نكرر دائما وننصح الكبار قبل الصغار بألا يصدقوا ولا يتأثروا بالإشاعات أو الأخبار التي تنتشر عبر الواتس آب، لكن بصراحة شديدة سأعترف للمرة الأولى بأنني متأثرة هذه الأيام كثيرا بالإشاعات التي انتشرت في الفترة الأخيرة عن تطبيق ضريبة القيمة المضافة بداية أكتوبر القادم وبالتفسيرات التي انتشرت معها من دون أي خبر رسمي يفهمنا بالضبط ماذا سندفع ولماذا وكيف وليش واشلون؟! سأعترف أيضا من دون خجل بأنني -مثلي مثل معظم الشعب البحريني ذي الدخل المتوسط والبسيط- بالرغم من عدم تأكدي من صحة الأخبار فإنني أصبحت لا أنام الليل من القلق والتفكير في كيفية دفع مبالغ إضافية من راتب يحتضر بين متطلبات الحياة والديون، وخصوصا أنني كنت قد كافحت طوال حياتي وخططت لأن أتقاعد قريبا لكي أستمتع بما بقي لي من حياة وأنني لن أموت وأنا جالسة على مكتبي، ولكن هل سأستطيع أن أحقق هذا الحلم بعد أن زادت كل مصروفات الحياة في الآونة الأخيرة إلا الراتب الذي لا يتزحزح من مكانه؟ يبدو أن كل وزير اختار أن يعيش في كوكب بعيد عن الأرض؛ إذ إننا نطالب منذ مدة طويلة بأن يخرج علينا وزير المالية ويفسر لنا بالضبط ما الضريبة المضافة التي ستُفرض علينا بداية الشهر المقبل؟ وكيف سندفعها؟ ولماذا ندفعها أصلا عن البضائع التي سنجتهد ونتعب لكي نشتريها؟ وأين ستذهب قيمة الضريبة التي سيفرضونها علينا؟ وبماذا سيدفعونها؟ وهل سنتحمل نحن سداد الدين العام من خلال هذه الضرائب مثلا؟ أم سيوفرون لنا خدمات إضافية عالية المستوى في التعليم، والبنية التحتية للشوارع، وهل سيكبرون مساحة بيوت الإسكان، أو سيوفرون (قراقير)؛ أقصد بيوتا أكثر لعدد أكثر من المواطنين، وهل سيبنون لنا مستشفى حكوميا كبيرا تتوافر فيه أحسن المعدات والأطباء؟ وهل سينهون مشكلة نقص الأدوية مثلا؟ بما أننا سندفع غصبا عنا فعلى الأقل نحتاج إلى أن نفهم أين ستذهب أموالنا وقوت يومنا التي نتعب فيها كثيرا، وهذا أقل من حقنا. يقولون إن الدولة تدفع أكثر من 50 مليون دينار سنويا على الطلبة الأجانب في المدارس الحكومية، ونحن نقول مَن الأولى بهذه الخمسين مليونا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها حاليا المواطن أم الأجنبي؟ يقولون إن إحدى الوزارات والهيئات الحكومية وظفت ما يقارب 400 إلى 500 أجنبي بعقود تصل إلى 37 سنة، من الأولى بهذه الوظائف في ظل الظروف الاقتصادية المدمرة التي نعيشها حاليا؟ عيالنا اللي مو لاقيين الشغل وقاعدين عالة علينا وعلى الدولة والا الأجانب؟ وطبعا لا نسمح بأن يقول لنا أي مسؤول إن البحريني لا يقبل ببعض الوظائف؛ لأن البحريني أثبت أنه مستعد لأن يعمل عامل بناء لكي يكسب قوت يومه، وبالفعل عمل في كل الوظائف بلا استثناء، فما هو مبرركم وما هي أسبابكم يا ترى؟ نرجع ونكرر، حالة المواطن البحريني الاقتصادية أصبحت متدهورة جدا، فرفقا به قبل أن يُصاب بالجنون.
مشاركة :