مصدر الصورةELI ZATURANSKI عندما كان جيمي بيتون وشارندر كوشور يبحثان عن مستثمرين لشركتهما الجديدة، كانت حداثة سنهما تجعل الناس يرتبكون. يقول جيمي، الذي لا يتجاوز عمره الآن 23 عاما: "كنا نجلس على طاولة الاجتماعات مع أشخاص يكبروننا بثلاثة أضعاف عمرنا، بعضهم اشتعلت رؤوسهم شيبا. وعندما يتحدثون إلينا يظنون أننا مساعدان أو متدربان في الشركة". إلا أن الصديقين، جيمي وشارندر، اللذين ينحدران من نيوزيلندا، هما في الحقيقة مؤسسا شركة "كريمسن إيديوكيشن"، ورئيساها. وقد دشنا الشركة في مرحلة المراهقة عندما كان عمرهما لا يتعدى 18 عاما. وتعمل شركة "كريمسن" كحلقة وصل بين طلاب المدراس الثانوية حول العالم وبين المدرسين الخصوصيين والمرشدين ذوي الخبرة لمساعدتهم في اجتياز امتحانات القبول في أفضل الجامعات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.مصدر الصورةGetty ImagesImage caption تهدف شركة "كريمسن" للأخذ بيد الطلاب حول العالم لاجتياز امتحانات القبول في أفضل الجامعات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، مثل جامعة أوكسفورد أسس الاثنان الشركة في مدينة أوكلاند في عام 2013 عندما كانا على وشك إتمام المرحلة الثانوية. ولم يكن لديهما من المال ما يكفي للترويج للشركة، واضطرا في المقابل أن يتواصلا مع الأصدقاء والمدرسين وينشرا إعلانات عن الشركة على صفحتيهما على موقع "فيسبوك"، لتكوين أول مجموعة من الطلاب والمعلمين. وبعد عام واحد جمعت شركة "كريمسن" تمويلا بقيمة مليون دولار، وبعدها أخذت الشركة تنمو وتتوسع بوتيرة متسارعة وثابتة. واليوم يقال إن إجمالي حجم التمويل الذي جمعته الشركة من مستثمرين وصل إلى 37 مليون دولار، وتبلغ الآن قيمتها السوقية 160 مليون دولار. وتقول الشركة إنها تساعد في الوقت الراهن ما يزيد على 20 ألف طالب حول العالم للاستفادة من شبكة مستشاريها التي تضم 2400 أستاذ وباحث أكاديمي ومستشار مهني. والتقى جيمي للمرة الأولى بصديقته شارندر عندما اختيرا ضمن 18 طالبا من نيوزيلندا للمشاركة في نموذج محاكاة الأمم المتحدة في لاهاي، بهولندا، وهو نظام عالمي لتعريف الأطفال والشباب بالعلاقات الدولية والدبلوماسية من خلال المشاركة في نماذج مصغرة للجلسات والقيام بأدوار مندوبين لدى الأمم المتحدة. وتقول شارندر، التي تبلغ من العمر الآن 23 عاما: "كان أول موعد غرامي بيننا في متجر ستاربكس في إحدى محطات القطار بألمانيا ونحن في طريقنا إلى هولندا". وتضيف أنها كانت مبهورة بقوة عزيمة جيمي وإصراره على تحقيق أهدافه.مصدر الصورةCRIMSON EDUCATIONImage caption ينحدر أكثر الطلاب المسجلين لدى شركة "كريمسن" من نيوزيلندا وأستراليا وبلدان عديدة في آسيا، ومنهم سيون راغافان الذي التحق بجامعة برنستون بولاية نيوجيرسي وفي هذا الوقت كان جيمي قد تلقى لتوه خطاب القبول بجامعة هارفاد في الولايات المتحدة لدراسة الرياضيات التطبيقية. إذ استوفى جيمي شروط القبول بجدارة، بعد أن حصل على أعلى درجات في 10 مواد في شهادة المستوى المتقدم بالثانوية العامة البريطانية من مدرسته في مدينة أوكلاند (لا يدرس الطلاب عادة إلا ثلاث أو أربع مواد فقط). وفي الواقع لم تقبله جامعة هارفارد وحدها، بل قبلته أيضا 25 جامعة مصنفة ضمن أفضل الجامعات في العالم. أما شارندر، فهي إحدى السفراء الشباب لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). وبالرغم من أنها طالبة متفوقة أيضا، إلا أنها لم تطمح في الالتحاق بالجامعات المرموقة خارج نيوزيلندا. وعندما تحدث الصديقان عن خططهما في المستقبل، توصلا إلى فكرة إنشاء شركة "كريمسن". ويقول جيمي: "صحيح أن الجامعات في نيوزيلندا رائعة، ولكن الجامعات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، أفضل منها بمراحل، وفقا للتصنيفات العالمية للجامعات، في مناح كثيرة" ويضيف جيمي: "عندما انتهت رحلتنا إلى أوروبا، كنا قد اتفقنا على إقامة مشروع لتقديم خدمات التدريب".مصدر الصورةELI ZATURANSKIImage caption يرتبط الشريكان بعلاقة عاطفية قوية رغم كثرة أسفارهما وبعدها أسس الصديقان شركة "كريمسن"، وكانا يعملان ليلا ونهارا للتوفيق بين إدارة الشركة وبين دراستهما الجامعية، وما يزيد الأمر صعوبة أنهما كان ينسقان معا من بلدين مختلفين. إذ كان جيمي يدرس في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة بينما كانت شارندر تدرس صحة السكان في جامعة أوكلاند. واليوم لا تقضي شارندر إلا ستة أشهر فقط في المقر الرئيسي للشركة في أوكلاند، وتتنقل الأشهر الستة المتبقية من العام بين فروع الشركة المختلفة في 23 مدينة حول العالم. أما جيمي فيقسّم وقته بين عمله في أوكلاند ودراسته في كاليفورنيا، حيث يعد رسالة ماجستير في طرق التعليم بجامعة ستانفورد. وتتعامل شركة "كريمسن" مع شبكة من الموجهين الخبراء في مجالات عديدة بداية من المحاضرين والمدرسين إلى الموظفين السابقين في إدارة التسجيل والقبول بالجامعات، الذين يسدون نصائح وإرشادات للطلاب حول أفضل الطرق لتعبئة استمارات الالتحاق بالجامعات وكيفية اجتياز المقابلات الشخصية بنجاح. وتقول الشركة إنها تستعين بخوارزميات لتوصيل كل طالب بالمعلم أو الموجه الذي يناسب احتياجاته وقدراته، وقد صمم هذه الخوارزميات جيه غالين باكوولتر، رئيس فريق العلماء سابقا بموقع "إي هارموني" للمواعدة. وينحدر أغلب الطلاب المسجلين لدى موقع "كريمسن" في الوقت الحالي من نيوزيلندا واستراليا وبعض البلدان في آسيا، مثل سنغافورة، والصين وتايلاند وكوريا الجنوبية وفيتنام.مصدر الصورةGetty ImagesImage caption بدأت شركة "برينستون ريفيو" التي استمدت شهرتها من التعليم الخاص في اقتحام العالم الرقمي لتنافس شركات مثل "كريمسن" وغيرها وتعتزم شركة "كريمسن" الآن اختراق السوق الأمريكية، رغم أنها ستواجه منافسة صعبة من شركات أخرى رسخت أقدامها في مجال التعليم الخاص وتوجيه الطلاب، مثل "كابلان" و"برينستون ريفيو". ويحذر بيتر زامبورسكي، وهو محاضر في التجارة والأعمال بجامعة أوكلاند، من أن هذه الشركات الكبرى تستعد لمنافسة شركة "كريمسن" بضراوة في ميدان خدمات التعليم عبر الإنترنت. ويقول زامبورسكي: "إذا رأت هذه الشركات الكبرى أن السوق الذي تنوي كريمسن خوض غماره مربحا، فستبذل ما في وسعها، ولعل الحال كذلك، لتطوير وتحسين أدواتها الرقمية". ولم تفصح الشركة عن حجم عائداتها السنوية تحديدا، ولكنها اكتفت بالقول إنها "تتراوح بين 50 مليون دولار و100 مليون دولار". وتشير التقارير إلى أن جيمي، المدير التنفيذي، وشارندر، مديرة العمليات، لا يزالان يمتلكان حتى الآن 45 في المئة من أسهم الشركة، ويقدر نصيبهما بنحو 72 مليون دولار. وتقول شارندر إن ثمة قواعدا معروفة في مجال التجارة والأعمال تقتضي تجنب الوقوع في غرام شريكك في العمل، وتضيف: "ولكنني أرى أنها أكبر نعمة، لأنك تعمل يوميا مع شخص تأتمنه وتثق فيه". لكن جيمي يقول إنهما لا يضطران للتنازل عن مواقفهما أو التراجع عن آرائهما في اجتماعات العمل للتظاهر أمام الآخرين أنهما دائما على وفاق. ويضيف: "أحيانا تدور بيننا في غرفة الاجتماعات نقاشات حامية الوطيس". يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على صفحة BBC Entrepreneurship ----------------------------------------------------- يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.
مشاركة :