المدينة المنورة-البلاد- واس دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود،حفظه الله، في جدة أمس الأول قطار الحرمين السريع خلال رعايته الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة واستقل، حفظه الله، القطار إلى المدينة المنورة . وجاء إنطلاق مشروع قطار الحرمين السريع وهو الأضخم في منظومة النقل العام بهدف تيسير وتسهيل التنقل بين العاصمتين المقدستين لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف . ومن هذا المنطلق حظى مشروع قطار الحرمين الشريفين بدعم لا محدود من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز،حفظه الله، لما يشكله القطاع خاصة من امتياز في جلب النمو الاقتصادي وخلق للفرص الاستثمارية والتجارية ودعم وتحفيز باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، وتحقيقًا لهذه الغاية فقد عملت الوزارة على التسريع بتفعيل مجموعة من المبادرات بما يتوافق مع تطلعات القيادة الرشيدة لتحقيق مكانة متميزة للمملكة، وتحقيق الرفاهية والعيش الكريم لأبنائها، حيث تحققت إنجازات عدة اتسمت بالشمولية والتكامل لمنظومة النقل، ارتبطت بتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. ويمثل مشروع قطار الحرمين السريع أحد العناصر المهمة في البرنامج التنفيذي لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية في المملكة المقرر من المجلس الاقتصادي الأعلى، والذي تضمن أن يتم تنفيذه بطريقة البناء والتشغيل والإعادة مشاركة القطاع الخاص(BOT) . وتكمن أهمية المشروع كونه يعتبر ضرورةً ملحةً في الوقت الحاضر لعدة اعتبارات من أهمها تنامي عدد الحجاج والمعتمرين عامًا بعد عام، فضلاً عن المعتمرين والزوار والمقيمين الذين يفدون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة طيلة أشهر السنة، وفي مواسم العطل والإجازات. وتأتي من أهم المميزات التي يجنيها هذا المشروع هو تخفيف الضغط والازدحام على الطرق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وكذلك محافظة جدة، كما يساهم في توفير الراحة والسرعة بطريقة آمنة حيث يحظى بأجود معايير الأمن والسلامة التي تتطلبها الطرق السريعة ، بالإضافة الى تطبيق معايير حماية البيئة من التلوث الذي ينتج مع ازدياد استخدام المركبات المختلفة على الطرق السريعة , كما يضمن المشروع تأمين صيانة وتشغيل المشروع وتوفير الطاقة الإضافية لمجابهة نمو الطلب طيلة فترة عقد التشغيل. ويعد مشروع قطار الحرمين السريع أنه أضخم مشروع نقل عام في الشرق الأوسط، كما يعتبر هذا المشروع الحيوي والاستراتيجي ضمن البرنامج التنفيذي لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية في المملكة العربية السعودية . ويتكون مشروع القطار من خمس محطات ركاب في كل من وسط جدة، ومطار الملك عبد العزيز بجدة، ومكة المكرمة والمدينة المنورة، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، كما يتميز المشروع بكونه فريدًا من نوعه، بالإضافة إلى أنه أول قطار كهربائي سريع في منطقة الشرق الأوسط، وما سيعود به من فوائد على كل مستخدميه من ضيوف ، كما أنه ساهم وبشكل فعال بدعم الصناعة والوظائف، وذلك يرجع إلى أنّ العدد الاكبر من العاملين بالمشروع البالغ عددهم نحو 5 الاف موظفاً وعاملاً في مختلف التخصصات هم من المواطنين السعوديين، وقد خضع بعضهم لتلقي سلسلة تدريبات مختلفة في أسبانيا ، خاصةً المهندسين وسائقي القطارات. وشهد مشروع قطار الحرمين طيلة الفترة الماضية تنفيذ 138 جسراً و 850 عبارة تصريف مياه للأمطار والسيول بالإضافة إلى أكثر من 60 مليون متر مكعب من أعمال الحفر ، و63 مليون متر مكعب من القطع الصخري والردم. في المقابل تم تصنيع وتوريد 35 قطار كهربائي حديث يتكون كل قطار من راسين محركين و ثلاثة عشر مقطورة و يستوعب كل قطار 417 راكب والتي سيتم تشغيلها بسرعة 300 كليو متر في الساعة , وكانت الجهات المنفذة لمشروع قطار الحرمين قد انتهت من كامل المسار على طول 450 كيلومتر بمسار سكة حديدية مزدوجة تربط بين مكة المكرمة بالمدينة المنورة مروراً بجدة ورابغ. وتضمنت أعمال المشروع تصميم وتنفيذ 4 محطات للقطارات في كل من مكة المكرمة و جدة و مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ و المدينة المنورة, وساهم مشروع قطار الحرمين الشريفين خلال فترة التنفيذ في منطقة مكة المكرمة بإعادة تأهيل 8 تقاطعات رئيسية بطريق الحرمين. ويأتي من أبرز إيجابيات المشروع تأمين وسيلة نقل سريعة ومريحة وآمنة للمواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام زوار المسجد النبوي الشريف ، والقضاء على العديد من الاحياء والمناطق العشوائية التي مر بها مسار المشروع اضافة الى توفير العديد من الوظائف للشباب من الجنسين , ومع بداية التشغيل الرسمي لمشروع قطار الحرمين الشريفين سوف تظهر الفترة الزمنية لكافة مسارات المشروع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بجدة ورابغ , حيث سوف تكون بين محطة قطار الحرمين بمكة المكرمة ومحطة جدة 21 دقيقة وبين محطة القطار بجدة والمطار 14 دقيقة , وبين مطار الملك عبدالعزيز الدولي ورابغ نحو 36 وبين محطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومحطة القطار بالمدينة المنورة نحو 60 دقيقة. ومر مشروع قطار الحرمين بمرحلتين هامتين الأولى أختصت بالأعمال المدنية والجسور والعبارات والبنى التحتية، وإنشاء المحطات، فيما أختصت المرحلة الثانية بإعداد المسارات والسكك والقطارات , من حيث تصنيعها وتوريدها وتركيبها وتشغيلها بمرافقها ومتطلباتها كافة، إلى جانب إعداد الأنظمة الكهربائية والميكانيكية. يذكر أنه سيتم تسيير 7 قطارات خلال ساعة واحدة من وإلى جدة، وقطارين بين مكة والمدينة وأربعة قطارات ما بين مكة ورابغ، كما أن القطار سيقوم بنقل نحو 20 الف راكب في الساعة الواحدة، فيما سينقل خلال 12 عاماً أكثر من مليارين و200 مليون راكب، وسيحقق 90% من عائداته خلالها، كما أنّ كثيراً من المواد المستخدمة في المشروع مصنعة محليًّا في مصانع قائمة بجدة والرياض وحائل، وعدا ذلك من الأجهزة التقنية تم استيرادها من الخارج. وبعد عمليات الإنشاء والتحضير التي استمر عليها المشروع تمت مؤخرًا بنجاح التجارب الأولية لتشغيل قطار الحرمين الشريفين في الوضع الثابت والمتحرك، خاصةً في محطتي المدينة المنورة ومكة المكرمة ورابغ، حيث أظهرت نجاحًا كبيرًا في تشغيل مسار القطار ومحطاته وجسم القطار ومركباته وخطوط السكك الحديدية. 6 محطات تحويل كهربائية: من جهة أخرى أكدت الشركة السعودية للكهرباء أن المشاريع الكهربائية الخاصة بقطار الحرمين السريع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة تم تنفيذها وفقاً لأحدث التقنيات في مجال صناعة الطاقة الكهربائية، مشيرةً إلى أنه تم إنشاء 6 محطات تحويل جهد 380 كيلو فولت لتعزيز موثوقية الخدمة الكهربائية للقطار الذي يُعد أكبر مشروع نقل عام من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. وقال الرئيس التنفيذي لـ “السعودية للكهرباء” المهندس زياد بن محمد الشيحة، إن التصميمات والإنشاءات الفنية للمشاريع الكهربائية لقطار الحرمين السريع أخذت في الاعتبار تعزيز الخدمة الكهربائية للقطار ومرافقه المختلفة، وفقاً لأحدث المواصفات العالمية، بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من مليار ونصف المليار ريال، مُعبراً عن فخره ومنسوبي “السعودية للكهرباء” في المشاركة بهذا الإنجاز الوطني الضخم لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام، إضافة إلى المواطنين والمقيمين. وأضاف: “تبلغ الأحمال الكهربائية لقطار الحرمين السريع 200 ميجا فولت أمبير، فيما تبلغ السعة الإجمالية لمحطات التحويل المغذية للقطار 720 ميجا فولت أمبير، منها ثلاث محطات في منطقة مكة المكرمة، والثلاثة الأخريين في منطقة المدينة المنورة”. ولفت المهندس الشيحة إلى أن محطات الركاب تتغذى على الجهد (13.8 ك ف)، ويتم تزويد محطة الركاب في مكة المكرمة بطاقة قدرها 22 ميجا فولت أمبير، ومحطة الركاب في جدة بطاقة قدرها 25 ميجا فولت أمبير، فيما يتم تزويد محطة الركاب بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية بطاقة قدرها 16 ميجا فولت أمبير، ومحطة الركاب في المدينة المنورة بطاقة قدرها 11 ميجا فولت أمبير. تقليص رحلة السفر البري إلى ساعتين: ففي ظل النقلة الكبيرة في حجم المشاريع التنموية التي تشهدها المملكة لتأسيس بنية تحتية للخطوط الحديدية، لم تغفل هيئة النقل العام والشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار” والمؤسسة العامة للخطوط الحديدة SRO أهمية توطين هذه الصناعة في خضم مضيها قدماً نحو إنجاز مشاريع النقل السككي بالمملكة، لا سيما مشروع قطار الحرمين، حيث سعت الهيئة مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لإنشاء معهد متخصص يُعنى بإيجاد قوى عاملة شابة سعودية مؤهلة تقنياً ومهنياً لإدارة وتشغيل وصيانة الشبكة وذلك عبر توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية بين شركة “سار” والمؤسسة لتأسيس المعهد السعودي التقني للخطوط الحديدية “سرب”. وأوضح مدير عام معهد “سرب” المهندس عبدالعزيز الصقير أن المعهد استعد بشكل مبكر لقطار الحرمين السريع، عبر تخصيص برامج تدريبية انخرط فيها 100 طالب سعودي، نصفهم في قسم قيادة القطارات السريعة، والنصف الآخر في قسم السلامة المرورية للخطوط الحديدية. فيما أكد معالي وزير النقل الدكتور نبيل بن محمد العامودي أن المملكة منذ أن أنعم الله على مؤسس هذا الكيان العظيم – الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بالإشراف على الحج عام 1344هـ، تتشرف وتفخر بخدمة ضيوف الرحمن. وأضاف في تصريح بمناسبة انطلاقة التشغيل الرسمي لقطار الحرمين السريع : إن التوجيه الكريم بمضاعفة الجهود لاستيعاب أكبر عدد من الحجاج والمعتمرين، وفق رؤية الوطن الطموحة 2030، كان السبب بعد عون الله وتوفيقه في إنجاز هذا المشروع الإسلامي الضخم، مشيراً إلى أن انطلاق تشغيله للمواطن والمقيم سيكون في الرابع من أكتوبر 2018م. وأوضح معاليه أن قطار الحرمين يمثل الفكرة التي رعى غرسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، لحين أثمرت هذا الإنجاز، حيث حرص – أيده الله – على إنجازها وتسهيل كل الصعوبات التي تعترضها، حتى بدَتْ لنا اليوم عنصرا أساسياً في تدعيم البنية المهيئة لاستيعاب النمو المطّرد في عدد زوار وقاصدي الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، التين تُـعدّان نقطة البدء والختام، ومسانداً خدميا نحو المناطق المحيطة بهما. من جانبه أكد معالي رئيس هيئة النقل العام الدكتور رميح بن محمد الرميح، حرص هيئة النقل العام، عبر إشرافها على مشروع قطار الحرمين السريع، بأن تكون كفاءة التشغيل في المشروع والمرافق التابعة له ضمن أعلى المستويات الجديرة بالثقة، وبما يليق باسم ومكانة المملكة، وبالجودة التي نفخر جميعا أن يلمسها الحاج والمعتمر والزائر للمدينتين المقدستين، وكذلك محطات التنقّل بينهما. وأشار رئيس هيئة النقل إلى أن مشروع قطار الحرمين السريع، سيسهم في تقليص رحلة السفر البري المعتادة عبر السيارات التي تمتد لأكثر من 4 ساعات إلى ساعتين تقريبا، وبكثافة في النقل العددي تراعي أكثر المواسم زخما كالحج والعمرة، وتسير الرحلات في الاتجاهين بخمسة وثلاثين قطارا، وعبر أكثر من 460 عربة، وتحيط بالمحطات والمشروع خدمات شاملة ومرافق مساندة صحية وأمنية ومهابط للطائرات، تكفل أعلى مستويات الكفاءة وبما يضمن الجودة في تقديم خدمة النقل الأكبر في الشرق الأوسط، عبر طاقم كبير من المتخصصين والفنيين والمشرفين على هذا المشروع الوطني العملاق. تنوع أسعار التذاكر تبعاً للدرجة: كما أعلن معالي رئيس هيئة النقل العام الرئيس العام المكلّف للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، الدكتور رميح بن محمد الرميح أنه تم اعتماد تسعيرة تذاكر قطار الحرمين السريع من مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية برئاسة معالي وزير النقل الدكتور نبيل بن محمد العامودي، وذلك بعد الاتفاق مع مشغل المشروع التحالف الإسباني “تحالف الشعلة”، وبالتزامن مع قرب موعد إطلاق التشغيل الرسمي للقطار. وأوضح معاليه في بيان صحفي أن اعتماد هذه التسعيرة روعي فيه اختيارات المسافرين عبر درجة الضيافة ودرجة الأعمال، مبينًا أن أسعار التذاكر لقطار الحرمين السريع تتنوع تبعًا للدرجة وحسب وجهة المسافر، مستعرضًا على سبيل المثال أن سعر الرحلة بين محطتي الركاب في السليمانية بجدة ومكة المكرمة تبدأ من 40 ريالاً لدرجة الضيافة، و50 ريالاً لدرجة الأعمال، بينما تبدأ من 150 ريالاً للرحلة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة على درجة الضيافة، و250 ريالاً لدرجة الأعمال. وأفاد معاليه أنه تقرّر أن تكون هذه الأسعار خاضعة لتخفيض بمقدار 50% على درجتي الضيافة والأعمال لمدة شهرين ابتدأ من شهر أكتوبر القادم. وحول مواعيد رحلات قطار الحرمين السريع وأيام انطلاقها، قال معالي الدكتور رميح الرميح إنه اعتبارًا من مطلع شهر أكتوبر المقبل حتى نهاية شهر ديسمبر 2018م سيكون هناك رحلات منتظمة أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد، تنطلق من محطات مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومحطة السليمانية بجدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، فيما سيكون انطلاق الرحلات من محطة مطار الملك عبدالعزيز الدولي متزامنا مع اكتمال جاهزية المحطة والمطار والذي سيعلن عنه في حينه. وذكر أن مواعيد الرحلات خلال هذه الفترة، ستكون متنوعة بين رحلات صباحية وأخرى مسائية، بإجمالي ثماني رحلات في اليوم الواحد بالاتجاهين (4 رحلات في كل اتجاه)، وسيزداد عدد الرحلات لتكون طوال الأسبوع من بداية العام 2019م وفق جداول سيعلن عنها تباعاً. من جانبه، بين مدير عام مشروع قطار الحرمين السريع المهندس محمد فدا أن الموقع الخاص بقطار الحرمين السريع سوف يتيح للمسافرين إمكانية الحجز وشراء التذاكر خلال أكتوبر 2018م، مفيدًا أن هذا سيتزامن أيضا مع إطلاق تطبيق خاص بالقطار ومخصص للراغبين بشراء التذاكر عبر الاجهزة الذكية .
مشاركة :