سلط موقع «ذا وير» الهندي الضوء على كيفية معالجة قطر للحصار، وقال في مقال كتبه آنيل تريجونيات -السفير الهندي السابق في عدة دول شرق أوسطية- إن القيادة القطرية أثبتت نضجها، من خلال الدعوة للحوار، واتخاذها في الوقت ذاته الاجراءات القانونية والدبلوماسية لمواجهة الحصار. وأضاف الكاتب في مقاله أن الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين على قطر أثر سلباً على حرب تنظيم الدولة، كما أن جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتكوين تحالف سني ضد إيران قد انهار حتى قبل أن يبدأ. وأشار السفير الهندي السابق -الذي عمل في الأردن وليبيا- أن الأزمة أظهرت أيضاً عدم الاتساق بين ترمب ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع، رغم أن قطر تستضيف أكبر قاعدة عسكرية وهي قاعدة «العديد». ولفت الكاتب إلى أن الدبلوماسية الأميركية نجحت في التعاون مع القطريين، وتجلى ذلك في توقيع قطر مذكرة تفاهم مع أميركا فيما يخص الإرهاب. وذكر الكاتب بالحكمة القديمة التي تقول «لا يرمي الناس بالحجارة من كان بيته من زجاج»، مشيراً إلى أن السعوديين أنفسهم متهمون بدعم الإرهاب، وذلك في تقريرين، أحدهما بريطاني والآخر أميركي، إذ قال سيناتور أميركي إن دعم السعودية للتطرف يتجاوز بمراحل الاتهامات الموجهة لقطر. أما الإمارات، فوصفها الكاتب بأنها اتخذت على ما يبدو موقفاً خبيثاً، تجلى في اختراقها لوكالة الأنباء القطرية، وهو ما تسبب في زيادة الضغوط عليها. وحول الموقف الأميركي، يرى الكاتب أن الاتجاهات المختلفة التي تتبناها الولايات المتحدة تسبب في تفاقم النزاع في منطقة ملتهبة، يتصارع حكامها الشباب لاستعراض قوتهم في الساحة الإقليمية، من خلال اتخاذ مواقف متشددة. يختصر الكاتب المشكلة الخليجية بالقول إن السعودية تريد الهيمنة على الإقليم، وإن نموذج الحكم القديم الذي تقوده الرياض هو الذي لابد أن يسود، وما عداه من أنظمة أخرى لا بد أن تندثر. أثار الكاتب أيضاً مسألة مطالبة دولة الإمارات السلطات القطرية بقطع العلاقات مع إيران، وهو مطلب لا يتماشى مع العلاقات التي تقيمها الإمارات نفسها مع طهران، ووجود استثمارات ضخمة للإيرانين في أبوظبي وغيرها. استنتج الكاتب أن الإجراءات التي اتخذتها الرياض وأبو ظبي أتت بنتائج عكسية، فقد أدت إلى قرب القطريين من تركيا وبلدان أخرى، إذ صعدت تركيا من وجودها العسكري في قطر. وأشار الكاتب إلى أن الأزمة جلبت لاعبين كبار غير الولايات المتحدة، إذ دعت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الأطراف إلى حل الأزمة، ومساندة جهود أمير الكويت في الوساطة.;
مشاركة :