أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي من أهم وسائل الشهرة لدى نجوم المجتمع والمشاهير، فالفيس بوك والتويتر والانستجرام، بعد ما كانوا أداة للتعارف والتقارب وتداول المعلومات، تحولت إلى منصات للشهرة والمكسب المادي لدى المشاهير ونجوم المجتمع، وأصبح الانستجرام محط أنظار أغلب النجمات الآن الذين أثاروا جدلا واسعا من خلاله طوال الفترة الماضية، سواء بصورهم أو الفيديوهات الخاصة بهم، التي تم تداولها من أغلب الأشخاص، خاصة بعد ما تم اعتماد بعض الأكونتات لهم تحت مجموعة رعاة، اعتمادا على أسمائهم وشهرتهم. فالتقينا عددًا من النقاد وأساتذة علم النفس والاجتماع فكان معهم هذا التحقيق.فى البداية، يقول الناقد الكبير طارق الشناوي، أرى أن الزمن يتغير ويتطور من وقت لآخر، وعلى سبيل المثال، التليفون كان من أهم الوسائل التي تستخدم في العصر ذاته، وكانت الوسيلة المتاحة بين أم كلثوم وعبدالوهاب، ويتواصلون بها من خلاله وقتذاك، الآن استحدث في أدوات الاتصال الحديثة، مثل الفيس بوك والانستجرام وغيرها من الوسائل، فمن حق فناني هذا العصر أن يستخدموا هذه الوسائل، وأكد ما دمنا نعيش في زمن اختلفت فيه الوسائل فهذا التطور الطبيعي، وأشار إلى أن الفنان الذي يظل في محراب الزمن القديم يتعب كثيرا؛ لأن وسائل الاتصال أثرت في الجيل الجديد للغاية، وهذا الجيل يذهب الفنان للسينما ليتابع أفلاما أو يقوم بسماع أغنية لمطرب، وهؤلاء الشباب يقضون الوقت كله على السوشيال ميديا، لافتا إلى أن هذا بالطبع خطأ كبير، فالحياة لست كلها ضياع للوقت بتلك الطريقة، وبالتالي الفنان إذا لم يتواصل معهم يفقد الكثير من جمهوره، فلذلك أرى أن الفنان من حقه أن يكوّن صفحات له، وليس للهدف المادي بل بسبب جمهوره، فانتشار الفنان بهذا الشكل على موضة الانستجرام وغيره هو سبب الجمهور.وتضيف الناقدة الكبيرة ماجدة موريس، إذا كانت هناك آراء تفيد بأن الانستجرام أصبح موضة هذه الأيام، وأحيانا بعض الفنانين يستخدمه للمكسب المادي، فما المشكلة إذا تم استخدامه من قبل بعض الفنانات للمكسب المادي؟ وأكدت أن هؤلاء يندرجون تحت مسمى «النجوم»، وهذا يعني الشهرة، وهذا حقهم يستخدمون شهرتهم من خلاله، وهناك برامج تنتج أيضًا عبر القنوات الفضائية للإعلاميين الكبار والمشهورين، وتابعت أرى أن هناك كثيرًا من الفنانين والفنانات يعيشون الآن على شهرة الانستجرام ومواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بسبب أنهم يغيبون عن الساحة الفنية بسبب عدم العروض التي لم تعرض عليهم، وبالتالي أتصور أن الانستجرام يكون تعويضًا لهم عن غيابهم، سواء كان تعويضًا ماديًا أو معنويًا، وفي الوقت ذاته، أرى أن هذا التصرف طالما لم يضر أحدا وغير مخل بالشرف فما المانع من ذلك؟ وهناك آخرون من الفنانين قام بعمل مشاريع تجارية بعيدًا عن عملهم الفني كي تعوضهم في يوم من الأيام عن الابتعاد والملل، وتابعت أرى أن الناس الذين استاءوا من هذه الموضة يقومون بمتابعتها لماذا؟ وأقول لهم إن الذي يمتلك قناة واحدة أو اثنتين فيفضل أيتهما التي تعجبه أكثر، فما بالك الآن في العصر الذي نعيشه والتحرر، فالحرية لها ثمن وهذا الثمن أن الكرة في ملعب المشاهد وأي شيء لا يعجبه يرفضه ولا يتابعه، فالمشكلة الحقيقية تكمن عند بعض الأشخاص الذين يملؤهم الفضول.ومن جانبه، يقول الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، بالطبع موقع انستجرام أصبح محط أنظار الكثير من الأشخاص، ولا بد أن نعترف ونصف ونميز من هو الفنان من عدمه، على سبيل المثال؛ هناك فنانات من فئة ليلى علوى ويسرا وإلهام شاهين، وحنان ترك والسقا، من المحال أن يقوموا بالاهتمام بهذه الموضة، وإذا تم عمل أكونتات لهم فيكون بالتأكيد هناك أشخاص يتولون إدارتها، وهناك فنانات أخريات تتطلعن إلى الشهرة والانتشار والتواجد من خلال الانستجرام، لتثبتن للعالم أنهن موجودات، فهؤلاء تعتبر بالنسبة لهن موضة وتبحثن عن الشهرة، وأقول لهن بالمعنى الدارج «ريحو نفسكو محدش بيشوفكو»، وأرى أن الجمهور هو الذي يعطي قيمة لبعض الأشخاص أكبر من حقه، وعندما نكون نعيش في عصر تنقصه الثقافة فبالتالي يظهر منه كل شيء.وتقول الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع، أرى أن الانستجرام الذى يقوم باستخدامه أغلب النجوم الآن، أصبح موضة ويحقق لهم أهدافهم سواء كان لتحقيق الشهرة أو الحصول على مكاسب مادية من خلال الأكونتات المعتمدة التي تكون من خلال الرعاة، وأكدت أن التكنولوجيا تعتبر شيئا مهما للغاية، ولكن تبقى الآثار السلبية لها، وأرى أن الجمهور هو السبب في انتشار هذه الظاهرة أو الموضة؛ لأنه هو الذي يروج لهذه الظاهرة، وإذا تم تجاهلها من جانب البعض؛ فبالتالي ستنتهي هذه الموضة تمامًا وتتبخر.
مشاركة :