الخميس، للأعضاء الموجودين في الأردن، تزامناً مع خطاب عباس أمام الجمعية العامة «وذلك دعماً وتأييداً لسيادته الذي يدافع عن شعبنا الفلسطيني في أماكن وجوده كافة». ولفت مسمار إلى أن «جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير ستعقد الشهر المقبل عقب عودة الرئيس من الأمم المتحدة، بهدف تقييم الوضع، والنظر في قرارات المجلس المركزي في دورته السابقة، وكيفية تطبيقها»، كما «ستبحث في التواصل المستمر مع الدول التي تقف وستقف إلى جانبنا لحشد مزيد من التأييد، إضافة إلى تمكين التلاحم مع دول الجوار وخصوصاً الأردن وزيادة التعاون في شتى المجالات، خصوصاً الاقتصادية، للتخلص من الهيمنة الإسرائيلية، كذلك بحث التوسع في المواجهة الجماهيرية مع الاحتلال، خصوصاً في القدس. وأكدت فصائل الائتلاف الوطني الديموقراطي الفلسطيني، التي تضم «جبهة النضال الشعبي الفلسطيني»، و «جبهة التحرير الفلسطينية»، و «جبهة التحرير العربية»، و «الجبهة العربية الفلسطينية»، أنها تقف خلف عباس في «معركة انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني». وأفادت الفصائل في بيان عقب اجتماع لها أمس في مكتب «الجبهة العربية الفلسطينية» في مدينة غزة، بأن «عباس ذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حاملاً هموم شعبه ومطالبه من العالم في وجه تغوّل وبلطجة الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال، ليعبّر عن موقف كل الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه الثابتة والمشروعة، وهو ما يقتضي من الكل الفلسطيني بتوجهاته السياسية والأيدلوجية المختلفة، تحييد خلافاتنا الداخلية والوقوف خلف الرئيس في هذه المعركة التاريخية التي يخوضها شعبنا في هذه المرحلة المفصلية، وإلا فإن التاريخ لن يرحم كل من تقاعس أو فرّط». وانضمت الفصائل إلى المجلس الثوري لـ «فتح» في دعوة الجماهير الفلسطينية إلى تكثيف الفعاليات الشعبية المؤيدة لعباس، والتجمع في الميادين الرئيسة للمدن بالتزامن مع خطابه الخميس، دعماً لما يمثله من شرعية وطنية. رسالة إلى الأسد كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لحزب «الشعب» بسام الصالحي عن «رسالة مهمة جداً» نقلها من الرئيس محمود عباس إلى نظيره السوري بشار الأسد، وسلّمها إلى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أول من أمس. وقال الصالحي في تصريح إلى صحيفة «الوطن» السورية، إن «الرسالة التي سلمتها من الرئيس محمود عباس إلى الرئيس السوري بشار الأسد، تأتي ضمن تحرك فلسطيني مهم يستهدف حماية حقوق شعبنا الوطنية، ومواجهة مساعي تصفية القضية الفلسطينية»، لافتاً إلى أن رسالة مشابهة سيجري تسليمها إلى الرئيس اللبناني ميشال عون. ووصف الصالحي لقاءه المقداد بأنه «كان ناجحاً جداً، ويعكس مدى العلاقة الفلسطينية-السورية». وقال إنه «رسالة مهمة جداً، ويعطي أفقاً لمواجهة التحديات المقبلة على مستوى المنطقة». وأضاف: «تحدثنا عن أهمية تنسيق المواقف المشتركة تجاه العديد من القضايا التي تواجه الشعب الفلسطيني، والأمة العربية بصورة عامة». وكشف عن اقتراحات فلسطينية طُرحت خلال اللقاء «في إطار الرؤية المشتركة للأخطار المحدقة بالمنطقة، بما فيها ما يجري ترتيبه في شأن صفقة القرن»، مؤكداً أن سورية «هي المحور الأساس» في إطار تحركنا لحماية حقوق الشعب الفلسطيني. ووصف الصالحي بالـ «واهم»، من يعتقد بأن الشعب الفلسطيني لا يمتلك الخيارات في الدفاع عن حقوقه الوطنية، ومواجهة المخططات التي تستهدف مشروعه الوطني.
مشاركة :