شارك الشيخ فواز بن محمد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة في مأدبة غداء وحلقة نقاشية حول مستقبل بريطانيا عالميًا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، وبتنظيم من مجلس العلاقات الخارجية واتحاد دول الكومنولث لحزب المحافظين- CFCC Conservative Foreign & Commonwealth Council، وذلك يوم الأربعاء الموافق 26 سبتمبر 2018 في نادي كارلتون بالعاصمة البريطانية لندن. وقد أدار الحلقة النقاشية رحمن تشيشتي النائب في البرلمان البريطاني، ورئيس مجلس العلاقات الخارجية واتحاد دول الكومنولث لحزب المحافظين CFCC، والذي أكد في كلمته الافتتاحية على اعتزازه بجميع الحاضرين وخاصة سفراء الدول الصديقة التي يأمل أن تتعزز العلاقات القائمة بينها وبين المملكة المتحدة خلال الفترة القادمة وخاصة قبيل إتمام إجراءات الحكومة البريطانية للخروج من الاتحاد الأوروبي. ثم فتح النائب تشيشتي المجال للسيدة بريتي باتيل النائب في البرلمان البريطاني والوزيرة السابقة للتعاون الدولي لتلقي كلمتها خلال الجلسة النقاشية، والتي تطرقت من خلالها إلى فرص التعاون التجاري الخارجي لبريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، وخصت بالذكر مملكة البحرين كمثال للتعاون الناجح الذي من الممكن أخذه كأنموذج في علاقات بريطانيا المستقبلية، وأشارت السيدة باتيل إلى إيمانها بأن تحقيق عملية ناجحة للخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون له أثر إيجابي لمستقبل بريطانيا، ولتصبح مركزا اقتصاديا عالميا كما ينبغي لها أن تكون، وذلك في ظل سياسات اقتصادية وتجارية حرة، ونوهت بأنها من خلال عملها السابق كوزيرة للتعاون الدولي ترى أن العالم بحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي والاستثمار البريطاني في الدول الأقل نموًّا، ما سيكون له مردود إيجابي للجميع ويجب على الدولة أن تدعمه وتشجع المستثمرين عليه. وتم بعدها منح المجال لسفراء الدول المشاركة في الحلقة النقاشية، حيث كان سفير مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة أول المتحدثين، وأشار السفير خلال كلمته إلى العلاقات التاريخية بين البلدين الحليفين، وأشار إلى أهمية التعاون القائم عبر كافة المجالات ومنها الدبلوماسي والسياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي والذي أكد أهميته من بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بداية العام القادم، حيث من المؤمل أن يجلب مزيدا من الانفتاح لبريطانيا على العالم وبخاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي وتحديدًا مملكة البحرين، وفي الوقت نفسه أكد وجود مجموعة من الأولويات المشتركة الأخرى. وأكد السفير أن البحرين ستعزز تعاونها القائم مع المملكة المتحدة على جميع الأصعدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معربًا عن تفاؤله بحقبة جديدة من التجارة الثنائية والاستثمار بين البلدين، والتي يجب الأخذ بها كفرصة جديدة لاستمرار التعاون وبخاصة مع خبرة مملكة البحرين الطويلة في هذا المجال، حيث إنها كانت من أوائل الدول في المنطقة التي وقعت على اتفاقية التجارة الحرة FTA مع الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2006، وتأمل بالتالي أن تساعد المملكة المتحدة لاغتنام فرصة ما بعد البريكست، عبر التوقيع على اتفاق مماثل للتبادل التجاري مع المملكة المتحدة يؤطر التعاون الاقتصادي القائم بين البلدين، مشيرًا إلى أن التعاملات التجارية الثنائية بين البلدين فاقت النصف مليار دولار، ومن الممكن مضاعفتها وخاصة أن البحرين تنفذ حاليًا مشاريع استثمارية كبيرة للقطاعين العام والخاص تبلغ قيمتها أكثر من 32 مليار دولار. وفي ختام كلمته أشار السفير إلى أن أكثر من عشرة آلاف من المواطنين البريطانيين يعيشون في مملكة البحرين والذين يمكن أن يشهدوا على نوعية الحياة، والجو المتسم بالتنوع الفريد والعالمي، والدفء الحقيقي والصداقة التي تميز البحرين وشعبها. كما تحدث خلال الجلسة كل من السفراء التاليين لدى المملكة المتحدة السيدة سوزانا ويس سفيرة جمهورية البيرو، ومانويل أنتيونيس سفير البرتغال، والكسندر فايسل سفير الاتحاد السويسري، والسفير كيرجاكو كيركو سفير جمهورية البانيا، إضافة إلى حضور كبير لعدد من الباحثين والأكاديميين والاقتصاديين والصحفيين المهتمين بموضوع المناقشة، حيث تركزت أغلب المواضيع على مستقبل العلاقات الخارجية البريطانية بعد تنفيذ (البريكست)، ومدى تأثيره على الاقتصاد البريطاني والحياة السياسية، كما أشار المشاركون إلى أهمية تعزيز التعاون التجاري مع الدول الصديقة والسعي لتوقيع أكبر عدد ممكن من اتفاقيات التجارة الحرة خلال الوقت الحالي وأنه سيكون بداية جيدة لتعزز بريطانيا من حضورها الدولي.
مشاركة :