كشفت منظمة العفو الدولية في تحقيق نشرته على موقعها الرسمي، الأربعاء، أن هناك انتهازا لحالة نظام الكفالة السائد في قطر لاستغلال عشرات العمال الأجانب، ما أدى إلى تقاعس الشركات عن دفع آلاف الدولارات من أجور واستحقاقات الشركات لعمالها، مما تركهم عالقين ويعانون الإفلاس في قطر. ودعت منظمة العفو الدولية قطر إلى ضمان حصول الموظفين على الأعمال التي يستحقونها جراء عملهم، وعلى إصلاح نظام الكفالة الذي سمح للعديد من الشركات باستغلال العمال، وهو الأمر الذي وثقته منظمة العفو الدولية ومنظمات أخرى منذ 2013. وكشف تقرير منظمة العفو الدولية أن مئات العمال في "مدينة المستقبل" في قطر غير مدفوعي الأجر ويتضورون جوعاً، وحددت المجموعة ما لا يقل عن 78 عاملاً من الهند ونيبال والفلبين الذين يكافحون لتناول الطعام لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الغذاء. وأجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 78 موظفاً سابقاً من الهند ونيبال والفلبين، مدينة لهم قطر بمبالغ ضخمة. وقالت المنظمة: الموظفون ذهبوا بدون أجر لعدة أشهر، وبعضها مستحق بقدر 4000 جنيه إسترليني، كما أن الشركات تعاني من مشاكل التدفق النقدي وغير قادرة على دفع أجور العمال. وحسب "ذا صن" البريطانية، قال عامل لم تذكر اسمه لمنظمة العفو، إنه تخلى عن الأمل في الحصول على أجر بعد أربعة أشهر من السفر من الفلبين وإجباره على البقاء. وغالبية الحالات التي حققت فيها منظمة العفو الدولية تشير إلى أن العمال مدينون بين ألف جنيه إسترليني و1،880 جنيه إسترليني. ووجد البحث، الذي أجرته المنظمة، أن هناك تأخيرا في دفع الرواتب ابتداءً من فبراير 2016 فصاعدًا، وأن التأخير أصبح متواصلا، ودون حل في 2017، وكذلك تقاعست شركة قطرية عن تقديم تصاريح الإقامة المطلوبة قانونًا للعمال، ما أدى إلى فرض غرامات أضافت قيوداً على قدرتهم على تغيير الوظائف أو مغادرة البلاد. وفي حالة واحدة على الأقل، رفضت الشركة طلب العامل العودة إلى بلده بعد أن حرمته من الحصول على "مأذونية الخروج". وعمل إرنيستو، من الفلبين، في منصب رئيس عمال المواسير في شركة ميركوري مينا في مدينة لوسيل، وهو مشروع بقيمة 45 مليار دولار. وعندما غادر قطر، بعد عامين، كانت الشركة مدينة له بأجر أربعة أشهر، وأصبح هو مديوناً بمبلغ أكبر مما كان عليه عند وصوله قطر. ويدرك إرنيستو تمامًا الاختلاف بين الاستغلال الذي عانى منه هو، والمشاريع المربحة التي عمل عليها، وقال لمنظمة العفو الدولية: أنا أتخيل أشياء ستحدث خلال كأس العالم، الناس من جميع أنحاء العالم يهللون ويضحكون ويتجولون في بعض الملاعب الجميلة، والمواقع الترفيهية، والفنادق هنا، هل سيفكرون ما هي القصص وراء هذه الأبنية؟ وأُجبر بعض العمال النيباليين، الذين قابلتهم منظمة العفو الدولية، على بيع الأراضي أو إخراج أطفالهم من المدارس من أجل سداد الديون التي تحملوها لدفع تكاليف هجرتهم إلى قطر. كما تقدم وفد من قبيلة الغفران بشكوى جماعية إلى جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، يطالبون فيها بسحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر بسبب انتهاكاتها ضد أبناء القبيلة وإقامة منشآت رياضية على أراضِ سلبت بالقوة منها. وتوجه الوفد إلى مدينة زيورخ السويسرية حيث مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكتبوا في الشكوى: النظام القطري اغتصب أراضينا واستغلها في إقامة منشآت كأس العالم 2022، وهذا يخالف ما يحرص عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم، فكأس العالم يتابعه تجمع بشري كبير، ويحرص على الإخاء والمودة بين الشعوب، وهذا يخالف ما تفعله قطر التي تظلم أبناءها بهذا الشكل، فالدولة آذتنا وأسقطت عنا الحقوق، بينما ينص فيفا على أن تحافظ الدولة المنظمة للمونديال على حقوق الإنسان.
مشاركة :