يُعد كتاب «آر تي في RTV البحرين - حكاية أول تلفزيون ملون وتجاري في الخليج العربي» أول تجربة إعلامية لتوثيق وتأريخ مسيرة انطلاقة أول بث تلفزيوني في مملكة البحرين وأول تلفزيون ملوّن في الخليج العربي عبر شركة راديو وتلفزيون البحرين الأمريكية (RTV) التي أسست بموجب أمر أميري في مايو 1972، وانطلق بثها في 9 سبتمبر 1973 قناة تجارية استثمارية. الكتاب الذي أسهم في تأليفه كل من الإعلامي مهند سليمان النعيمي والإعلامي نبيل راشد بوهزاع، في أول مشروع مشترك لهما، يكشف ويوثق حقائق ومعلومات وصور تاريخية تنشر للمرة الأولى حول أول تجربة تلفزيونية في مملكة البحرين، وحكاية الخطوات الأولى للتأسيس والعقبات التي واجهتها القناة. ويتناول الكتاب بين صفحاته مرحلة ما قبل تأسيس وانطلاقة «قناة RTV البحرين» وكيف كانت علاقة أهل البحرين بتلفزيونات دول المنطقة «الظهران، وأرامكو، والدمام، والكويت» بالأبيض والأسود، وأبرز البرامج المتابعة لديهم، وكيفية دخول جهاز التلفزيون إلى بعض المناطق عبر الوجهاء ورجال الأعمال في البحرين، إلى جانب عدد من القصص التي شهدتها تلك الحقبة مع دخول التلفزيون «الساحر» إلى البيوت. ويكشف الكتاب أيضا كيف استطاع رجل الأعمال البحريني محمد بن عبدالله المناعي الذي كان عضوا ممثلا لشركة المناعي الهندسية ووكيلا لتلفزيونات «باي» في البحرين، الاتفاق مع أحد رجال الأعمال الأمريكيين لافتتاح أول محطة تلفزيون ملوّن في الخليج العربية انطلاقا من البحرين، وكيف حظي هذا المشروع بدعم من قبل سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء عندما كان يتولى مسؤولية وزارة الخارجية ووزارة الإعلام بالوكالة. كما ينقل الكتاب بين تفاصيله شهادات حية بالصور لمن عاصروا مرحلة التأسيس والانطلاقة، وكيف كانت القناة تعمل بسواعد بحرينية 100% باستثناء الطاقم الإداري الأمريكي للشركة، بكاميرا واحدة وباستديو صغير جدا وبإمكانات فنية بسيطة، وكيف انتجت عددا محدودا من البرامج المحلية، كما حرص الكتاب على توثيق الأسماء التي أسهمت وشاركت في هذه اللحظة التاريخية لانطلاقة التلفزيون في البحرين؛ عرفانا وامتنانا لها. وخصص الكتاب فصلا للخطة البرامجية لقناة «آر تي في - البحرين» وأبرز البرامج المحلية التي تم تقديمها على الشاشة، وأول المذيعين والمذيعات الذي ظهروا على شاشة التلفزيون، وأبرز الصعوبات والتحديات التي كانت تواجه تقديم نشرات الأخبار وتصوير الأخبار المحلية، الأمر الذي كان يضطر أحيانا العاملين في القناة للسفر إلى لندن أو السعودية لتحميضها وبثها بعد أيام على الشاشة. كما سلط الكتاب الضوء على قصة نهاية القناة وفشلها في تلبية احتياجات الجمهور من البرامج المحلية البحرينية ونقل الأحداث وتقديم المحتوى الذي وعدت جمهورها به، واعتمادها على الجانب التجاري والبرامج المستوردة فقط، ما أدى إلى إفلاسها، الأمر الذي استوجب تدخل الدولة عبر وزارة الإعلام ممثلة بوزير الإعلام الأسبق طارق المؤيد في 1975 وشراء القناة وتحويلها إلى تلفزيون البحرين الرسمي 100% بعد أن كانت الحكومة تملك 20% فقط من تلفزيون الشركة الأمريكية. كما نشر الكتاب مجموعة كبيرة من القصاصات الصحفية والصور والإعلانات في ختام صفحاته التي أسهمت في توثيق قصة انطلاقة أول محطة تلفزيونية على أرض مملكة البحرين. وبحسب المؤلفين، فإنهما يعملان حاليا على استكمال اللمسات الأخيرة لكتاب جديد يتناول قصة تاريخ التلفزيون في البحرين منذ العام 1973 حتى 2018، ليكون بذلك أيضا أول كتاب يوثق مسيرة هذا الجهاز الإعلامي الوطني، ومن المتوقع إصداره خلال الأشهر القليلة القادمة، معبّرين عن خالص شكرهما وامتنانهما للدعم الذي يوليه وزير شؤون الإعلام علي بن محمد الرميحي لدعم الكتاب والمؤلفين البحرينيين في توثيق مسيرة الإعلام البحريني، وتذليل العقبات كافة أمام الباحثين والمؤلفين.
مشاركة :