غزة، القدس أ ف ب حذَّرت حركة حماس الأمم المتحدة من عواقب تأخير إعادة إعمار غزة وما سمته «التباطؤ والتواطؤ» في رفع الحصار عن القطاع. وقال القيادي في حماس، خليل الحية، خلال خطبة صلاة الجمعة التي نظمتها الحركة أمس أمام مقر المندوب السامي للأمم المتحدة في مدينة غزة «نحذر الأمم المتحدة والعالم؛ إن ما تمارسونه اليوم من ممارسات بحق شعبنا هو السبيل الذي ينشئ التطرف بين الشعوب». وأضاف «نقول للأمم المتحدة إننا نرى ونسمعكم، إن هناك حالة من التباطؤ والتواطؤ في إبقاء الحصار وتأخير إعادة الإعمار، ونرجو أن يستيقظ هؤلاء قبل أن يثور الناس على كل شيء»، مطالباً المنظمة الدولية بأن «تقف عند مسؤولياتها لأن بقاء الحصار علينا جريمة إنسانية وتأخير الإعمار على شعبنا جريمة إنسانية، المتواطئون فيها سنحاسبهم يوماً ما». كما توجَّه الحية للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس حكومة التوافق الفلسطينية، رامي الحمد لله، بقوله «نرجوكم باسم هذا الشعب المظلوم وباسم القدس؛ كفى لعباً على وتر مصالح الناس، نقول اليوم لن نتخلى عن شعبنا ولن نتخلى عن حقوقه ولن نتخلى عن حقوق الموظفين». إلى ذلك، غادر غزة صباح أمس وفدٌ من حكومة التوافق الفلسطينية كان وصل الإثنين الماضي في زيارة إلى القطاع، دون الإعلان عن تحقيق أي تقدُّم في تنفيذ بنود المصالحة الوطنية مع حماس. وتشكَّلت حكومة التوافق في مطلع يونيو الماضي، واتفق الجانبان في 25 سبتمبر على أن تمسك الحكومة بزمام الأمور في غزة وأن تلعب دوراً رئيساً في إعادة إعمار القطاع المدمَّر بعد حرب إسرائيلية في الصيف الفائت، خلَّفت أكثر من 2200 قتيل فلسطيني أغلبهم من المدنيين. ومنتصف الشهر الماضي، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أنها لن تكون قادرة قريباً على توفير إعانات لعديد من الأسر الفلسطينية، التي فقدت منازلها في الحرب الإسرائيلية الأخيرة بسبب نقص الأموال. وقالت «أونروا» إن هناك أكثر من 96 ألف منزل تضررت أو دُمِّرَت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وهو أكثر بمرتين مما كانت تتوقعه. بدورها، قررت سلطة الاحتلال الإسرائيلي اعتبار العملية العسكرية التي شنتها في غزة خلال الصيف «الحرب الثامنة منذ قيامها والأولى مع الفلسطينيين»، بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية. واستمرت عملية «السور الحامي» كما تسميها إسرائيل 50 يوماً خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين، وكانت مختلف الأطراف الخارجية تسميها حرباً. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، في بيانٍ رسمي إن قرار تسمية العملية بـ «الحرب» جاء بسبب طول مدتها الزمنية ونظراً لـ «فقدان 67 من جنودنا الذين دفعوا الثمن الأكثر ارتفاعاً في قتال حماس وغيرها من المنظمات الإرهابية». وبذلك تصبح المواجهة العسكرية في غزة الصيف الماضي أول مواجهة مع الفلسطينيين يعترف بها الجيش الاسرائيلي باعتبارها حرباً، على عكس عمليتي «الرصاص المصبوب» في أواخر 2008 ومطلع 2009 و«عمود السحاب» في نوفمبر 2012.
مشاركة :