في الوقت الذي يستعد فيه الموسيقار العالمي وسفير اليونسكو للسلام الفنان نصير شمة وبرعاية من مبادرة تمكين للبنك المركزي العراقي للمشاركة في احتفال منظمة اليونسكو بيوم السلام العالمي الذي تأسس على التنمية والسلام في قاعة اليونسكو الكبرى في باريس لتنمية الاهوار العراقية التي سبق أن سجلتها اليونسكو ضمن قائمة التراث الانساني العالمي في السادس والعشرين من هذا الشهر، أعلن شمة نجاح أيام الموسيقى العربية في برلين بمشاركة العراق ومصر وفلسطين وتونس وسوريا. وأقيمت في قاعة "بيير بولييز سال" البرلينية في المانيا. وللسنة الثانية يقوم بإعداد البرنامج الفني والإشراف عليه سفير اليونسكو للسلام نصير شمة، الذي يضطلع في هذا الوقت بمهمة سفير الصليب الأحمر الدولي، بعد أن كان سفيراً للهلال الأحمر العراقي ومنظمة اللاعنف الدولية، وذلك في محاولة مبدعة منه لإظهار الجانب الفني الغني والمتعدد للثقافة العربية، وحيث للموسيقى العربية منه حصة الأسد. وقال شمة ان "العراق شارك في عشرة افلام قصيرة، كما شارك اربعة شعراء من اربع دول، اضافة الى ثلاث فرق وفيلم طويل". واشار الى ان هذه الايام تقام للعام الثاني على التوالي بفكرة منه وادارته إذ تسعى الجاليات العربية في منافيها الأوروبية، دائماً، إلى اقتراح فعاليات ثقافية، تلملم من خلالها شتاتها، وتقدم فيها مقولاتها الفنية والإنسانية. وفعاليات الدورة الثانية من "أيام الموسيقى العربية" التي انطلقت في برلين حضر فيها، إلى جانب الموسيقى، الفن التشكيلي والفن السابع والشعر. وأفتتحت الأيام التي انطلقت في الحادي والعشرين من هذا الشهر، بمعرض فردي للفنان التشكيلي السوري ناصر حسين، الذي قدم مجموعة من أعماله الجديدة التي لم تخرج عن موضوعه الدائم: شخصيات حزينة ومحطمة تسبح في الفراغ لشدّة ما تعاني من العزلة. أيام الموسيقى العربية في برلين تنقل سحر الشرق الى الغرب نصير شمة يختتم الفعاليات بحفلة خاصة كما حضر منعم عدوان، الفنان الفلسطينيّ المسكون بالتجديد والباحث دومًا في تراث الشعر العربي الذي يعده حاملًا لخلاصة جماليات اللغة العربية في أولى ليالي هذه الأيام.. وفي حفلته، قدّم عدوان مختارات من أغان عربية، تخللتها قصائد من تلحينه لجلال الدين الرومي ومحمود درويش. ليلة القانون، في اليوم الثاني من هذه الأيام، كانت بمثابة حوار بين معلّم وتلاميذ علّمهم منذ كانوا صغارًا. هذا الحوار أداره بسام عبدالستّار مع خمسة من تلاميذه. وقدمت الفرقة معزوفات كلاسيكية على القانون، بعشرة أصابع، على طريقة البيانو ونوتته، وقدموا تقنيات جديدة في العزف، فحيث تلعب اليد اليمنى لحنًا ستعطي اليد اليسرى لحنًا آخر، كما لو أنّ الآلة الواحدة آلات متعدّدة. وتم في هذه الايام عرض مجموعة من الأفلام القصيرة في محورين، الأول من المهرجان العراقيّ "3 دقائق 3 أيام"، برئاسة الدكتور حكمت البيضاني مؤسس ورئيس المهرجان، والثاني تجربة ترصد المعاناة الإنسانية للعرب في الخارج، وذلك من خلال فيلم "لندن غدًا" للمخرج نمر راشد. وشارك أيضاً، في إحدى الفعاليات الموسيقي الفلسطيني يوسف زايد، المولود في القدس. وعزف زايد على الدربكة في عمر الحادية عشرة، واليوم هو حاضر دوليًا كعازف ماهر على العديد من آلات الإيقاع وكذلك كعازف عود. درس تحت إدارة يوسف حبيش وخالد جبران وأحمد الخطيب في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في فلسطين. تعاون، سواء على المسرح أو في استديو التسجيل، مع شريحة كبيرة من الفنانين والفرق من مختلف الأساليب. يقيم منذ 2009 في فرنسا، حيث حصل على درجة الماجستير في الموسيقى وإنشاء الصوت. أشرف على الفعالية وأدارها وشارك فيها، الموسيقار العراقي العالمي نصير شمة واختتم الايام بحفلته الموسيقية الخاصة، في اليوم الأخير من المهرجان الثالث والعشرين من سبتمبر/ايلول الحالي، التي رافقه فيها رباعي جميل تشارك معه العديد من الحفلات خلال سنوات طويلة، يقول عنه شمة: "خلال أيام إقامتي في تونس تعرفت إلى الفنان الباكستاني أشرف شريف خان الذي يعد من أهم عازفي آلة السيتار في العالم، وقدمنا وقتها تجربة مرتجلة، ظلّت في بالي لوقتٍ طويل، ثم بدأتُ بدعوته إلى دول عدة قدمنا فيها أكثر من عشرين عرضًا منذ عام 2000 حتى الآن. أمّا عازف الغيتار الإسباني كارلوس بنيانا فالتقيته في 2001، وكان قادمًا بدعوة من معهد ثربانتس في القاهرة، حيث تلقيت الدعوة ذاتها لكي نقدم عزفًا مشتركًا في مسرح الجمهورية. أيام الموسيقى العربية في برلين تنقل سحر الشرق الى الغرب تراث الشعر العربي مع الفنان الفلسطيني منعم عدوان وأكد: "نجحنا نجاحًا كبيرًا، الانسجام والتفاهم بيننا كانا عاليين. لاحقًا لعب تبادل الأفكار بيننا دورًا في أن نجمع هذا الرباعي، وأن نقدم عدّة عروض في أميركا وكندا وبريطانيا والدول العربية. آمل أن تكون حفلة أيام الموسيقى العربية إضافة نوعية لعلاقتي بالجمهور في برلين". ورافق شمه في الليلة الاخيرة، كل من كارلوس بينيانا (الغيتار)، وميغيل أنجل (الطبلة) من اسبانيا، وأشرف شريف خان (السيتار)، وشهباز حسين (الطبلة) من الباكستان. ويستعد الموسيقار العالمي نصير شمة للمشاركة في احياء يوم السلام العالمي الذي تأسس على التنمية والسلام في حفل كبير يقام في السادس والعشرين من هذا الشهر في قاعة اليونسكو الكبرى في باريس خصص لتنمية الاهوار العراقية التي سبق أن سجلتها اليونسكو على لائحة التراث الانساني العالمي. وقال شمة: سيقدم خلال الاحتفال الذي سيحضره عدد كبير من المعنيين من انحاء العالم فيلم قصير عن الاهوار العراقية ضمن سلسلة (اكتشف العراق). الاحتفال المذكور سيشهد أيضا تقديم الفنان نصير شمة لنخبة من أهم العازفين العراقيين مع مغني المقام العراقي أنور ابو دراغ حيث ستعزز هذه الفعاليات في إطار برنامج خاص بتراث العراق وخصوصا الاهوار ويشارك فيه الباحث المتخصص بعلم الاهوار الاستاذ جاسم الكعبي اضافة الى وفد من رابطة المصارف الخاصة العراقية برئاسة الاستاذ وديع الحنظل رئيس الرابطة. الجدير بالذكر ان النسخة الأولى من "أيام الموسيقى العربية" انطلقت العام الماضي، وذلك عبر مجموعة من الحفلات الموسيقية والقراءات الشعرية بالتزامن مع عدد من العروض السينمائية، وقد تمت إضافة المعارض التشكيلية لنسخة هذا العام.
مشاركة :