نظّم معهد الدوحة الدولي للأسرة -عضو في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- بالشراكة مع وزارة الصحة العامة، أمس، ندوة مفتوحة حول «دعم الأسر والأطفال في المستشفيات». وهدفت الندوة إلى مناقشة الخدمات النفسية والاجتماعية في مراكز الرعاية الصحية للأطفال في قطر، وسلّطت الضوء على أهمية اتباع نهج الرعاية المتمركز حول الأسرة والتأقلم الأسري والاستجابات التكيفية في السياق الطبي، إضافة إلى دراسات الحالة التي توضح تطبيق هذه الخدمات في مجال طب الأطفال بدولة قطر.ومن جانبه، أكد الدكتور صالح علي المري -مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية- أن الوزارة تولي دعم الأسر والأطفال في المستشفيات اهتماماً كبيراً. مشيراً إلى أن الاستراتيجية الوطنية للصحة تؤكد أنه عند احتياج الأطفال إلى الرعاية، «يجب تقديمها بطريقة متكاملة توفر خدمات عالية الجودة تركز على المريض والأسرة في جميع مستويات الرعاية الصحية». وأضاف أن للدعم النفسي والاجتماعي دوراً مهماً في حماية الأطفال والمراهقين من العديد من التحديات والمخاطر التي تواجه صحتهم ورفاهيتهم، بما يضمن تعزيز التنمية المثالية لهم عبر مراحل الحياة المختلفة. وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للصحة تؤكد أهمية إدراج الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والمراهقين في الرعاية الصحية الأولية المتكاملة والمتخصصة، لتحسين صحة المريض والأسرة والسكان، من خلال بناء قدرات مقدمي الرعاية الصحية، وتطوير البنية التحتية لنظام الرعاية الصحية المناسبة والداعمة للمبادئ التوجيهية والسياسات الوطنية والبحوث العلمية المجتمعية. حيث تعطي الاستراتيجية الوطنية للصحة، الأولوية لـ 7 مجموعات سكانية، ومنها: الأطفال والمراهقون الأصحاء، والصحة والعافية النفسية. وأوضح أن خدمات صحة الطفل والمراهق التي تقدّمها مؤسسة حمد الطبية، توفر مجموعة متميزة من التدخلات النفسية والاجتماعية لهذه الفئة المجتمعية المهمة ولعائلاتها، كما أن فرق العمل المتخصصة التي تقدّم هذه الخدمات تدرك جيداً أهمية تحديد الاحتياجات النفسية والاجتماعية للأطفال والشباب، وتقدّم لهم مجموعة من التدخلات العلاجية الداعمة والمعززة لصحتهم. وأعرب الدكتور صالح المري عن ترحيب وزارة الصحة العامة بالتعاون المثمر والمميز مع معهد الدوحة الدولي للأسرة في ما يتعلق بتنظيم الندوة والموضوعات المهمة الأخرى المعنية بالأسرة. مؤكداً حرص الوزارة على تعزيز التعاون مع الجهات المعنية كافة، حيث تركز استراتيجيتها على أهمية دمج الصحة في جميع السياسات، من خلال نهج تعاوني بين القطاعات لتحسين الصحة والمساواة في الرعاية الصحية لجميع السكان. نور الجهني: يعزز المعرفة حول الأسرة في قطر والعالم العربي قالت السيدة نور المالكي الجهني، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة: «إن سبب الاهتمام بطرح موضوع هذه الندوة، أن في عام 2006 أنشأت مؤسسة قطر معهد الدوحة الدولي للأسرة، ويساهم المعهد -بوصفه عضواً في مؤسسة قطر- بدور حيوي في جهود المؤسسة الرامية إلى بناء مجتمعات تنعم بالصحة والتعليم، قوامها أسر متماسكة في دولة قطر والمنطقة». وأضافت: «تتمثل رسالة المعهد في تعزيز المعرفة حول الأسرة في قطر والعالم العربي، من خلال البحوث والدعوة إلى وضع سياسات أسرية قائمة على الأدلة، بهدف دعم الأسر على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى توفير منصات لمناقشة قضايا الأسرة مثل هذه الندوة، بهدف تسهيل نقل المعرفة وأفضل الممارسات المعززة للأسرة إلى قطر والمنطقة العربية». وأشارت إلى أنه تم إعداد تقرير جديد حول «دعم الأسر والأطفال في المستشفيات»، ويؤكد هذا التقرير على أن وجود أفراد الأسرة ومشاركتهم يشكّل عنصراً أساسياً في رعاية المريض التي تركز على الأسرة. كما يسلّط الضوء على الأثر الإيجابي الكبير لمشاركة الوالدين في تكيّف الطفل مع العلاج وتعافيه، ومن خلال عرض ومناقشة دراسات الحالة في قطر، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المتخصصون الصحيون أحياناً عند التعامل مع قضايا إهمال الوالدين وضعف مشاركتهم. وأكدت الجهني أن معهد الدوحة الدولي للأسرة يواصل، ضمن جهوده، تعزيز البرامج والممارسات التي تساهم في دعم الأسر والتركيز على الضغوط التي تدور حول صحة أطفالها وعلاجهم في المستشفيات. منصور السعدي: المجتمع المدني يولي اهتماماً كبيراً بالطفل وقضاياه قال منصور السعدي، المدير التنفيذي لمركز أمان: إن احتفالنا بهذا اليوم يعد فرصة لتسليط الضوء على أهم الإنجازات التي تحققت في مجال حماية وتعزيز حقوق الطفل. وأضاف: وإيماناً بأهمية الوعي والتثقيف المجتمعي بالقضايا المتعلقة بالطفل، قام مركز أمان بإطلاق تطبيق الجوال «ساعدني» كأول تطبيق إلكتروني يمكن للطفل من خلاله طلب المساعدة عند تعرضه لأي أذى قد يتعرض له، كما قام المركز بإصدار مبادرة ساعة أمان، وهي ساعة تتيح تتبع حركة الطفل، وتساعد في حمايته، وتسهل التواصل معه هاتفياً، حيث تم توزيع حوالي 4 آلاف ساعة مجانياً على الأطفال من مواطنين ومقيمين في دولة قطر، بالإضافة إلى حملة لا تلمسني ضد التحرش، والتي تهدف إلى توعية الأطفال بآليات حماية أنفسهم، وشملت حتى الآن أكثر من 9 آلاف طفل. وتابع السعدي: «إن قطاع المجتمع المدني في قطر يركز جل اهتمامه على الطفل وقضاياه، وذلك ضمن علاقة تشاركية وتكاملية مع باقي قطاعات الدولة، لا سيما وأن أطفال اليوم هم رجال الغد ومستقبله، الذين سيكملون مسيرة التنمية والتقدم، التي سيشهدونها بأنفسهم في المستقبل القريب 2030.;
مشاركة :