أكد وزير الإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد أن الوزارة في نشاطها الحالي تنشد الإبداع، الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بإتاحة المجال لإنتاج المحتوى والأفكار. وقال "العواد": هذه ليست سياسة وزارة الإعلام فقط، بل هي توجيهات من قيادتنا الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين. جاء ذلك خلال رعايته لـ"لقاء الإعلاميين والإعلاميات 2018" بغرفة الشرقية أمس، بحضور رئيس وأعضاء مجلس إدارة غرفة الشرقية وعدد كبير من القيادات الإعلامية وقادة الرأي والإعلاميين والإعلاميات بالمنطقة الشرقية. وأضاف "العواد": العمل الإعلامي في الوقت الحاضر قد تغيّر كثيراً، وبذلك عملت الوزارة على وضع خطة منسجمة مع معايير إعلام اليوم، والوزارة تتعامل مع منجزات الدولة، وتتواصل مع كل المؤسسات، وتضع لكل مناسبة خطة إعلامية مفصلة، ودلل على ذلك بالنجاح الذي شهدته تغطية مناسك الحج، واحتفال المملكة باليوم الوطني، وتغطية حفل إطلاق قطار الحرمين السريع، كما أن التغطيات كانت بوسائل متعددة ولغات مختلفة على مستوى العالم. وأردف: من أهم المشاريع التي حرص على إنجازها، هو إنشاء مركز للتواصل الإعلامي الحكومي 6بغرض وضع خطة إعلامية تغطي جميع الأحداث والمناسبات المحلية الخاصة بمختلف الجهات الحكومية، وإن 40 كادراً من كوادر الوزارة يتواصلون بشكل يومي مع الجهات الحكومية كافة؛ لرصد إنجازاتها وتغطية أنشطتها. وتابع: الوزارة أنشأت مركز التواصل الدولي الذي يعنى بمخاطبة العالم بثلاث لغات "الإنجليزية، والألمانية، الفرنسية" وقريباً الروسية، من خلال افتتاح مكاتب للتواصل في تلك الدول، وهذه الخطوة جاءت نتيجة اكتشاف نقاط ضعف في التواصل مع الإعلام العالمي، مما نتج عنه زيادة في مستوى التعامل السلبي من قبل بعض وسائل الإعلام مع الأحداث في المملكة. وقال "العواد" خلال حواره مع الإعلاميين والإعلاميات، الذي أداره الإعلامي محمد بن سعد: هناك مشروع تنفذه الوزارة مع الدوائر الحكومية لتدريب المتحدثين الرسميين؛ بهدف مساعدة الوزارة لتلك الجهات في تقديم المحتوى للمتلقي عن الإنجازات والخدمات والتسهيلات، وإيضاح وجهة النظر حيال بعض الملاحظات التي تستحق المعالجة والنقاش، ونأمل في تحقيق مزيد من الشراكات مع المؤسسات الحكومية والأهلية على حد سواء. وأضاف: الوزارة تضع اللمسات الأخيرة على الاستراتيجية الإعلامية بعد انفصال الثقافة عن الوزارة، والمملكة اختارت أن تكون دولة محورية في العالم، وهذا الأمر يتطلب عملاً إعلامياً كبيراً داعماً لهذا التوجه التي تسير عليه الدولة وفق رؤية 2030. وأردف: الوزارة تعمل على تقليل الأخبار السلبية، والعمل على نشر القصص الإيجابية، انطلاقاً من مبدأ قائم يتمثل في عدم وجود خبر محلي وآخر دولي، فالخبر هنا ينتقل في لحظات إلى شتى بقاع العالم، كما أن الوزارة تسعى لزيادة القصص الإيجابية، وتسويقها بلغة واضحة وبسيطة وليست متعالية، لتصل إلى المجتمع المحلي ووسائل الإعلام العالمية. وتابع: الوزارة بصدد التحوّل الرقمي ضمن الاستراتيجية التي تعمل عليها بالتركيز على المحتوى، ويبحث المتلقي عن المحتوى ولا تهمّه الوسيلة، فقد يأتي المحتوى من خلال جريدة أو من خلال هاتف جوّال أو من خلال التلفاز، لذلك تعددت الوسائل ولا يمكن في ظل هذا التطور أن نبقى على أسلوبنا القديم. وأشار إلى أن الفضاء مفتوح، وقنوات التواصل ذات حضور فاعل ومؤثر على كل أبناء المجتمع، مؤكداً أن الوزارة ستنشئ وكالة تهتم بالتحول الرقمي. وشدد "العواد" على أن الوزارة تعمل على تطوير الهيئات التي تخضع لإشرافها، مؤكداً الحرص على تطوير قنوات التلفزيون المحلية من خلال تطوير محتواها، وتقديم برامج درامية جاذبة للمشاهد، بحيث تكون القنوات لائقة بحمل اسم المملكة. وقال: التطوير الذي شهده التلفزيون السعودي مؤخراً أسهم في زيادة عدد المشاهدين بخلاف السنوات الماضية. وأضاف: النشاط السينمائي حقق مبيعات فاقت 260 ألف تذكرة في الرياض خلال خمسة أشهر، وستشهد المنطقة الشرقية افتتاح أول دار للسينما في غضون الأشهر الأربعة المقبلة، فيما سيتم افتتاح دور للسينما في جدة خلال الشهرين المقبلين. ولفت إلى وقوف الوزارة بقوة مع المؤسسات الصحفية لتجاوز الصعوبات التي تواجه القطاع عالمياً، وأردف: يتوجب على المؤسسات أيضاً المضي في خططها لإعادة الهيكلة والتحول الرقمي بما ينسجم مع معايير السوق الحالية. وتابع: الهيئة السعودية للصحفيين هيئة مستقلة، وتقييمها يأتي من خلال أعضائها ومجلس إدارتها؛ بهدف تقديم خدمات أفضل، وإن الوزارة تدعم أي مشروع جيد يخدم الوطن والمجتمع، ويدعم موقع المملكة عالمياً. وانتقد وزير الإعلام أداء بعض الصحف الإلكترونية؛ نظراً لعدم صناعتها للأخبار، واعتمادها على ما ينشر في قنوات إعلامية أخرى، مما يمثل انتهاكاً لحقوق الملكية الفكرية. وقال "العواد": هناك نحو 700 صحيفة إلكترونية، والوزارة بصدد إطلاق وكالة للإعلام الرقمي ستسند لها مهام إعادة تقييم المشهد وفق متطلبات جديدة، وتقديم الدعم للصحف المتميزة منها. وكان رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي قد ألقى كلمة خلال اللقاء قال فيها: وزير الإعلام يقود خطة تطويرية في مختلف قطاعات الوزارة والهيئات التابعة لها؛ لأجل الارتقاء بالصناعة الإعلامية للمملكة إلى مستوى المنافسة العالمي. وأضاف: الإعلام المستنير يحفز الطاقات ويواجه المشكلات ويطرح الحلول ويقدم المعلومات التي تدعم بناء الأوطان، ويعتبر الإعلام وما يحمله من رسالة توعوية في مختلف المجالات، قناة مهمة للانفتاح على المجتمع، الذي تتحرك الغرفة في إطاره. وأردف: تحرص الغرفة على عقد مثل هذا اللقاء، واستضافة الكفاءات الإعلامية لتؤكد على قناعتها الراسخة بالدور الكبير الذي يقوم به الإعلام، لإيصال وجهة نظر الغرفة وما تقوم به من أنشطةٍ وتمارسه من أعمال في خدمة المجتمع وقطاع الأعمال على وجه الخصوص، حتى أصبح الإعلام بأدواته المتنوعة جزءاً أساسياً لا يتجزأ عن أنشطة الغرفة اليومية. وتابع: الإعلام أداة رئيسة لإيصال رسالتنا وتقديم رؤيتنا واضحة للمجتمع عموماً والمجتمع الاقتصادي بشكل خاص، وفي الوقت نفسه فإن الغرفة تحسن الاستماع لمخرجاته وآراء رواده وصانعيه وما يقدمونه من ملاحظات ومقترحات تسهم في تطوير أعمال الغرفة وتدعم رسالتها في تقديم خدمات متميزة للمجتمع والمشتركين. وثمّن "الخالدي" الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الإعلام والعاملين في القطاع الإعلامي، للنهوض بصناعة الإعلام، وكل ما من شأنه تطوير ورفع مستواها، بما يتماشى وتطلعاتنا للمستقبل. وكان اللقاء قد شهد عرضين مرئيين، تحدث الأول عن أنشطة غرفة الشرقية في المجال الإعلامي وإسهامها في صناعة المحتوى، وتناول العرض الثاني أعمال وزارة الإعلام وما شهدته من تطور في الأداء الإعلامي.
مشاركة :