مصدر الصورةSMART SWEETS تقول تارا بوش، مؤسسة شركة "سمارت سويتس" المتخصصة في إنتاج الحلوى منخفضة السكر ومديرتها التنفيذية، إنها كانت مدمنة على الحلوى. وتضيف تارا، البالغة من العمر 25 عاما "كنت أذهب إلى متجرالحلوى يوميا، لكنني أدركت عندما تقدم بي العمر مدى تأثير السكر على قوامي وصحتي وثقتي بنفسي". توقفت تارا عن تناول السكريات قبل نحو أربع سنوات بعد أن نفد صبرها بسبب شعورها الدائم باعتلال صحتها، وتقول إنها شعرت على الفور بتحسن كبير، لكن اشتياقها للحلويات دفعها إلى أن تنطلق نحو تصنيع بدائل لا يضاف إليها السكر في مطبخها في مدينة فانكوفر بكندا. ووصفت تجارب تحضير وصفات لصناعة الحلوى عام 2015 بأنها كانت أشبه بـ "رحلة اسكشافية"، وكم كانت في غاية السعادة عندما خلصت إلى نتائج دفعتها إلى الاعتقاد بإمكانية توافر فرصة للاستثمار التجاري.مصدر الصورةSMART SWEETSImage caption تخطط الشركة للتوسع إلى خارج أمريكا الشمالية قررت تارا، في خريف ذلك العام، أن تتحلى بالثقة وتضعها موضع الاختبار، فلم تواصل دراستها الجامعية وتركتها وهي في السنة الثالثة بكلية الآداب في جامعة "بريتيش كولومبيا" حتى تتمكن من إنجاز مشروعها. لم تكن قد تجاوزت في تلك الفترة الحادية والعشرين من عمرها، ولم يكن لديها سوى تاريخ ائتماني محدود، ولاتمتلك أصولا مالية سوى سيارة هوندا صغيرة عمرها ست سنوات، لكنها استطاعت بفضل ما تحلت به من ثقة وتقديم عينات من منتجها المحتمل تأمين الحصول على تمويل قدره 105 آلاف دولار كندي. وتقترب شركتها "سمارت سويتس"، التي تتخذ من فانكوفر مقرا لها، من تحقيق عائدات عام 2019 تتجاوز 50 مليون دولار كندي (يعادل 30 مليون جنيه إسترليني و40 مليون دولار أمريكي). وتتبوأ تشكيلة منتجاتها مكانة الصدارة في قطاع الحلويات منخفضة السكر الذي يسجل نموا سريعا في كندا والولايات المتحدة. وتقول: "هذه السنة نقوم بمساعدة الناس على التخلص من مليار جرام من السكر".مصدر الصورةTARA BOSCHImage caption تقول تارا إن محاولات جدتها المضنية للتخلص من السكر كانت دافعاً إضافياً لإنشاء الشركة كان يتعين على تارا، لكي تضمن الحصول على استثمار أولي، أن تضع خطة عمل محكمة مع توقعات تفصيلية لتحقيق نمو خلال عامين، كما طُلب منها أن يكون لديها وثيقة تأمين على الحياة. وتقول عن ذلك "كان من بين شروط أطراف التعاقد أن يكون لدي تأمين على الحياة، وكان ينبغي أن يكونوا هم المستفيدون". خال من السكر أم لا؟ يقول خبراء التغذية إن كنت تسعى لخفض الكميات التي تتناولها من السكر ولديك شهية كبيرة تجاه السكريات، إذن من الممكن أن تكون الحلوى الخالية من السكر أفضل لك من تناول الحلويات المعتادة. لكن هذه الأطعمة الخالية من السكر ربما لا تزال تحتوي على كربوهيدرات وبعضها يمكن أن يحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية، وبعضها يمكن أن يحتوي على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة أو المتحولة. وتقول رابطة القلب الأمريكية: "عليك أن تأخذ في الاعتبار أن المنتج عندما يوصف بأنه (خال من السكر) لا يعني دائما أنه صحي". كما تشير بعض الدراسات أيضا إلى أن مواد التحلية التي لا تحتوي على أي سعرات حرارية ربما تفتح الشهية أيضا، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة لأولئك الذين يحاولون الحد من تناول السعرات الحرارية. وبحثت تارا على الإنترنت، بعد أن ضمنت التمويل، عن موردين محتملين ومصنّعين، وعملت على إكمال وصفاتها لتحضير الحلوى منخفضة السكر. وتقول: "تحول الأمر بسرعة إلى تجربة وخطأ لكل محاولة لم تنجح، وتطبيق فرضيات جديدة، ومن ثم تجربتها مرة أخرى". واستقر الأمر بتارا على استعمال ألياف نباتية، ومادة التحلية الطبيعية ستيفيا، لمحاكاة طعم وقوام ونسيج الحلوى التقليدية التي يُستخدم السكر في صناعتها. كما لجأت إلى استخدام وسائل مختلفة من بينها رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية واللقاءات الشخصية للتواصل مع زبائنها في بداية المشروع، والاستعانة أيضا بموقع "لينكد إن". كان أول تاجر تجزئة يتفق معها على بيع المنتجات هو سوق "تشويسز" في فانكوفر، وتتذكر تارا أنها كانت في غاية التوتر قبل اللقاء الأول مع القائمين عليه. وتقول: "أجريت اتصالات وأرسلت رسائل بالبريد الإلكتروني، حتى انتهى بهم الأمر لدعوتي للقاء. وعندما وصلت إلى المكان، كنت في غاية التوتر لدرجة أنني قدت سيارتي بعيدا عن المكان المحدد. ثم عدت مرة أخرى، وحضرت الاجتماع، وأصبحوا من أوائل تجار التجزئة الذين يجربون بيع منتجات سمارت سويتس".مصدر الصورةSMART SWEETSImage caption يعمل في الشركة 47 موظفاً انضم بعد ذلك إلى قائمة الزبائن سلاسل محلات كندية صغيرة، وتقول تارا: "كما قلت سابقا، الأمر يتعلق بالإصرار. فأنا أرسل رسائل البريد الإلكتروني وأذهب شخصيا إلى الزبون أو المتجر حتى يوافق على الحديث، من هذا المنطلق تحقق مستوى النجاح". استطاعت تارا الاتفاق مع أول الزبائن الأمريكيين عام 2018، وتستحوذ الولايات المتحدة الآن على 80 في المئة من مبيعات سمارت سويتس، كما يجري تصنيع حلوى في الولايات المتحدة من خلال موردين بالمقاولة. ويقول سكوت سيميل، رجل الأعمال الأمريكي المتخصص في إنتاج الأغذية والخبير الاستراتيجي، إنه معجب بـشغف تارا. ويضيف: "أن تحقيق عائدات بقيمة 50 مليون دولار كندي يعد نجاحا باهرا". وكان سيميل قد باع علامته التجارية للحلوى "بارك ثينز"، الأكثر مبيعا إلى شركة "هيرشيز" الأمريكية الضخمة. ويقول: "إن مجرد الحصول على 5 مليون دولار ليس بالأمر السهل، وصناعة الحلويات يسيطر عليها قلة من كبار المؤثرين في القطاع. وأعتقد أن الأكثر إثارة بشأن تحقيق 50 مليون دولار كندي عام 2019 هو الإطار الزمني الذي حصلت فيه تارا على هذا المبلغ. تتحلى تارا بإمكانية توقع طبيعة واتجاهات السوق وهي تفكر كثيرا من أجل المستقبل".مصدر الصورةSMART SWEETSImage caption تقول تارا أنها لم تكن تعتقد في السابق أنها تملك أي موهبة تمتلك تارا حاليا 47 موظفا، وتعتزم تصدير منتجات "سمارت سويتس" إلى خارج أمريكا الشمالية، وتقول إن نجاح الشركة كان نتيجة العمل المضني والتصميم. وتضيف "عندما كبرت لم أكن أتحلى بذكاء خاص أو موهبة رياضية. لم يكن لدي في الواقع أي مواهب خاصة، لكنه كان لدي على الدوام إحساس طبيعي بالإلحاح وحسن التدبير والقدرة على تحقيق ما أريده. لقد كانت شركة سمارت سويتس هي المناسبة الأولى التي أدرك فيها قوة هذه الأشياء الثلاثة مجتمعة". يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Worklife
مشاركة :