يبدو أن العلاقة بين البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي الأول لكرة القدم، ولاعبه الفرنسي بول بوجبا، بلغت من التوتر نقطة اللاعودة، بعد سحب صفة "القائد الثاني" للفريق من الفرنسي المتوج قبل شهرين بلقب مونديال 2018 مع منتخب بلاده. الجدلية الأخيرة، أكدها المدرب البرتغالي الذي يقود للفريق للموسم الثالث، مساء أمس، بعد الخروج المفاجئ أمام دربي كاونتي بركلات الترجيح في كأس رابطة الأندية الإنجليزية، وتأتي بعد أشهر من توجيهه انتقادات لأداء لاعبه، وبعد أيام من انتقاد الأخير لأسلوب اللعب الدفاعي للفريق. وتابع بوجبا مباراة الأمس من المدرجات، بعدما أبقاه المدرب خارج التشكيلة لسبب معلن هو إراحته، إلا أن مشاركة غالبية أساسيي الفريق في مباراة الأمس، طرحت أيضًا أسئلة عن وجود أسباب خفية لإبعاد اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا. قناة "سكاي سبورتس" البريطانية نشرت اليوم، شريطًا مصورًا من التدريب الصباحي للنادي، بدت فيه الأجواء متوترة بين بوجبا والمدرب. فبعد وصول بوجبا إلى التمرين وتحيته الجهاز الفني، بدا أن مورينيو توجه إليه بالحديث؛ ليرمقه اللاعب بعدها نظرات حادة، وسط ارتسام معالم غضب على وجهه، قبل أن يبدأ بالرد على ما قاله مورينيو، لينضم بوجبا إلى زملائه في التمرين، دون أن يتوقف عن الجدل أو يخف توتره. بوادر التوتر بين مورينيو واللاعب تعود إلى أواخر الموسم الماضي، حين بقي لاعب خط الوسط على مقاعد البدلاء وغاب عن أكثر من مباراة، إلا أن بوجبا بدأ هذا الموسم بتقديم أداء يبرر هذا المبلغ الذي دفع للتعاقد معه، وذلك بعد مشاركته الفاعلة في تتويج المنتخب الفرنسي في مونديال روسيا 2018، باللقب الثاني في تاريخه في نهائيات كأس العالم. ومنح مورينيو بوجبا شارة القيادة أكثر من مرة في الموسم الجديد في غياب القائد الأساسي الإكوادوري أنطونيو فالنسيا، وأدلى بتصريحات إيجابية بشأنه، لاسيما عند الحديث عن انعكاس لقب كأس العالم على أدائه. لكن يبدو أن القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت التصريحات التي أدلى بها بوجبا في نهاية الأسبوع الماضي بعد التعادل 1-1 مع ولفرهامبتون في المرحلة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ قال اللاعب: "كنا نلعب على أرضنا، وكان يتعين علينا أن نلعب بطريقة أفضل ضد ولفرهامبتون". ونشرت صحيفة "تايمز" الإنجليزية، أن مورينيو أبلغ بوجبا أمس الثلاثاء أمام زملائه، أنه لن يحمل شارة القيادة مجددًا؛ لأنه لا يمثل ما يجب أن يكون عليه القائد، ومانشستر يونايتد هو أكبر من الجميع. وأكد مورينيو جانبًا من التقارير الصحفية بقوله بعد المباراة ضد دربي كاونتي: "الحقيقة الوحيدة أنني قررت عدم منح بول صفة القائد الثاني للفريق بعد الآن، أنا المدرب واتخذ هذه القرارات"، مشددًا على أن ليس لديه مشكلة على الإطلاق مع اللاعب. وتعتبر خلافات مورينيو مع اللاعبين البارزين في الفرق التي يدربها ليست جديدة؛ حيث سبق أن حدث ذلك مع حارس المرمى الإسباني إيكر كاسياس مع ريال مدريد، وفي تشليسي مع الإسباني خوان ماتا، لاعب يونايتد حاليًا. كما أن خلاف المدربين مع اللاعبين في "الشياطين الحمر" ليس جديدًا؛ حيث حدث ذلك مرارًا خلال العهد المديد للمدرب الأسكتلندي السير أليكس فيرجوسون، لاسيما مع النجم ديفيد بيكهام والهولندي رود فان نيستلروي. وفي أعقاب الخلاف المستجد، أعادت الصحف الإنجليزية طرح الأسئلة حول احتمال رحيل أحد الطرفين عن النادي، لاسيما وأنها كانت قد أوردت في الأسابيع الماضية، تقارير عن رغبة بوجبا بالرحيل إلى برشلونة الإسباني، وحتى أن الأخير تقدم بعرض لضمه، قابله النادي الإنجليزي بالرفض. إلا أن الأسئلة تطرح أيضًا عن مصير مورينيو نفسه، في ظل البداية المتعثرة للنادي هذا الموسم على الصعيد المحلي، إذ خرج بشكل مبكر من كأس الرابطة، ويجد نفسه في الدوري الممتاز في المركز السابع فقط، بعد ست مراحل على انطلاق الموسم الجديد، بفارق ثماني نقاط عن المتصدر ليفربول. وعلى الرغم من أن الانتقال في الشتاء إلى برشلونة قد يبدو خيارًا منطقيًا في حال عدم تحسن العلاقة، إلا أن الصحف تشير إلى أن عاملًا حاسمًا في هذه القضية، قد يكون نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي إد ووردود، الإداري الصارم الذي يتحكم بمفاصل النادي المملوك من عائلة جلايزر الأمريكية. ونشرت الصحف الإنجليزية تقارير عدة عن اتجاهات إدارة النادي حاليًا، ففي حين أشار بعضها إلى أن وودورد، لا يفضل التخلي عن أبرز نجوم الفريق، تحدث البعض الآخر عن دعم الإدارة لمورينيو في هذه القضية. وفي تصريحاته بعد مباراة الثلاثاء، قال مورينيو إن تقديم 95% من الجهد لا يكفي عندما يقدم الآخرون 101%، ما فسر على أنه انتقاد لبوجبا. وركزت مختلف وسائل الإعلام الرياضية اليوم الأربعاء، على احتمال رحيل بوجبا، مع ترجيح انتقاله إلى برشلونة. وكتبت صحيفة "توتو سبورت" الإيطالية اليوم، أن بوجبا متلهف للرحيل، وإذا كان الأمر يعود إليه، لكان حزم حقائبه اليوم، مشيرة إلى أن العد العكسي لأيام اللاعب في النادي الإنجليزي قد بدأ، إلا أنه مازال هناك 97 يومًا على بدء فترة الانتقالات الشتوية.