قال رأفت الجاني -رجل الأعمال والمعلق السياسي الفلسطيني الأميركي- إن الطبيعة المتطرفة وغير الواقعية لمطالب دول الحصار من قطر، تظهر أن الهدف الحقيقي هو جزء من محاولة لإعادة رسم الخريطة السياسية للخليج والشرق الأوسط، وإجبار الدوحة على الالتزام بسياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان -المعروف باسم MBS- ولا سيما موقفه المتشدد ضد إيران. وأضاف الجاني -في مقال بصحيفة «ناشيونال كاثوليك ريبورتر» الأميركية- أنه بعد أكثر من عام، وبشكل أثار دهشة العديد من المراقبين، لم تنجح قطر فقط في مقاومة الهجوم على سيادتها الوطنية، ولكنها خرجت من الأزمة أقوى وأحسن وضعاً، وقد حقق القطريون ذلك من خلال ما يحسنون فعله، وهو تجديد وبناء تحالفات متعددة بطريقة هادئة ومنهجية، وفهم كيفية ممارسة لعبة العلاقات العامة في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة.أشار الكاتب إلى أن الأولوية الأولى لقطر كانت التصدي للتهديد العسكري والحصار، الذي قامت به من خلال تعزيز علاقاتها العسكرية مع تركيا، مما أحبط السعودية والإمارات من التدخل المباشر، بعد ذلك، حوّلت قطر انتباهها إلى الحظر الاقتصادي، فأبرمت اتفاقاً مع إيران يشمل طرقاً جوية وبحرية عبر إيران والعراق وتركيا، من أجل تدفق السلع دون انقطاع. ورأى الجاني، أن الخطوة التالية التي اتخذتها قطر هي تحسين صورتها في الغرب، فقد كان جزءاً من الحملة السعودية ضد قطر جهد هائل للعلاقات العامة في العواصم الغربية، لزيادة الضغط الدبلوماسي على الدوحة، وتحويل الرأي العام ضدها، لكن قطر ردت بسرعة مع حملة علاقات عامة فعّالة خاصة بها في الغرب. وقال إن قطر أظهرت من ناحية أخرى، نضجاً سياسياً خلال الأزمة، على الرغم من كونها دولة صغيرة الحجم مقارنة بالدول التي تحالفت ضدها، وهي تواصل العمل كوسيط موثوق به في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وحليف بالغ الأهمية للولايات المتحدة، وذو أهمية كبيرة لشركات الطاقة والأسلحة الأميركية. وتابع قائلاً: «ولعل أقوى مؤشر على قدرة قطر على مواجهة العدوان الذي تعرضت له منذ 15 شهراً، هو ملاحظات أدلى بها ترمب في زيارة قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن في أبريل عام 2018، حيث وصف ترمب العلاقة بين البلدين على أنها صداقة عظيمة، وشكر الأمير على العمل على مكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله». وختم الكاتب مقاله بالقول: «في حين نجحت قطر في التصدي للحصار الذي فرضته الدول الأربع قبل 15 شهراً، فإنها ستحتاج إلى مواصلة تعزيز قيمتها الاستراتيجية، عسكرياً واقتصادياً لدى الولايات المتحدة، من أجل تفادي الضغط السعودي، الذي من المحتمل أن يستمر».;