حافظ الشمري | قدم عازف الكمان العالمي بيجان مرتضوي أمسية ممتعة مع فرقته الموسيقية، أقيمت يوم أمس الأول في قاعة الشيخ جابر العلي الصباح، ضمن فعاليات الموسم الثقافي الأول في مركز جابر الأحمد الثقافي، فأبهر المشاعر بسحر الإبحار الموسيقي، وألهب الحضور في العزف المتناغم، والغناء الكلاسيكي الجميل، وجمع خلالها سحر الموسيقى بين الشرق والغرب، وقاد الفرقة عازف الدرامز كاشيار أحمديه بوندار. أنغام ساحرة قدم مرتضوي مجموعة من أبرز مؤلفاته الموسيقية، والتي جاءت ضمن إطار جولاته الفنية حول أكبر المسارح العالمية، وأبحر مرتضوي في معزوفات فلكلورية إيرانية مختارة بين سرايات ملوك فارس القدامى، ممزوجة بموسيقى البوب الأكثر حداثة، حاملا معه فنه الموسيقي لبلده الأصلي في مسيرة اغترابه إلى كاليفورنيا، ومستعرضا خياله الموسيقي الخصب في العزف والألحان الجميلة بين الأنغام الساحرة الشرقية والغربية، بمصاحبة صوته المرهف في وصلات الغناء. أرواح موسيقية لامس مرتضوي المشاعر المرهفة، ودغدغ القلوب، وعزف بمصاحبة فرقته الموسيقية عدة أرواح موسيقية متنوعة ثرية عريقة، وقدم ألوانا ساحرة من أشهر ألحانه التي مزج فيها التراث بالحداثة، واستعرض مرتضوي قدراته الفنية العالية عازفا ومغنيا لينال تفاعل الحضور وحماسهم وتصفيقهم، ورددوا اجزاء من أغنياته الشهيرة، التي حملت دلالات مستوحاة من وطنه الأصلي إيران، بين أسماء المدن الشهيرة ورمزيات العشق والحب لبلده.عزف وغناء تفننت الفرقة مع مرتضوي في عزف مقطوعات بارزة مصحوبة بتقديم أغان من أعماله اللحنية، وفي القسم الأول من الحفل قدمت عدة مقطوعات موسيقية وأغان «هدوء يسبق العاصفة، همسة، ليته يكون، الحياة، العاطل، رونق، محيط القطرة الواحدة، شيراز، دلال، هارموني الشرق والغرب، يقظة، لم تكن عاشقا، العاصفة، يا قمر، ملحمي، موسيقى الخروج».«رقصة النار» وبعد استراحة قصيرة عادت معزوفات مرتضوي الساحرة للتسلل إلى القلوب مجددا، وأبهرت أغنياته الحضور بصوت عذب متمكن، لينسجم ويتفاعل ويطرب الجميع، حيث استطاع أن يقدم خلاصة فريدة من تجربته الموسيقية الطويلة، وصدح الصوت برومانسية وإحساس مرهف مع النغم الموسيقى الخصب في المقطوعات والأغاني «موجة، نار على الجليد، رحل، خضرة، الموسيقى وأنا، المنتشي، مالاغا، وجود، صلاة، ما الحب، رقصة النار»، ثم أعاد واختتم أمسيته في «موسيقى الخروج». مسيرة حافلة تنحدر أصول بيجان مرتضوي من شمال شرق ايران، عشق العزف الموسيقي منذ الطفولة، وعمل في الهندسة المدنية إثر مغادرته إلى بريطانيا بعيدا عن الموسيقى، لكنه ظل يمارس العزف والتلحين والتدريب على آلة الكمان، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1979، وصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية من خلال التخصص في مجال الموسيقى، ومن ثم طرح ألبومه الموسيقي الأول وازدادت شعبيته وشهرته الموسيقية لتصل إلى عدة دول عربية وعالمية. وبعد 34 عاما من العزف على آلة الكمان، وقف مرتضوي على المسرح اليوناني في لوس أنجلوس، في 3 يوليو 1994، كأول فنان إيراني، ليعرض موهبته الفذة بصحبة أوركسترا مكونة من 53 عازفا، وبعدها استكمل مسيرته المشرقة في العزف الموسيقي حتى يومنا هذا، ويمتلك مرتضوي الكثير من الألبومات الموسيقية التي حققت أصداء وشهرة عالمية وقدمت بعدة لغات مختلفة، ويحمل مرتضوي شهادة الدكتوراه من جامعة ساوثمبتون بالمملكة المتحدة في عام 2009.
مشاركة :